1- غالبًا ما تعني "الرجولة" في ذهن الرجال "القيادة" بمفهومها الدكتاتوري العنيف، أي اعطاء أوامر واصدار قرارات نهائية.
يؤكد الكتاب المقدس أن "الرجل رأس المرأة" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 23)، فماذا تعني الرأس؟
الرجل هو الرأس الذي يكرِّس كل طاقاته وامكانياته لخدمة الجسد، لأجل سلامته وبنيانه ونموه المستمر. الرجولة هي القيادة الحكيمة الملتزمة التي تنحني لتحمل المسئولية لا لنتشامخ بروح العجرفة والسيطرة. الرأس الذي في واقعه لا يوجد بدون الجسد، يحمل مسئولية الجسد، لا لتقديم الاحتياجات المادية للأسرة فحسب، ولا لتقديم العاطفة المُشبعة لقلب الأسرة حنانًا، وإنما أولًا هي عطاء النفس self-giving، فيهب الإنسان نفسه للغير في الرب بفرح وبهجة قلب. بهذا تتحول الرجولة أو قل القيادة إلى حب باذل مِعطاء لا إلى تقديم خدمات أو منح مادية أو عاطفية.
الرأس لا يعني السلطة والحق في إصدار قرارات نهائية (3)، بل بالحري قبول مسئوليات، قيادة حب وبذل كالرأس السيد المسيح الذي أعطانا ذاته، باذلًا حياته من أجل عروسه.
الرجل رأس الأسرة، الذي يجاهد من أجلها لا ليكون طاغية ودكتاتورًا، وإنما باذلًا حياته بفرح.
القيادة الحكيمة في الرب، هي التي تحمل نظرة مستقبلية مملوءة رجاء (4)، تعكس على الأسرة كلها روح الفرح والبهجة. كثيرون يظنون أن الأم. بما وُهبت من عاطفة أمومة ورقة الأنوثة. هي المسئولة الأولى عن سعادة الأسرة وبهجتها. هذا حق، لكن الرجل كقائد حقيقي له دوره الفعّال أن يبث روح الرجاء والثقة والطمأنينة في حياة الزوجة، والتي بدورها تترجم هذا كله إلى حنان ورقة تملأ البيت فرحًا.
هذا المفهوم للقيادة الملتزمة واهبة الفرح تؤكده الوصية، في الطقس القبطي الموجهة للعريس، إذ جاء فيها: (يجب عليك أيها الابن المبارك... المؤيد بنعمة الروح القدس أن تتسلم زوجتك في هذه الساعة المباركة بنية خاصة ونفس طاهرة وقلب سليم، وأن تجتهد فيما يعود لصالحها، وتكون حنونًا عليها، وتسرع إلى ما يسر قلبها (5)).
2- يعزو بعض الأزواج بؤس الحياة الزوجية إلى عدم تجاوب الزوجات معهن جسديًا، بالرغم مما يقدمونه من حب مترجم خلال التعب والجهاد لتحقيق حياة متيسرة لهن، هؤلاء لا يدركون أن الزوجة لن تسلم جسدها بالحب لزوجها إلا إذا شعرت أنه يحميه ويحمي كل حياتها بالبذل والحب (6)، إنا تريده قائدًا مملوءًا حبًا، ملتزمًا وعاملًا.
تنصب شكوى الكثيرات من النساء اللواتي يطلبن الانفصال أو الطلاق في شعورهن أنهن بلا أزواج، ليس لهن رجالًا يثقن فيهم ويعتمدون عليهم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فالزوجة تطلب الشعور بالطمأنينة والثقة، تستمد قوتها منه كعمود حيّ تتكئ عليه في الرب.
لسنا نجهل أن بعض الزوجات يشتكين من ذلك، لكنهن في نفس الوقت لا يرون ذلك، إذ يصارعن مع أزواجهن على انتزاع المسئولية والقيادة بروح الغطرسة، دون ترك الفرصة للأزواج للقيادة بروح البذل. الزوجة قادرة أن تقيم هذه الثقة الكاملة في زوجها عندما تمارس دورها بحق كامرأة، تعطيه فرصة تحمل المسئولية (7).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/grow/men.html
تقصير الرابط:
tak.la/z8fkr6v