St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   chrysostom
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

القديس يوحنا ذهبي الفم (سيرته، منهجه وأفكاره، كتاباته) - القمص تادرس يعقوب ملطي

22- خدمة الكلمة

 

إيمانه بخدمة الكلمة:

الكرازة بالكلمة عمل أبوي من صميم الرعاية الكهنوتية. آمن بها القديس يوحنا وأدرك خطورتها، ففي أول عظة ألقاها يوم رسامته كاهنًا أكد أن الكرازة هي أعظم الذبائح وأفخمها وأسماها(3).

وفي إحدى عظاته أعلن(4) "أن ممارسة خدمة العماد يكلف بها كهنة أقل في المواهب، أما خدمة الوعظ فيناط بها من هم أكفأ(5) فأن الإعداد لسر العماد أصعب من إتمام خدمته".

St-Takla.org Image: Byzantine mosaic portrait of Saint John Chrysostom of Antioch (Hagios Ioannis Chrysostomos), Archbishop of Constantinople - Cathedral of Hagia Sophia in Constantinople (modern Istanbul), dating late 9th or 10th century صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة فسيفساء بيزنطية تصور القديس يوحنا كريسوستوم الأنطاكي (يوحنا ذهبي الفم) رئيس أساقفة القسطنطينية (البطريرك) - كاتدرائية هاجيا صوفيا في القسطنطينيه (اسطنبول حاليًا)، وترجع هذه اللوحة إلى أواخر القرن التاسع أو العاشر الميلادي

St-Takla.org Image: Byzantine mosaic portrait of Saint John Chrysostom of Antioch (Hagios Ioannis Chrysostomos), Archbishop of Constantinople - Cathedral of Hagia Sophia in Constantinople (modern Istanbul), dating late 9th or 10th century

صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة فسيفساء بيزنطية تصور القديس يوحنا كريسوستوم الأنطاكي (يوحنا ذهبي الفم) رئيس أساقفة القسطنطينية (البطريرك) - كاتدرائية هاجيا صوفيا في القسطنطينيه (اسطنبول حاليًا)، وترجع هذه اللوحة إلى أواخر القرن التاسع أو العاشر الميلادي

إيمانه بهذا العمل جعله يداوم عليه بغير انقطاع، إذا ما اشتد به المرض وتوقف عن الوعظ، فسرعان ما يعود يستأنف كرازته قبل إتمام فترة النقاهة(6).

وعندما اضطر للاعتذار عن الوعظ لمقابلة الإمبراطور وغايناس القوطي عاد مسرعًا إلى منبره يعتذر لشعبه قائلًا(7): "لقد تركتم لحظة حتى أزيل متاعب سادة العالم خلال اتصالاتي وصلواتي. وإذ نجحت في العمل عدت إلى المياه الهادئة التي تبحرون أنتم فيها".

فالكرازة بالنسبة له جانب حي من جوانب رعايته لشعبه من أجل خلاصهم ونموهم الروحي، إذ يقول لهم:

"إني أعرف أنني أثقلت عليكم، ولكن ليس هناك علاج آخر(8)".

"لن أكف عن القيام بواجبي مهما تكن الأسباب، فقد وجدت هنا من أجل هذا العمل(9)".

فخلال المنبر التقى بأولاده وأحبهم وتعلق بهم، حتى شبه نفسه بالطفل الذي لا يقدر أن يحرم من ذراعي أمه... فقد مرض يومًا ولم يقدر أن يعتلي منبره، فجاءهم في اليوم التالي يحدثهم في حب أبوي صادق، قائلًا(10):

"لقد حرمت منكم يومًا واحدًا، فبدا لي كأنه عام!

كنت غارقًا في الحزن كطفل انتزعوه عن حضن أمه، فيلتفت بعينيه من بعيد إلى ذراعيها. هكذا كنت أطلب صحبتكم!".

أظن أنني لا أستطيع بعد أن أتكلم عن مفهوم قديسنا للمنبر والكرازة، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى... فأنه لم يحب البلاغة أو الفصاحة ولا إعلان أفكار روحية جديدة، إنما أحب فيهما لقاءه بشعبه في كلمة الحياة خلال الحب! هذا ما فقده الكثيرون في العالم حيث تحولت الكرازة إلى فن جذب الناس حول الكارزين لا دخولهم معًا بروح الحب في كلمة الله الحية.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(3) Cum prespo. PG.48:694.

(4) In 1 Cor.PG 61: 26.

(5) كان الوعظ عملًا أسقفيًا يسمح به للكهنة عند الضرورة وللأكفاء منهم.

(6) Ad. Pop. Ant, PG 49:188.

(7) Cum Saturn PG 52:415.

(8) In Propter forn. PG 51:210.

(9) In 1 Cor. PG 61:354.

(10) In faciem PG 51:371.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/chrysostom/word.html

تقصير الرابط:
tak.la/3y482an