St-Takla.org  >   books  >   fr-salaib-hakim  >   question-answer
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

34- لماذا يستخدم رجال دينكم السحر؟

 

المجتمع: لماذا يستخدم رجال دينكم السحر؟

المسيحي: إن السحر هو من عمل الشيطان. والمسيحية ترفض الشيطان وكل أعماله التي من بينها السحر.

 

فأولًا: النهى عن استخدام السحر وعقاب مَن يستعملونه:

St-Takla.org Image: The magicians of Egypt and all its wise men in front of Pharaoh (Genesis 41:8) صورة في موقع الأنبا تكلا: السحرة والحكماء أمام فرعون (تكوين 41: 8)

St-Takla.org Image: The magicians of Egypt and all its wise men in front of Pharaoh (Genesis 41:8)

صورة في موقع الأنبا تكلا: السحرة والحكماء أمام فرعون (تكوين 41: 8)

إن كتابنا المقدس يُحَرِّم استخدام السحر ويعلن غضب الله على الذين يستعملونه، ويحذرنا من التشبه بالوثنيين في عاداتهم الردية وأرجاسهم ومن بينها السحر. فيقول "لا تتعلم أن تفعل مثل رجس الأمم. لا يوجد فيك من يَعْرُف عِرافة ولا عائف ولا متفائل ولا ساحر ولا من يَرْقى رُقية ولا من يسأل جانًا أو تابعة ولا من يستشير الموتى لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب" (تث18: 10-12). والعرافة هي ادعاء علم الغيب سواء بمساعدة الشيطان أو بقراءة الفنجال أو الكف أو النجوم. والعيافة هي زجر الطير والتشاؤم والتفاؤل بالجهة التي يطير فيها، وانتظار الخير أو الشر عند سماع صوت طائر معين. والتفاؤل هو انتظار خير معين، وعكسه التشاؤم وذلك عند رؤية شخصٍ ما أو سماع صوتٍ ما أو انكسار إناء. والسحر هو الاعتماد على الشيطان في تنفيذ طلبٍ ما. والرقية هي ترديد كلمات وتعاويذ يُظَن أنها تجلب الخير أو الشفاء، أو عمل عُقد في خيط لجلب الضرر وتعقيد الأمور. وسؤال الجان الذي هو الشيطان، والتابعة هو الروح النجس الذي يكون ساكنًا في إنسان. واستشارة الموتى أي بمحاولة تحضير أرواحهم بالسحر والشعوذة. كل هذه الأعمال واضح أن من يلجأ لها يكرهه الرب لأنها تتنافى مع قداسته وأنها أيضا ضد كماله وبسببها يحل غضبه على الشعوب الوثنية، ويكون شاهدًا على أصحابها لإدانتهم. كما يقول على فم ملاخي النبي "وأكون شاهدًا سريعًا على السحرة وعلى الفاسقين وعلى الحالفين زورًا" (مل3: 5). كما يعلن الكتاب أن هؤلاء مصيرهم النار الأبدية "وأما الزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت" (رؤ21: 8). ويذكر القديس بولس السحر ضمن الأمور التي تحرم الإنسان من ملكوت الله في قوله "وأعمال الجسد التي هي زنى عبادة أوثان سحر عداوة حسد قتل سُكر. الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله" (غل5: 20-21).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ثانيا: قوة الله أعظم من قوة السحر:

