لقد سمعنا عن الأب يوحنا الذي كان يقطن في ليكون[2] Lycon، وقد انخدع منذ فترة قصيرة. فقد أنهك جسده وأعياه، وإذ صام يومين وفي اليوم الثالث بينما كان ذاهبًا ليأخذ بعض القوت ظهر له الشيطان في صورة سوداء قذرة وسقط تحت قدميه قائلاً: "عفوًا. فإني سأقوم لك بهذا العمل". فانخدع الرجل العظيم بمكر الشيطان وحسب أن هذا العمل لا يتناسب معه بسبب زهده. فازداد في الصوم متظاهرًا بإنهاك قوى جسده وصار في حالة ملل كان في غنى عنها، وهكذا أضر الرجل روحه وانخدع بالعملة المزيفة...
كما سبق أن أشرنا أنه يلزم على الصراف الحكيم أن يختبر وزن العملة فيتحقق الفكر الذي يخطر علينا، ويضعه على ميزان قلبه ويزنه بميزان دقيق. فقد يكون العمل (الذي يبثه الفكر) مملوء بالخير للجميع أو مثقلاً بمخافة الله ونقيًا وكاملاً في ظاهره، لكن في باطنه تفاخر وزهو بشري أو غرور... يلزم وزن الفكر بالميزان العام أي اختباره بأعمال وبراهين الرسل الأنبياء النقية كاملة الوزن، نابذين بكل تدقيق وجهاد الأعمال غير الكاملة المزيفة ناقصة الوزن.
_____
[2] Lycon أو Lycopolis ليكوبوليس وتدعى حاليًا أسيوط في الجنوب الشرقي لهرموبوليس (المنيا).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-1-deceived-by-satan.html
تقصير الرابط:
tak.la/frtg5fy