10- بين حرية الإرادة وضعفها
يسند الكتاب المقدس حرية الإرادة فيقول: "فوق كل تحفظٍ احفظ قلبك لأن منهُ مخارج الحياة" (أم23:4)، ويشير الرسول أيضًا إلى ضعفها فيقول: "وسلام الله الذي يفوق كلَّ عقلٍ يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" (في7:4).
يؤكد داود قوة الإرادة الحرة فيقول: "عطفت قلبي لأصنع فرائضك" (مز112:119)، وهو نفسه يعلمنا عن ضعفها بصلاته قائلاً: "أَمِلْ قلبي إلى شهاداتك لا إلى المكسب (الطمع)" (مز36:119)، وسليمان يقول: "ليميل بقلوبنا إليهِ لكي نسير في جميع طرقهِ، ونحفظ وصاياهُ وفرائضهُ وأحكامهُ التي أوصي بها آباءَنا" (1مل58:8). ويشير المرتل إلى قوة إرادتنا في قوله: "حِدْ عن الشرّ واصنع الخير، اطلب السلامة واسعَ وراءها" (مز14:34)، وتشهد صلواتنا عن ضعفها بقولنا: "اجعل يارب حارسًا لفمي. احفظ باب شفتيَّ" (مز3:141).
تظهر أهمية الإرادة من قول الرب: "انحلّي من رُبُط عنقكِ أيتها المسبية ابنة صهيون" (أش2:52)، ويتغنى النبي بضعفها قائلاً: "الرب يطلق الأسرى" (مز 7:146)، "حللتَ قيودي. فلك أذبح ذبيحة حمدٍ" (مز 16:116، 17).
إننا نسمع في الإنجيل الرب ينصحنا أن نأتي إليه سريعًا بحرية إرادتنا: "تعالوا إليَّ يا جميع المُتعَبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت28:11)، ويشهد الرب نفسه عن ضعفها بقوله: "لا يقدر أحد أن يُقبِل إليَّ إن لم يجتذبهُ الآب الذي أرسلني" (يو44:6).
يشير الرسول إلى حرية إرادتنا بالقول: "هكذا اركضوا لكي تنالوا" (1كو24:9)، ويشهد يوحنا المعمدان عن ضعفها بقوله: "لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئًا إن لم يكن قد أُعطِي من السماءِ" (يو27:3).
لقد أوصانا أن نحفظ نفوسنا بكل عناية، إذ يقول النبي: "احفظوا نفوسكم"، وبنفس الروح يشهد نبي آخر: "إن لم يحفظ الرب المدينة فباطلاً يسهر الحارس" (مز1:127).
ويكتب الرسول إلى أهل فيلبي مظهرًا لهم حرية إرادتهم "تمّموا خلاصكم بخوفٍ ورعدةٍ"، ويردف مظهرًا ضعفها: "لأن الله العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرَّة (مسرته)" (في2: 12، 13).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-13-free-will.html
تقصير الرابط:
tak.la/43dvj9k