St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

330- مناظرة 20: 12- هل صرت معصومًا من الخطأ؟

 

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 86), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 86)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 86), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 86)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

12- هل صرت معصومًا من الخطأ؟

 

هذا الحديث عن نسيان الخطايا السابقة، أقصد به الخطايا الرئيسية التي دانها أيضًا الناموس الموسوي، التي قد انتهى الميل إليها، ونُزعت عنا بالحياة الصالحة، والتي قد انتهت الندامة من أجلها. أما المعاصي الأخرى (الصغرى) التي قيل عنها: "لأن الصدّيق يسقط سبع مرات ويقوم" (أم 16:24)، فإن التوبة عنها لا تنتهي، لأنه سواء عن جهل أو نسيان أو بالتفكير أو الكلام أو بمجرد الاشتياق أو عن ضرورة أو عن ضعف الجسد أو نجاسة في حلم.. هذه الأمور غالبًا ما نسقط فيها كل يوم بغير إرادتنا أو بإرادتنا. مثل هذه الخطايا يُصلي من أجلها داود النبي للرب، ويطلب التنقية منها والغفران عنها: "السهوات من يشعر بها؟! من الخطايا المستترة أبرئْني؟!" (مز12:19). وأيضًا يقول الرسول: "لأني لست أفعل الصالح الذي أريدهُ بل الشرُّ الذي لست أريده فإيَّاهُ أفعل" (رو19:7). لذلك تنهد قائلاً: "وَيحي أنا الإنسان الشقي، مَنْ ينقذني من جسد هذا الموت؟!" (رو24:7).

إننا نسقط في هذه الخطايا بسهولة كما لو كانت بحكم الطبيعة نفسها فرغم يقظتنا وسهرنا نحوها فإننا لا يمكننا تجنبها كلية. هذا الأمر الذي جعل أحد التلاميذ الذي كان يسوع يحبه يصرخ ويقول: "إن قلنا أنهُ ليس لنا خطية نُضِلُّ أنفسنا وليس الحقُّ فينا" (1 يو 8:1).

أكثر من ذلك إن الإنسان الذي يسعى نحو الكمال المسيحي لا يكتفي بأنه ندم على الخطية بالغ الندم ليمنع نفسه عما لا يليق، بل لا بُد أن يحث نفسه على التقدم للأمام نحو الفضائل النورانية التي بها تستطيع النفس أن تسير في طريق الكمال. ولا يكتفي الإنسان بأنه يحفظ نفسه من الخطايا والأدناس التي يكرهها السيد المسيح، بل عليه أن يعمل على حفظ طهارة القلب وممارسة أفعال المحبة الأخوية التي بها يُسر الله.

هكذا انتهى الأب بينوفيوس من حديثه عن علامات الصفح وغاية التوبة، وبالرغم من أنه قد ألح علينا كثيرًا لكي نبقى معه في قلايته، لكنه إذ لم يقدر أن يبقينا إذ قد جذبتنا شهوة برية الإسقيط سمح لنا أن نسير في طريقنا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-20-infallible.html

تقصير الرابط:
tak.la/8fp94ht