15- الصوم وسيلة لا غاية
يجدر بنا ألا نمارس الرحمة والصبر والحب... الأمور الصالحة بطبعها من أجل الصوم، بل بالأحرى نمارس الصوم من أجلها. فإن همتنا هي أن نبلغ تلك الفضائل الصالحة خلال الصوم، وليس أن نبلغ الصوم خلال هذه الفضائل كنتيجة لها. فإذ ألم الجسد مفيد، لهذا استخدم الآباء هذا العلاج، أي الزهد في الطعام والشراب، لكي ننجح في الوصول إلى الحب، أي لنبلغ الأمر الصالح الذي لا يتغير خلال الزمن.
لأن الفنون لا تُستخدم من أجل الأدوات الخاصة للعمل بها، إنما بالأحرى تُستخدم الآلات لأجل ممارسة الفن... وكما أن هذه الأدوات مفيدة للذين يفهمونها، كذلك فهي غير نافعة للذين يجهلون استخدامها. وكما أنها تعين الذين يستخدمونها، تكون بلا نفع للذين لا يعرفون غرضها بل يتوقفون عند مجرد امتلاكها وليس للعمل بها... إذن الشيء غير الصالح أو طالح في ذاته هو وسيلة لتحقيق ما هو صالح بطبعه، أما الثاني فلا يستخدم من أجل الأول بل لأجل ذاته.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/8qajg6b