يجدر بالإنسان حين يتعرّض لمرضٍ ما أن يتعرّف عليه، فإن هذه المعرفة تفيد في الشفاء... تعرفه عليه لا يفيده فقط في البرء منه، بل ويقيه في المستقبل، فلا يتعرّض للمرض مرة أخري.
لهذا فإنّني أشرح لمرضى "العثرة" علّة هذا المرض، حتى متى تعرَّفوا على علّته، واهتمّوا بالوقاية منه، أمكنهم الشفاء منه، ومن غيره من الأمراض التي يسقطون تحتها الآن، كما تحصّنهم ضدّ ما قد يحل بهم مستقبلًا...
والعثرة لا يسقط تحتها الضعفاء لعلّة أو اثنتين أو ثلاث، وإنّما لعلل كثيرة.
أما غاية حديثنا فهو إنقاذ الذين سقطوا فريسة لهذا المرض متى قبلوا نصائحنا وعملوا بها. نحن لا نقدِّم العلاج من الكتاب المقدس وحده، وإنّما ممّا نختبره عمليًا في الحياة بصورة متكرّرة...
لكنّني لا أفتر عن أن أكرّر أن هذا العلاج ليس ملزمًا بالقوة بالنسبة للرافضين له، مستهينين بالوصايا الإلهيّة وقوّتها التي تفوق ما نتعلّمه خلال خبرتنا العمليّة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. إذ يليق بنا أن نؤمن أن مواعيد الله جديرة بالثقة فوق كل ما هو منظور. أمّا من لا يقبل الإصلاح فإنّه يسقط تحت الدينونة غير منتفعٍ بالكتاب المقدّس الذي تَكْمُنُ فيه كل منفعة.
لنسرع إذن بإصلاح الذين يتعثّرون بسبب الضيق ناسين عناية الله وحبه، فنجنّبهم السقوط تحت هذه العقوبة، موضّحين لهم علّة دائهم.
_____
(1) يقصد بمرض "العثرة"، التعثر في إدراك عناية الله ومحبته أثناء دخولنا نار التجربة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/divine-providence/introduction.html
تقصير الرابط:
tak.la/bsrr55r