ويعلن الكتاب المقدس أن قوة الله أعظم من عمل السحرة والمشعوذين الذين مهما كانت قوتهم إلا أنها محدودة أمام قوة الله. فعندما طرح هرون وسحرة المصريين عصيهم أمام فرعون وصارت ثعابين، ابتلعت عصا هرون عصيهم (خر7: 12). "ولما مَدَّ هرون يده بعصاه وضرب تراب الأرض فصار البعوض على الناس وعلى البهائم. فعل كذلك العرافون بسحرهم ليخرجوا البعوض فلم يستطيعوا. فقال العرافون لفرعون هذا أصبع الله" (خر8: 17-19). أي أن العرافين اعترفوا بعجزهم وأقروا بأن هذا عمل الله القادر وحده. وعندما دخل الفتيان الأربعة، دانيال وحننيا وميشائيل وعزريا عبيد الله العلى ووقفوا أمام الملك نبوخذ نصَّر، وجدهم "في كل أمرِ حكمةِ فهمٍ الذي سألهم عنه عشرة أضعاف فوق كل المجوس والسحرة الذين في كل مملكته" (دا1: 20). وعندما استدعى نبوخذنصَّر المجوس والسحرة والعرافين والكلدانيين لينبئوه بحلمه وتعبيره وقالوا له ليس آخر يبينه قدام الملك غير الآلهة الذين ليست سكناهم مع البشر. حينئذ تضرع دانيال مع الثلاثة فتية إلى الله من جهة هذا الأمر فكُشِفَ السر لدانيال في رؤيا الليل. ولما حضر أمام الملك أخبره بالحلم وبتعبيره، حينئذ سجد الملك لدانيال، وقال له "حقًا إلهكم إله الآلهة ورب الملوك وكاشف الأسرار" (دا2: 47). ولما عمل بيلشاصر الملك وليمة وشرب فيها الخمر في آنية هيكل بيت الله ظهرت له أصابع يد إنسان تكتب على الحائط فصرخ بشدة لإدخال حكماء بابل من السحرة والمنجمين ولكنهم لم يستطيعوا أن يقرأوا الكتابة أو يفسروها. ولما أحضروا دانيال قرأ الكتابة للملك وعرَّفه بتفسيرها (دا5: 17). وعندما استدعى الوالي سرجيوس بولس، برنابا وشاول ملتمسًا أن يسمع منهما كلمة الله قاومهما عليم الساحر طالبًا أن يُفسد الوالي عن الإيمان. فشخص إليه شاول وقال له "يد الرب عليك فتكون أعمى لا تبصر الشمس إلى حين. ففي الحال سقط عليه ضباب وظلمة فجعل يدور ملتمسًا من يقوده بيده. فالوالي حينئذ لما رأى ما جرى آمن مندهشًا من تعليم الرب" (أع13: 11، 12). ولما كان الله يصنع على يدى بولس قوات غير المعتادة في أفسس شرع قوم من اليهود الطوافين المعزمين أن يُسَموا على الذين بهم الأرواح الشريرة بِاسم الرب يسوع فوثب عليهم الإنسان الذي كان فيه الروح الشرير حتى هربوا عُراة مُجرَّحين فوقع خوف على الجميع "وكان كثيرون من الذين يستعملون السحر يجمعون الكتب ويحرقونها أمام الجميع" (أع19: 19).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ثالثًا: ظنُّ البعض أن المعجزات تتم بقوة السحر:

يظن بعض أفراد المجتمع الذين يتقدمون إلى الكنيسة بسبب آلامهم وأتعابهم، أنهم سيجدون حلًا لها في سحر تعمله الكنيسة أو كتابة حجاب أو عمل عملٍ لهم، وذلك إما لأنهم سمعوا عن إنسان قد حصلت له معجزة أو استجيبت له طلبته عندما لجأ إلى الكنيسة فيفسرون هذا على أنه قد تم بقوة السحر. أو أن البعض يعتقد أن الكنيسة تمارس السحر فعلًا لإجابة طلب من يلجأون إليها. وهو ظن خاطئ لأنه يُحَوِّل قوة الله العاملة في الكنيسة إلى قوة سحر من عمل الشيطان.

ولقد اتضح مما سبق ذكره كيف أن الملوك الوثنيين شهدوا بأن قوة السحرة والعرافين لا تطاول قوة الله ذات القدرة الخارقة الفاعلة وسط كنيسته وتعجز أمام أعمالها. كذلك يخبرنا تاريخ الكنيسة كيف أن أعدادًا غفيرة من الوثنيين عندما كانوا يرون المعجزات التي تحدث مع الشهداء في شفائهم من جراحاتهم وآلام عذاباتهم، كانوا يعلنون إيمانهم بالمسيح ويتقدمون بالمئات لنوال إكليل الشهادة. أما في أيامنا هذه فيرى بعض الناس المعجزات بأنفسهم ويتلامسون معها وقد تحدث لهم شخصيًا وبعدها ينكرون قوة الله ويرجعون حدوثها إلى قوة السحر، وهذه حرب من الشيطان لتعطيل الإيمان بقوة الله القادر على كل شيء. الذي وعدنا أنه يظهر عجائبه في قديسيه. وقد أعطى تلاميذه ورسله سلطان عمل الآيات والعجائب ووعدهم بعد قيامته باستمرار المعجزات معهم بقوله "وهذه الآيات تتبع المؤمنين، يخرجون الشياطين ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون" ثم يكمل القديس مرقس "وأما هم (أي التلاميذ) فخرجوا  وكرزوا في كل مكان، والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات التابعة" (مر16: 17-20). ولازالت قوة الله تعمل بالآيات مع المؤمنين لأن المسيح وعدنا "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت28: 20). بل إن المسيح وعد تلاميذه بأنهم يعملون ما عمله هو من آيات وأعظم منها.

