St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

355- مناظرة 21: 32- كيف يظهر الإنسان أنه تحت النعمة؟

 

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 57), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 57)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 57), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 57)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

32- كيف يظهر الإنسان أنه تحت النعمة؟

 

أي إنسان يسعى إلى الوصول إلى كمال التعليم الإنجيلي، هذا الذي يعيش تحت النعمة، لا يسقط تحت سلطان الخطية، لأن البقاء تحت النعمة معناه العمل بالأمور التي تأمر بها النعمة.

أما الإنسان الذي لا يُخضع نفسه للمطالب الكاملة الخاصة بكمال الإنجيل، فيلزمه ألا يجهل أنه وإن كان قد اعتمد وصار راهبًا، لكنه بالرغم من هذا فهو ليس تحت النعمة، إنما مقيد بقيود الناموس ومثقل بأثقال الخطية. لأن ذاك الذي وهب نعمة التبني ويقبل الذين يقبلونه، يرغب في أن يضيف إلى البناء لا أن يهدمه، إذ أراد أن يكمل الناموس لا أن يهدمه.

إذ لا يفهم البعض هذا الأمر، مهملين نصائح المسيح الرائعة ومواعظه، يتخذون من الحرية فرصة للإهمال والتهور الزائد، حتى أنهم يعجزون عن تنفيذ أوامر المسيح كأنها صعبة جدًا، محتقرين أيضًا وصايا الناموس الموسوي[8] كأمر عتيق، مع أن الناموس قدمها للمبتدئين والأطفال. بهذا ينادون بالحرية الخطيرة التي يلعنها الرسول قائلين "أَنخطئُ لأننا لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة؟"‍ (رو 15:6). هؤلاء ليسوا تحت النعمة، لأنهم لم يتسلقوا قط مرتفعات تعاليم الرب. ولا هم تحت الناموس لأنهم لم يقبلوا حتى تلك الوصايا البسيطة التي للناموس. هؤلاء إذ هم ساقطون تحت سلطان الخطية المزدوج يظنون أنهم قد قبلوا نعمة المسيح.. ويسقطوا فيما يحذرنا منه الرسول بطرس قائلاً: "كأحرار وليس كالذين الحرية عندهم سترة للشر." (1 بط 16:2). ويقول الرسول بولس الطوباوي: "فإنكم إنما دُعِيتم للحريَّة أيُّها الإخوة. غير أنهُ لا تُصيّروا الحرَّية فرصةً للجسد" (غل 13:5)، أي دعيتم للتحرر من سلطان الخطية، وليس معنى إبعاد أوامر الناموس بمثابة تصريح بعمل الخطية. ويعلمنا الرسول بولس أن هذه الحرية لا توجد إلا حيث يوجد الرب، إذ يقول: "وأما الربُّ فهو الروح وحيث روح الرب هناك حرّيَّة" (2 كو 17:3).

لهذا لست أعرف إن كنت قد استطعت أن أُعبر وأشرح قصد الرسول المبارك، لأن الذين لديهم خبرة هم الذين يعرفون ذلك. إنما شيء واحد أنا متأكد إنني أعرفه، وهو أنه من الواضح جدًا -دون حاجة إلى شرح- أن أي إنسان ممن اقتنى التدريب العملي يفهم ما جاء بالمناظرة من قبل تدربه دون حاجة إلى مجرد الفهم[9]...

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[8] يقصد الوصايا وليس الذبائح اليهودية الرمزية، لأن هذه لا يجوز العودة إليها بعدما جاء الرمز (السيد المسيح).

[9] سأل الأب جرمانيوس بعد ذلك عن السبب الذي لأجله يتبع الصوم الزائد عن الحد كثرة الشهوات الجسدية مما يسبب احتلامًا فيقوم الإنسان من نومه فاترًا في الصلوات. وقد رأي الأب ثيوناس أن يجيب على هذا السؤال في مناظرة أخرى.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-21-under-grace.html

تقصير الرابط:
tak.la/jfy9dgs