2- اتضاع الأب يوحنا
وجدنا في مجمع الرهبان هذا شيخًا متقدم الأيام جدًا يدعى الأب يوحنا، لا يمكننا أن نعبر على كلماته واتضاعه صامتين، لأن بهما فاق جميع القديسين... وقد علمنا عنه أنه كان جادًا في هذا الكمال (الاتضاع)، الذي يراه أُم كل الفضائل، وأساس البناء الروحي الراسخ. ومع هذا فقد كان كماله هذا غريبًا عن نظامنا. فلا عجب فإننا لم نقدر نحن أن نصل إلى علو هؤلاء الرجال، كما لم نقدر أن نحتمل تدريب المجمع لمدة طويلة، إنما بالكاد أمكننا أن نحتمل نير الخضوع لمدة سنتين... في هذه الفترة كنا خاضعين لمن هم أكبر منا ليس اضطرارًا بل بمحض اختيارنا.
حينما رأينا هذا الرجل المسن في مجمع الأب بولس، انتابتنا دهشة، أولا بالنسبة لشيخوخته وتقدمه في الأيام جدًا، وبسبب النعمة التي كانت تحيطه. وبنظرات مثبته تجاه الأرض بدأنا نستعطفه أن يوضح لنا لماذا ترك انطلاق الصحراء، ذلك العمل الممجد (أي حياة التوحد) حيث نال هناك صيتًا ذائعًا وشهرة فوق كل الذين كانوا يعيشون مثله في حياة التوحد.
سألناه لماذا اختار أن يدخل تحت نير المجمع، فقال لأنه لم يكن مستحقًا لحياة المتوحدين ولا مستوجبًا لعلو كمالهم، لذلك عاد إلى مدرسة الأطفال، حتى يتعلم فيها الدروس اللازمة...
ولما لم نقتنع بهذه الإجابة، رفضنا أن نقبل هذه الإجابة المتواضعة، وأخيرًا بدأ يتكلم هكذا:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-19-father-john.html
تقصير الرابط:
tak.la/bf5cd25