الحياة الفاضلة والجهاد
الله هو سرّ حياتنا التقوية الفاضلة، يعمل فينا دون أن يفقدنا حريتنا الشخصية، بل يترك كل شيء لإرادتنا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. مع هذا، يعمل فينا أيضًا لتكون لنا هذه الإرادة الصالحة. بهذا يدمج القديس العمل الإلهي بالجانب الإنساني، ليجعل من علاقتنا بالله، ليس علاقة الإنسان المتكل على ذاته المنعزل عن الله، وفي نفس الوقت ليس بالكائن السلبي الذي يتقبل كل الحب من الله دون جهاد من جانبه. لقد ركز القديس كثيرًا على ضرورة جهاد الإنسان، إذ يقول:
* أي شعلة يلهبها الروح في داخلنا يمكننا إن أردنا أن نوهجها أكثر فأكثر، وإن لم نرد نفقدها للحال (بتراخينا وعدم جهادنا)[59].
* "لا يريد الله أن تكون العطية بكاملها من جانبه، لكنه يريد أن تدخل فيها الصلاة حتى لا يصير العبد بلا مكافأة.
الله يريد أن يظهر العبد وكأنه قد ساهم في شيء حتى لا يسقط في الخجل[60].
* النعمة دائمًا مستعدة. إنها تطلب الذين يقبلونها بكل ترحيبٍ. هكذا إذ يرى سيدنا نفسًا ساهرة وملتهبة حبًا، يسكب عليها غناه بفيضٍ وغزارةٍ تفوق كل طلبته[61].
* يُلزمنا أولًا أن نصنع ما نستطيع، فيعمل الله فينا.
* يهب الرب نعمته عندما نقدم الدليل بالجهاد الشخصي[62].
* يطلب الله منا حجة صغيرة، لكي يقوم هو بكل العمل[63].
* إذا قيل إن الله يعطي، فلا تظنوا أن العطية تقدم جزافًا، إنما يهبها من جعل نفسه أهلًا لقبولها[64].
* ما يحبه المسيح فوق كل شيءٍ هو أن يكتسب المؤمنون المجد بأنفسهم، وليس بنعمته وحدها[65].
* الله يريدكم أن تبذلوا مجهودًا صغيرًا حتى تنتزعوا النصر، وذلك مثل ملك يريد أن يقف بابنه وسط الجيش داخل المعركة ويطلب منه ولو يلقي حجارة حتى يسند إليه النصرة، مع أن الملك هو الذي يفعل كل شيءٍ. هكذا يفعل الله معنا في الحرب ضد الشيطان.
* الله في حبه أعدنا من قبل (النعمة) للخلاص. هذا الخلاص نبلغه لا بمجهودنا ولا بأعمالنا الصالحة، إنما بنعمته. ولكن ليس بها فقط إنما بالفضائل أيضًا. فإنه لو كان كل شيء من قبل النعمة وحدها لخلص جميعنا. ولو أن كل شيءٍ بفضيلتنا الشخصية فما فائدة شفاعة المسيح وتجسده، بالحقيقة نحن مخلصون لا بالنعمة وحدها ولا بالفضيلة وحدها بل بالاثنين معًا[66].
* الله يدعو ويجذب إلى الحق الذين حتى في أخطائهم يطلبون طريق الحق[67].
* يقول الرسول: في المحبة سبق فعيننا (أف 1: 4). هذا لم يحدث عن تعبٍ أو عن عملٍ صالحٍ مارسناه، بل من محبة الله. لكنه ليس خلال المحبة وحدها، بل وأيضًا لو كانت خلال فضيلتنا وحدها لما كانت هناك ضرورة لمجيئه وتدبيره الإلهي. يقول الرسول "اختارنا"، والذي يختار يعرف من هم الذين يختارهم. ويضيف "في المحبة سبق فعيننا"، لأن الفضيلة لا تقدر أن تخلِّص بدون المحبة (الإلهية).
أخبرني، ماذا كان ينفع بولس لو لم يدعه الله منذ البداية؟ لقد أحبه وجذبه إليه؟
بجانب هذا وهبنا ميزات عظيمة بسبب حبه وليس بسبب فضيلتنا.. فقد نقلنا من العداوة إلى البنوة كأولاد، وهذا بحق هو من عمل الحب الحقيقي الفائق[68].
* حلّ الروح على (كيرنليوس)، لأنه هو أولًا فعل ما كان يجب أن يفعله، فُوهب له الإيمان[69].
* يدعو الفضائل نعمًا، لكنها ليست مثل بقية "النعم". صنع المعجزات هذه من الله بالكامل، أما الأولى قلنا فيها نصيب. وإن كان النصيب الأكبر هو من الله لكنها تنسب لله بالكامل ليس لإلغاء إرادتنا الحرة، وإنما لكي يجعلنا متواضعين ونتصرف حسنا[70].
* تأكد أنه يستحيل أن يبذل إنسان كل جهده ليخلُص ويفعل كل ما في قدرته ويتركه الله[71].
* الذين يسقطون فمن أجل ضعفهم الخاص ابتعدوا عن الله، وليس الله هو الذي تركهم[72].
الله هو سرّ حياتنا التقوية الفاضلة، يعمل فينا دون أن يفقدنا حريتنا الشخصية بل يترك كل شيء لإرادتنا... ومع هذا فإنه يعمل فينا أيضًا لتكون لنا هذه الإرادة الصالحة...
