* الطهارة الداخلية عطية مجانية تهبها النعمة الإلهية، وهي لا تُعطى إلا للمجاهدين المثابرين بقلب منسحق.
* نعمة السيد المسيح حاضرة بين أيدينا كل يوم... غايتها وعملها أن تجتذب كل الناس لكي يخلصوا.
* الجهاد والنعمة طريق واحد... فهما متلازمان لا يمكن فصلهما، لأن الجهاد الحقيقي لا يمكن القيام به بغير النعمة، ولا النعمة تعمل في المتراخين... فلا عجب إن رأينا الله يأمرنا بوصايا معينة لتنفيذها... وفي نفس الوقت نطلب نحن في جهادنا أن ينفذ الله ما أمرنا به في حياتنا. ونذكر في ذلك الأمثلة التالية:
1- الله يأمرنا: "اقتربوا إلى الله" (يع8:4)، و "تعالوا إليَّ يا جميع المُتعَبين" (مت28:11)، وفي نفس الوقت لا يقدر أحد أن يأتي إليه ما لم يجتذبهُ الآب (يو44:6).
2- الوصية تقول: "مَهّدْ سبيل رجليك" (أم26:4)، ونحن نطلب من الله أن يسهل لنا الطريق (مز8:5).
3- الوصية تأمر: "اطرحوا عنكم كل معاصيكم" (حز31:18) ونحن نطلب عمل الله القادر وحده أن ينزع عنا القلب الحجري (حز11: 19، 20)
4- الرب يأمر: "اغسلي من الشر قلبكِ" (إر14:4)، ونحن نصرخ إليه: "طهّرْني بالزوفا فأطهر" (مز7:51).
5- الوصية تقول: "ازرعوا لأنفسكم نور المعرفة" (هو12:10)، والكتاب يعلمنا أن الله هو "المعلم الإنسان معرفةً" (مز10:94).
6- الوصية تطلب: "فوق كل تحفظٍ احفظ قلبك" (أم23:4)، مع أن "سلام الله الذي يفوق كلَّ عقلٍ يحفظ قلوبكم" (في7:4).
7- الوصية تنادي: "انحلّي من رُبُط عنقكِ" (إش2:52)، مع أن "الرب يطلق الأسرى" (مز7:146).
8- باختصار يطالبنا الرب على لسان رسوله: "اركضوا لكي تنالوا" (1كو24:9)، وفي نفس الوقت يقول: "لا يقدر أحد أن يأخذ شيئًا إن لم يكن قد أعطي من السماء".
* على كل فإن عمل الله لا يقيّد، بعيد عن الفحص وفوق كل استقصاء، ولا يمكننا أن نقول أيهما يبدأ أولاً الجهاد أم النعمة، ولا تتوقف نعمة الله في سخائها على طريقة واحدة فهناك طرق كثيرة منها:
1- اختيار الله -بحنو نعمته المجانية- أندراوس وبطرس.. من غير أن يفكروا في شفائهم وخلاصهم.
2- اختار زكا لأنه كان يناهض ويبحث ليرى يسوع من هو.
3- جذب بولس بغير إرادته وهو مقاوم للرب.
4- جذب آخر ليتبعه مانعًا إياه أن يذهب ويدفن أباه.
5- أعلن ذاته ورسالته لكرنيليوس من أجل مثابرته على الصلوات والصدقات.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
* النعمة الإلهية تهب الإنسان حسب طاقة إيمانه.
1- فمن كان يكتفي أن يريد الرب له الشفاء ليُشفى كان يقول له: "أريد فأطهر".
2- ومن كان يطلب كلمة من فم الله يقول له: "كما آمنت يكون لك".
3- ومن يؤمن بلمس هدب ثوبه يشفى، هكذا حسب إيمانه هذا يشفى.
4- ومن يطلب أن يأتي الرب إلى بيته ويمسك بيد مريضه.. هكذا قدر إيمانه يهبه.
* أحيانًا توسع النعمة حدود إيماننا الضيقة:
1- فالرجل الذي طلب من الرب أن يسرع إلى بيته لئلا يموت ابنه... أعطاه شفاء ابنه من غير أن يذهب معه.
2- ومرثا التي قالت له: "لو كنت ههنا لم يَمُتْ أخي" (يو21:11)، أقام لها لعازر أخيها بعدما أوضح لها إمكانياته أنه هو القيامة.
* أحيانًا يهب الرب نعمته من غير أن نسأله... كما فعل مع مريض بيت حسدا الذي ذهب إليه بنفسه وسأله: "أتريد أن تبرأ؟".
وأحيانًا يمتنع عن تقديم نعمته بسبب عدم الإيمان.
* أخيرًا فإن نعمة الله تعمل في المجاهدين وتعينهم، دون أن تفقدهم حرية إرادتهم حتى يتكللوا، هذا الجهاد مهما بلغ قدره لا ينفي عن النعمة مجانيتها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-13-summary.html
تقصير الرابط:
tak.la/y943fj4