St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

231- مناظرة 13: 16- النعمة الإلهية تسمو بالحدود الضيقة التي للإيمان البشري

 

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 85), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 85)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 85), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 85)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

16- النعمة الإلهية تسمو بالحدود الضيقة التي للإيمان البشري

 

ليته لا يتصور أحد أننا قدمنا هذه الأمثلة لكي ننسب النصيب الأكبر من خلاصنا على إيماننا نحن وذلك كما يظن البعض بتصورات أرضية، هؤلاء الذين ينسبون كل شيء لحرية الإرادة، قائلين أن نعمة الله توزع حسب استحقاقات كل إنسان. وإنما نؤكد بوضوح رأينا الذي يعلن بجلاء بغير لبس أن نعمة الله غاية في السمو والوفرة وأحيانًا توسع الحدود الضيقة لنقص الإيمان البشري.

نذكر ما حدث في حالة الحاكم الوارد في الإنجيل، الذي إذ آمن أنه من الأسهل أن يشفي له ابنه من مرضه عن أن يقيمه من الموت مستعجلاً الرب ليذهب إليه في الحال قائلاً: "يا سيّد انزل قبل أن يموت ابني" (يو48:4)، ولو أن الرب وبخه لقلة إيمانه بهذه الكلمات: "لا تؤْمنون إن لم تروا آياتٍ وعجائب" إلا أنه لم يعلن نعمة لاهوته قدر ضعف إيمان الرجل، ولا نزع مرض الحمى المميت بحضور الرب بالجسد كما أراد الرجل، إنما بكلمة قوته قال له: "اذهب. ابنك حيّ" (يو50:4).

نقرأ أيضًا أن الرب سكب من غنى نعمته الغنية في حالة شفاء المفلوج، الذي وإن كان قد سأل من أجل شفاء جسده إلا أنه وهبه شفاء النفس أولاً بقوله: "ثِقْ يا بُنَيَّ. مغفورة لك خطاياك" (مت2:9). وإذ لم يصدقه الكتبة أنه يقدر أن يغفر خطايا البشر، شفى أعضاء الرجل بقوة كلمته نازعًا مرض الفالج بالقول: "لماذا تفكرون بالشرّ في قلوبكم؟ ايُما أيسر أن يقال مغفورة لكي خطاياك. أو أن يقال قُمْ وأمشِ. ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانًا على الأرض أن يغفر الخطايا، حينئذٍ قال للمفلوج: قُم أحمل فراشك واذهب إلى بيتك" (مت4:9-6).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

بنفس الطريقة في حالة الإنسان الذي كان ملقيًا 38 سنة بجوار حافة البركة، مترجيًا الشفاء من حركة الماء، فقد أظهر غنى جوده له من غير أن يسأله. فعندما رغب أن يقيمه قال له: "أَتريد أن تبرأَ" (يو6:5). وعندما أشتكى من عجز المعونة البشرية قائلاً: "ليس لي إنسان يلقيني في البركة متى تحرَّك الماءُ" (يو7:5)، وهبه الرب في حنوه العفو عن عدم إيمانه وجهله وأبرأه وأعاده إلى صحته الأولى، ليس كما كان يتوقع، بل كما يريد الرب نفسه قائلاً له: "قُمْ. احمل سريرك وأمشِ" (يو8:5)[7].

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[7] تحدث بعد ذلك عن عناية اللّه التي لا تُسْتَقْصَى، وكيف أنه بطرق متنوعة وأحكام لا تفحص يبحث عن الإنسان ويطلبه ويدافع عنه. ويعتبر ذلك ملخص للمناظرة كلها لهذا لم أترجمها منعًا للإطالة والتكرار.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-13-divine-grace.html

تقصير الرابط:
tak.la/mt9pzj3