14- عجز النفس الدنسة عن تقبلها المعرفة الروحية
كما قلت أنه مستحيل على المبتدئ أن يفهم المعرفة الروحية، فكيف يقدر أن يقدمها للغير؟! لكن إن كانت لديه لياقة للتعليم بخصوص هذه الأمور، بالتأكيد تكون كلماته عقيمة بلا نفع، وتحمل كلماته كسلاً واضحًا، وزهوًا عقيمًا، لأنهم لا يخرجونها من كنز ضمائرهم الصالحة، إنما تنبع عن زهو فارغ مملوء سفاهة.
يستحيل على النفس غير النقية -مهما بلغت أشواقها نحو القراءة- أن تحصل على معرفة روحية. لأنه لا يقدر أحد أن يسكب دهنًا طيبًا أو عسلاً جيدًا أو أي سائل قيم في إناء قذر كريه الرائحة. لأن الإناء الممتلئ بروائح كريهة يُفسد ما يوضع فيه أكثر مما يتأثر هو من الشيء الصالح، لأن ما هو نقي يفسد بسرعة أكثر من تأثير النقي على الفاسد.
هكذا ما لم يتنقَ إناء صدرنا من وصمات الخطية الفاسدة، لا يستحق أن يتقبل الدهن المبارك الذي تحدث عنه النبي قائلاً: "مثل الدهن الطيب على الرأس النازل على اللحية، لحية هارون النازل إلي طرف ثيابهِ" (مز 2:133). "لأنهُ أيَّة خلطةٍ للبرّ والإثم؟! وأيَّة شركةٍ للنور مع الظلمة؟! وأيُّ اتفاقٍ للمسيح مع بليعال؟! وأيُّ نصيبٍ للمؤْمن مع غير المؤْمن؟!" (2 كو 14:6، 15).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-14-impure-soul.html
تقصير الرابط:
tak.la/52hpmdy