2- تمم الرسول أعمالاً صالحة كثيرة
بقى لنا أن نقيس معنى العبارات وغرضها حسب مشاعر المتكلم العميقة، ونناقش ما يدعوه الرسول "صالحًا" مقارنًا إياه بالشر، ليس بالمعنى العام للفظ، بل حسب القصد الذي يظهره هو بسبب ورعه. فيمكننا أن نفهم الكلمات التي جاء بها الوحي الإلهي حسب هدفه ورغبته، متأملين في مكانة الناطقين بها وسماتهم. عندما تصير لنا نفس مشاعر الرسول (لا بالكلام بل عمليًا) يمكننا بكل تأكيد أن نفهم أفكاره وآراءه، فنعرف ما هو الصلاح الذي لم يستطع الرسول أن يفعله عندما أراده...
إننا نعلم أنه توجد أعمال صالحة للرسول الطوباوي ومن هم على مثاله، فنجد بلا شك في الرسول الطوباوي ورفقائه النقاوة الصالحة والتعفف المملوء حنانًا والعدل المقدس... حتى أنهم كرزوا بقدوتهم وفضائلهم أكثر مما بكلماتهم. ما أعظم ما كانوا عليه من جهة اهتمامهم المستمر وإشفاقهم المتيقظ من جهة جميع الكنائس! يا له من حب عظيم نافع، حتى أنهم يلتهبون عندما يتعثر أحد، ويضعفون مع الضعفاء (2كو29:11). إن كان الرسول يفيض بأمور صالحة كهذه، فإننا نعجز عن إدراك عظمة صلاح الكمال الذي يفتقر إليه الرسول، اللهم إلا إذا تقدمنا إلى تلك الحالة الذهنية (الروحية) التي كان عليها الرسول. فجميع الفضائل التي امتلكها والتي تشبه أعظم الجواهر الثمينة، متى قورنت باللؤلؤة الفريدة الجميلة التي يطلبها التاجر المذكورة في الإنجيل وأراد أن يحصل عليها ببيعه كل ما يملكه، عندئذ تبدو الفضائل الأولى تافهة وقليلة بالنسبة لها...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-23-good-deeds.html
تقصير الرابط:
tak.la/tdsc68z