عرضنا في هذا الباب إمكانية الحياة المقدسة مهما
كانت ظروف الزمن الذي نعيش فيه، لأن كل شيء مستطاع لدى الله (مت19: 26) بل إن
"كل شيء مستطاع للمؤمن" (مر9: 23). وإن كان الأمر يحتاج منه إلى
إرادة واجتهاد ومثابرة. وإن القداسة علامة مميزة
للمسيحية فتكون صفة
لازمة للمسيحي، كما
ذكرنا أيضًا هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. لأن مسيحنا قدوس ودعانا لأن نكون قديسين. وأن القداسة لازمة
للمعجزات لأن المعجزات عمل الروح القدس. ولا روح قدس خارجًا عن
المسيح. فلا عمل
للمعجزات الحقيقية غير الكاذبة بدون الإيمان بالمسيح. وإذ القداسة هي جوهر الدعوة المسيحية نجد الكتاب
المقدس بعهديه القديم والجديد قد قننها حياة للمسيحيين ووضعها في إطارها الأسمى
في دعوته للبتولية، وفى نماذج البتوليين الذين ذكرهم كأقوى شخصيات روحانية في
الكتاب المقدس أمثال إيليا النبي ويوحنا المعمدان وبولس الرسول. وليس بالزواج يكمل الإيمان. بل إنه بالبتولية
النقية تتوحد إرادة الإنسان مع عقله وروحه وجسده وبذلك يُكمِّل كيانه الروحي،
ليكون واحدًا مع الله. وهذا كمال الإيمان. وكما أنه في الزواج
الجسدي يظهر النموذج المثالي
لمحبة القريب. كذلك في وحدة النفس بإلهها يظهر النموذج المثالي لمحبة الله.
وهذه هي غاية
البتولية. وإن كان الزواج اتحادًا
بالجزئي فالبتولية اتحاد
بالكلى. والاتحاد بالكلى هو اتحاد بالحكمة، وبقوة القيامة، وبالحياة،
والخلود. وإن كان الزواج
مقدسًا ومكرمًا عند الله إلا أن
البتولية تتفوق عليه من أجل فوائدها الروحية. والطهارة أعم من
البتولية لأنها ضرورية للمتزوجين
والمتبتلين على السواء. والذي يفسدها ليس الوقوع في الزنا وإنما مجرد الميل
الداخلى نحو الخطية لأنه بداية للخطية. ومن أجل صيانة
طهارتنا وقداستنا وضع الكتاب لنا وصايا ترسم حدود حياتنا الجسدية. ومن جانبنا فدعوتنا إلى حياة القداسة تتناسب مع
بنوتنا لله ومشاركتنا لطبيعته الإلهية باتحاده بنا بتجسده، ومع وصايا إنجيلنا
التي تسمو بسلوكياتنا للمستوى الإلهي. وبلوغ كثير من
المؤمنين لمستوى الحياة الملائكية يؤكد تناسب دعوتنا لحياة القداسة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/sanctity-chaste/general.html
تقصير الرابط:
tak.la/9v4xktq