المجتمع: أنتم المسيحيون يسكن فيكم الشيطان.
المسيحي: إن الإنسان الأول صار عبدًا للشيطان بعد أن أخطأ بعصيانه وصية الله وسماعه لصوت الشيطان. وهكذا صار جميع البشر إذ ساروا في طريق الخطية. ولم ينقذ البشرية من سلطان الشيطان سوى مجيء المسيح كما يوضح الإنجيل "من يفعل الخطية فهو من إبليس لأن إبليس من البدء يخطئ. لأجل هذا أُظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس. ويبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس" (1يو3: 8 , عب2: 14). لذلك فنحن المسيحيين نؤمن بأن المسيح هو الذي يبيد سلطان إبليس عنا.
ومنذ بداية إيماننا بالمسيح في طفولتنا فإننا جحدنا الشيطان بفم والدينا وعلى إيمانهم. وبأمر المسيح الناطق على لسان الكاهن خرج منا الروح النجس الذي هو الشيطان. وبذلك تهيأت قلوبنا ونفوسنا لقبول الروح القدس وسكناه فينا بعد نوالنا الولادة الروحية الجديدة ونعمة البنوة الإلهية.
وعندما يهاجمنا الشيطان بأفكار الخطية ويضع أمامنا العثرات لكي نسقط فيها، أو يدعونا إلى الكسل والتواني في جهادنا الروحي، فإننا نشهر في وجهه علامة الصليب الذي به هزمه المسيح وجرده من سلطانه (كو2: 15). ونرد عليه بكلمة الله التي هي سيف الروح (أف6: 17). أو نَفِرُّ هاربين من مكان الخطية أو فكر الخطية فنضيع عليه مكيدة إيقاعنا في الخطية، وننهض من غفلتنا ونعاود جهادنا.
وعندما نخطئ نحزن روح الله داخلنا ونفقد عطاياه التي هي ثمار الروح (غل5: 22). ولكن بتوبتنا عن الخطية نُفرح الروح القدس ونعود لنجنى ثماره في حياتنا. وعندما تفتر حياتنا الروحية تخبو نار الروح القدس فينا وهى نار المحبة الإلهية. ولكن عندما ننشط في جهادنا الروحي تعود فتتوهج نار الروح القدس فيشعل نار المحبة الإلهية ويزداد توهجها بازدياد حرارتنا الروحية. فبتوبتنا وحرارتنا الروحية يحرس الرب قلوبنا من اقتراب إبليس إليها.
وإذا حدث أن دخل الشيطان جسم إنسان ليعذبه، فإن الكنيسة أخذت سلطان إخراج الشياطين من فم المسيح لتلاميذه "أخرجوا شياطين" (مت10: 8). والكنيسة تخرج الشياطين بِاسم المسيح حسب ما اعترف به تلاميذه "حتى الشياطين تخضع لنا بِاسمك" (لو10: 17). ولا أحد في الوجود له سلطان على إبليس لكي يخرجه من أجساد الناس المعذبين به سوى شخص المسيح له المجد لأنه كلمة الله، وكذلك من أعطاهم أن يُسمُّوا بِاسمه ويستخدموا علامة صليبه. إلا أن إخراج الشياطين هو إحدى مواهب الروح القدس لخدامه (1كو12: 10). أي أنها موهبة خاصة ببعض الخدام وليست عامة لجميعهم.
وفي حياتنا اليومية لنا أسلحتنا وتحصيناتنا في مقاومة الشيطان. وهى صدُّه بكلمة الله (مت4: 4)، وانتهاره وزجره بِاسم المسيح (لو10: 17)، وإشهار سلاح علامة الصليب (كو2: 15)، التي تحمل قوة ثالوث الله في مواجهته، والاستغاثة منه بصلاة المزامير (مز90)، والتحصن ضده بالاتحاد بشخص المسيح بتناول ذبيحته (يو6: 56)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. هذه الأسلحة والتحصينات كلها تتركز في شخص المسيح. لأن كلام الله هو أقواله، ثم اسمه القدوس هو اسمه، ثم صليبه المحيى، ثم المزامير كلمات روحه القدوس، ثم ذبيحة صليبه.
والآن نتساءل مَنْ مِن البشر له مثل هذه التحصينات ضد إبليس مثلما هي لنا. وكلها تحصينات إلهية لأنها تأخذ قوتها من شخص المسيح له المجد كلمة الله، الذي أكثر معجزاته التي عملها في زمن تجسده كانت إخراج الشياطين. ولما اتهمه اليهود بأنه برئيس الشياطين يخرج الشياطين أفحمهم برده "إن كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته. فكيف تثبت مملكته" (مت12: 26)؟ وأمام كل هذه التحصينات والأسلحة الروحية نجد الشياطين ترتعد وتخر صريعة. وإن كان أمرنا هكذا فكيف يجد الشيطان مسكنًا فينا؟
إلا أن المسيحي الذي يعيش في الخطية ولا يريد أن يتوب عنها، أو المسيحي الغير ثابت في إيمانه بالمسيح، أو مَن ليست له مثل هذه التحصينات وهذه الأسلحة الإلهية من الصعب عليه أن يفلت مِن سلطان إبليس.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/question-answer/devil.html
تقصير الرابط:
tak.la/vj2ahkz