بهذا يدمج القديس العمل الإلهي بالجانب الإنساني ليجعل من علاقتنا بالله، ليس علاقة الإنسان المتكل على ذاته المنعزل عن الله، وفي نفس الوقت ليس بالكائن السلبي الذي يتقبل كل الحب من الله دون جهاد من جانبه... لقد ركز القديس كثيرًا على جهاد الإنسان، إذ يقول:
"أي شعلة يلهبها الروح في داخلنا يمكننا إن أردنا أن نوهجها أكثر فأكثر، وإن لم نرد نفقدها للحال (بتراخينا وعدم جهادنا)".
"لا يريد الله أن تكون العطية بكاملها من جانبه، لكنه يريد أن تدخل فيها الصلاة حتى لا يصير العبد بلا مكافأة.
الله يريد أن يظهر العبد وكأنه قد ساهم في شيء حتى لا يسقط في الخجل".
"النعمة دائمًا مستعدة، إنها تطلب الذين يقبلونها بكل ترحيب. هكذا إذ يرى سيدنا نفسًا ساهرة وملتهبة حبًا، يسكب عليها غناه بفيض وغزارة تفوق كل طلبته".
"يُلزمنا أولًا أن نصنع ما نستطيع، فيعمل الله فينا".
"يهب الرب نعمته عندما نقدم الدليل بالجهاد الشخصي".
"يطلب الله منا حجة صغيرة لكي يقوم هو بكل العمل".
"إذا قيل أن الله يعطي، فلا تظنوا أن العطية تقدم جزافًا، إنما يهبها من جعل نفسه أهلًا لقبولها".
"ما يحبه المسيح فوق كل شيء هو أن يكتسب المؤمنون المجد بأنفسهم وليس بنعمته وحدها".
"الله يريدكم أن تبذلوا مجهودًا صغيرًا حتى تنتزعوا النصر، وذلك مثل ملك يريد أن يقف بابنه وسط الجيش داخل المعركة ويطلب منه ولو يلقي حجارة حتى يسند إليه النصرة، مع أن الملك هو الذي يفعل كل شيء. هكذا يفعل الله معنا في الحرب ضد الشيطان".
"الله في حبه أعدنا من قبل (النعمة) للخلاص. هذا الخلاص نبلغه لا بمجهودنا ولا بأعمالنا الصالحة إنما بنعمته. ولكن ليس بها فقط إنما بالفضائل أيضًا. فإنه لو كان كل شيء من قبل النعمة وحدها لخلص جميعنا. ولو أن كل شيء بفضيلتنا الشخصية فما فائدة شفاعة المسيح وتجسده، بالحقيقة نحن مخلصون لا بالنعمة وحدها ولا بالفضيلة وحدها بل بالاثنين معًا".
"الله يدعو ويجذب إلى الحق الذين حتى في أخطائهم يطلبون طريق الحق".
"يقول الرسول: "في المحبة سبق فعيننا". هذا لم يحدث عن تعب أو عن عمل صالح مارسناه بل من محبة الله. لكنه ليس خلال المحبة وحدها، بل وأيضًا خلال فضيلتنا وحدها لما كانت هناك ضرورة لمجيئه وتدبيره الإلهي.
يقول الرسول "اختارنا"، والذي يختار يعرف من هم الذين يختارهم. ويضيف "في المحبة سبق فعيننا" لأن الفضيلة لا تقدر أن تخلِّص بدون المحبة (الإلهية).
أخبرني، ماذا كان ينفع بولس لو لم يدعه الله منذ البداية؟ لقد أحبه وجذبه إليه؟
بجانب هذا وهبنا ميزات عظيمة بسبب حبه وليس بسبب فضيلتنا... فقد نقلنا من العداوة إلى النبوة كأولاد، وهذا بحق هو من عمل الحب الحقيقي الفائق".
"حل الروح على (كيرنيليوس) لأنه هو أولًا فعل ما كان يجب أن يفعله فوهب له الإيمان".
"يدعو الفضائل نعمًا، لكنها ليست مثل بقية "النعم"، صنع المعجزات هذه من الله بالكامل، أما الأولى قلنا فيها نصيب. وإن كان النصيب الأكبر هو من الله لكنها تنسب لله بالكامل ليس لإلغاء إرادتنا الحرة وإنما لكي يجعلنا متواضعين ونتصرف حسنا".
"تأكد أنه يستحيل أن يبذل إنسان كل جهده ليخلُص ويفعل كل ما في قدرته ويتركه الله".
"الذين يسقطون فمن أجل ضعفهم الخاص ابتعدوا عن الله، وليس الله هو الذي تركهم".
_____
[59] In Mat PG 57: 99, 80.
[60] In Mat PG 58: 592.
[61] In Gen PG 53: 76, 77.
[62] In Paralyt PG 51: 52.
[63] In Rom PG 60: 499.
[64] De verb Habents PG 51: 276
[65] In Mat PG 58: 541.
[66] De poen PG 49: 316.
[67] In 1 Cor PG 61: 70.
[68] In Eph, hom 1.
[69] In 2 Tim PG 62: 612.
[70] In Philip, hom 4.
[71] In Nou est PG 56: 162.
[72] Ad stag PG 47 b 440
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/chrysostom-virtuous-life/life.html
تقصير الرابط:
tak.la/bmc5rqj