دافع القديس أثناسيوس عن الإيمان الأرثوذكسي بالثالوث القدوس ضد الأريوسية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فقد أوضح إيمان الكنيسة الخاص ببساطة الله بكونه لا يتعارض مع إيمانها بالثالوث المقدس، وفي نفس الوقت اعتمد على الفكر الخلاصي (السوتيريولوجي soteriological) في دفاعه عن لاهوت الابن ولاهوت الروح القدس.
لقد أوضح دور التعليم بالثالوث القدوس في حياة الكنيسة قائلًا: [اللاهوت كامل في الثالوث. هذا هو الدرع الحقيقي الوحيد؛ هذا هو الحق والصلاح، انه الإيمان الذي أعطاه الرب نفسه، وكرز به الرسل، وحفظة الآباء، هذا هو الإيمان الذي ينبت عليه الكنيسة. التدبير الثالوثي، الأقانيم الثلاثة في توافق تام: الآب يخلص، والابن يخلص، والروح القدس يخلص. هذه الوحدة لا تقوم على معرفة كينونة الله بل على معرفة عمل الثالوث الخلاصي الواحد.[
يؤكد القديس أثناسيوس أن الله بسيط، غير مركب، طبيعته غير معقدة. في بساطة هو واحد وان كان في ثلاثة له نعمة واحدة، وحدة في طاقته وأعمال "نعترف بالله الواحد في ثالوث".
[يوجد لاهوت واحد للثالوث القدوس، وإيمان واحد للثالوث القدوس. لو كان الروح القدس مخلوقًا لما حسب من الثالوث، لأن الثالوث كله إله واحد. ليس شيء غريبًا يختلط في الثالوث. أنه لا يتجزأ، له ذات الطبيعة.[
[يحقق الآب كل شيء بالكلمة في الروح القدس.[
[توجد نعمة واحدة تتحقق من الآب بالابن في الروح القدس.[
[مثل هذا الاتفاق المشترك العجيب والوحدة في الروح القدس، من يفصل الابن عن الأب، الروح القدس عن الابن أو عن الآب نفسه؟ من يجسرّ أن يقول أن الثالوث "غير متجانس" داخليًا أو غير متماثل؟ أو يتحدث عن الابن كجوهر غريب عن الآب أو عن الروح كغريب عن الابن؟ لكن إن سأل أحد: كيف يحدث هذا؟ وكيف يقال عن الابن انه فينا عندما يكون الروح فينا، أو الآب عندما يكون الابن فينا، أو كيف يعني الثالوث كله عندما يشار إلى أقنوم واحد، أو يقال "الثالوث كله" إنه فينا حين يقال أن أقنومًا واحدًا فينا أن قدم أحد مثل هذه الأسئلة، فليفصل البهاء عن النور، أو الحكمة عن الحكيم، أو يوضح لنا كيف يمكن أن يحدث هذا. فإن كان لا يستطيع هذا يكون أكثر جنونًا أن نفترض تقديم تساؤلات مثل هذه بخصوص الله، لأن "الحق الخاص" باللاهوت لا يعطى باستعراض مجادلات، كما جاء في (1كو17:1؛ 4:2)، بل بالإيمان مع استخدام العقل بحذر ووقار مع هذا فإنه يمكن معالجة مثل هذا الارتباك بالاعتماد على الإيمان أولًا وبطريقة أساسية، بعد ذلك تستخدم مثل تلك التشبيهات: الصورة والبهاء ومصدر النهر. فكما إن الابن في الروح كما في صورته الذاتية، هكذا الآب في الابن. وقد أمددتنا الكتب المقدسة بمثل تلك المقارنات. لكي نؤمن انه توجد قداسة واحدة هي من الآب بالابن في الروح القدس.[
[وحيث يوجد الآب يوجد الابن، وحيث يوجد النور يكون البهاء، "كل ما يفعله الآب افعله أنا أيضًا" (يو19:5). هكذا أيضًا عند منح المعمودية من يعمده الآب يعمده الابن أيضًا، ومن يعمده الابن فهو مقدس في الروح القدس.
وأيضًا عندما تشرق الشمس يقال إن الشعاع ينير، لأن النور واحد لا يتجزأ ولا ينقسم. هكذا الآب حيث يوجد أو يسمى واضح أنه هكذا يوجد الابن أو يسمى. هل يدعى الآب في المعمودية؟ لذا يجب أن يدعى الابن معه.
[إن كان يدعى المولود من الآب أزليًا، فإنه يدعى هكذا بحق. لأن جوهر الآب لم يكن قط غير كامل، بحيث أن ما يخصه يضاف إليه فيما بعد، ولا ولد الابن كانسان من إنسان فيكون وجوده متأخرًا عن الآب بل هو ابن الله، وكابن لائق به موجود أزليًا على الدوام. فإن كان يليق بالبشر أن يلدوا في زمن عن عدم كمال طبيعتهم أما ابن الله فأزلي لأن طبيعته دائمًا كاملة.[
[أن الآب أزلي فبهاؤه أيضًا أزلي، الذي هو كلمته.
مرة أخرى الله الكائن له كلمته الصادر عنه هو أيضًا كائن و الكلمة لم يضف إلى الله كما لو كان قبلًا غير موجود، ولا وجد الله قط بدون عقل.[
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/god/writings-athanasious.html
تقصير الرابط:
tak.la/sh7ygz4