4- اعتراض
جرمانيوس: إننا نرى الكثير من الوثنيين الذين لم يوهب لهم نعمة الله سامين لا في فضائل التدبير والصبر فحسب، بل (وبصورة واضحة) في الطهارة. فكيف يمكننا أن نحسب أن حرية إرادتهم قد أُسِرَت، وأن فضائلهم وُهِبَت لهم بواسطة نعمة الله، خاصة وأنهم يتبعون حكمة العالم وينكرون نعمة الله، بل وينكرون وجود الله ذاته؟ فهم ليسوا مثلنا نحن الذين خلال القراءة وعن طريق الآخرين عرفنا نعمة الله، أما هم فيقولون أنهم ينالون طهارتهم الفائقة السمو بجهادهم وتعبهم الزائد؟
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
5- شيريمون: إنني مسرور لأنك قد التهبت بالشوق العظيم لمعرفة الحق، إلا أنك تقدم بعض النقط، وبإثارتك لهذه الاعتراضات تؤكد بالأكثر سمو إيمان الكنيسة الجامعة... فبالتأكيد أنت تقدم هذه الاعتراضات رغبة في معرفة الحق لذلك فلتأخذ في اعتبارك هذه الأمور:
يلزمنا أولاً ألا نفكر بأن الفلاسفة قد نالوا طهارة النفس كتلك التي ننالها نحن، والتي لا تتوقف عند مجرد عدم الزنا، إنما لا يدعى بيننا شيء دنس قط، إنما هم لديهم نوع خاص من الطهارة بمعنى ضبط الجسد، الذي به يقمعون شهواتهم لكي لا ينفذوا اتصالاً جسديًا. لكنهم لا ينالون طهارة الذهن الداخلية ونقاوة الجسد الدائمة، لا من جهة العمل، إنما أيضًا من جهة الفكر. أخيرًا فإن سقراط -الذي يعتبرونه - أشهر جميع الفلاسفة يعترف عن نفسه بهذا...
إنهم لا يعرفون فضيلة الطهارة التي نبتغيها نحن، لذلك فإن ختاننا الروحي لا يمكن أن يُطلب إلا بنعمة الله، ولا يخص إلا الذين يخدمون الله بقلب منسحق.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-13-pagans.html
تقصير الرابط:
tak.la/x24jzhq