وقد تحقق هذا في عمل الروح القدس مع التلاميذ في كرازتهم وقيادتهم الناس إلى الإيمان بالمسيح وإقامتهم من موت الخطية ليرثوا الحياة الأبدية، الأمر الذي هو أعظم بكثير من شفاء أجسادهم.

والكنيسة ليس لديها سوى سلاح الصلاة وقوة علامة الصليب وشفاعة القديسين والدهن بالزيت المصلَّى عليه لكل من يتقدم إليها من أصحاب الآلام والتجارب، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ومن يتقدم للكنيسة بهذا الإيمان ينال بركة إيمانه. أما إذا تقدم البعض إلى الكنيسة بفكر أنها تعمل بالسحر وبالأحجبة وبأعمال العرافين فإنه يكون مخطئًا في ظنه، ومسيئًا إلى المستوى الإلهي الذي تخدم به الكنيسة وتعمل من خلاله.

والكنيسة في سموها الروحي وعظمة تعاليمها وعمق إيمانها بالله العامل فيها وبكتابها المقدس دستور إيمانها، تعتبر اللجوء إلى السحر والسحرة تجديفًا على الله ومن أعمال الكفر والجهل. وهى تشجب السحر والسحرة وكل ما ينتمي إليهما. لذلك فالذين ينسبون إليها السحر فإنما يقصدون تشويه صورتها وإنكار قوة الله العاملة فيها.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

رابعًا: ضرورة التنبه للأسباب التي تدفع إلى اللجوء للسحرة:

يجب أن نعى أن السحر ظاهرة تتسم بها المجتمعات البدائية التي يسيطر عليها الفكر الغيبي ولا تعرف دينًا بعد، وتعيش أيضًا في جهلٍ مطبق من جهة العلم والمعرفة. لذلك من المفروض أن تنحسر هذه الظاهرة في المجتمع الذي يعرف دينًا أو سار قُدُمًا في مجال العلم. أما إذا وُجد مَن يلجأون للسحرة في المجتمع المتدين أو المتقدم علميًا، فإنهم لربما يفعلون ذلك عندما تواجههم مشاكل في حياتهم وتطول فترة معاناتهم منها دون أن يجدوا حلًا أو منفذًا للخروج من ضائقتها. ولكن يجب أن يتنبه هؤلاء إلى أن اللجوء إلى السحرة في عمومه يرجع:

1 إلى إيمان الإنسان بقوة السحر وفاعليته سواء فيما يعود عليه بالنفع أو بما يضر به الآخرين أو يؤذيهم به.

2 إرجاع الإنسان ما يعانى منه إلى سبب أن آخرين سحروا له أو عملوا له أعمالًا، إما حسدًا أو انتقامًا.

3 عدم إعمال العقل في البحث عن الأسباب الحقيقية لوجود ما يعانى منه الإنسان من مشاكل، أو عدم لجوئه للإمكانيات المتاحة لعلاج تلك المشاكل.

4 عدم اللجوء إلى الله بالصوم والصلاة باعتبار أنه ضابط الكل، وأن لا شيء يحدث في حياتنا بدون سماح منه، وهو يعلم بكل أحوالنا، كما أنه قادر على كل شيء ولا يعسر عليه شيء. وكذلك اللجوء إلى الشفاعة بالملائكة والقديسين وعلى رأسهم القديسة الطاهرة مريم.

5 البعض يلجأ لله وللقديسين بالصلاة وبطلب الشفاعة ولا يجد استجابة فيراها ذريعة للجوء للسحرة ولكنه لا يعي أن هناك أسبابًا لعدم الاستجابة قد تكون:

أ عدم التوبة أو عدم نقاوة القلب لأن ما يسمح به الله لنا من مشاكل ومتاعب إنما قصده الأول خيرنا الأبدي، الذي يكمن في رجوعنا عن خطايانا واقترابنا إلى الله والتصاقنا به.

ب عدم اللجاجة في الصلاة لأنها لازمة لتثبيت الإيمان بتدخل الله.

ج عدم التسليم لإرادة الله في الاستجابة من عدمها، لأنه يعرف ما هو لصالحنا أكثر مما نعرفه نحن.

د عدم إدراك الحقيقة الكتابية أن لكل شيء تحت السماء وقت (جا 3: 1). فإن كانت إرادة الله بالاستجابة إلا أنه قد لا يكون الوقت قد حان بعدُ لها.

6 عدم التنبه إلى أن اللجوء للسحرة هو ضعف إيمان أو هو كفر بالله أو أنه اتهام لله بالعجز أو بأنه غائب عن الوجود، وهذا يغضب الله جدًا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/question-answer/magic.html

تقصير الرابط:
tak.la/665t5wc