محتويات: (إظهار/إخفاء) |
الإيمان والزواج بدء المشكلة صعوبة إقناع المندفعين للعدول عن فكرهم واجب الكنيسة في التوعية |
ومن أجل هذا الإيمان جاهد آباؤنا وأجدادنا وكانوا يتفانون في الحفاظ عليه وحسبوا حياتهم رخيصة في سبيله لذلك كان خروج واحد عن حظيرة المسيح أو تحول مسيحي عن إيمانه وعقيدته أمر يحزن الكنيسة كلها لأنه أمر يحزن المسيح نفسه، وتسميه الكنيسة ارتدادًا عن الإيمان.
والارتداد ظاهرة لها خطورتها في نظر الكنيسة من الوجهة الروحية، إذ أن المرتد عن المسيح يكون كالغصن الذي يقطع نفسه من أصل الكرمة (يو15: 1) فيجف ولا يصلح إلا للحريق أي للنار الأبدية، كما يقول الكتاب "إن أهل الارتداد إنما هم للهلاك" (عب10: 39)، وأن "ارتداد الحمقى يقتلهم" (أم1: 32).
ونلاحظ أن الذين يرتدون عن الإيمان أو عن الكنيسة إلى إيمان آخر أو عقيدة أخرى يكون ارتدادهم في معظم الأحيان بسبب الزواج من طرف غريب عن الإيمان المسيحي أو عن العقيدة الأرثوذكسية.
وهذه الظاهرة عندما تواجهها الكنيسة تدرك مالها من أثر مصيري على حياة الفرد في ذاته وعلى الكنيسة في مجموعها.
لذلك فالفرد المسيحي المتمسك بأبديته، والكنيسة المؤتمنة على أبنائها لتنير لهم طريق الحياة الأبدية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. الاثنان معًا أي الفرد والكنيسة متضامنان في مسئولية احتواء هذه المشكلة حفاظًا على الإيمان وعلى سلامة الكنيسة كجماعة مؤمنين.
وقد تبذل جهود ومحاولات عديدة لإقناعه بعدم سلامة هذا الزواج من الناحية الروحية والكنسية، وأيضًا من الناحية الاجتماعية والأسرية، وكذلك من ناحية النتيجة البعيدة التي سينتهي إليها من هذا الزواج، ألا وهى خسران حياته الأبدية التي نالها في شخص المسيح.
ولكن كل تلك الجهود والمحاولات قد تفشل في التأثير على ذلك الشخص للعدول عن رأيه، وغالبًا ما يرجع السبب في هذا الفشل إلى أن محاولة الإقناع تكون في معظم الأحيان قد أتت في وقت متأخر، أي بعد أن يكون قد رسخ عقله وثبت قلبه على شيء ما، حيث تكون قد تمت السيطرة على عواطفه ومشاعره من الطرف الغريب من خلال زمالة أو جيرة أو معاملة على مدى بضع سنوات بعيدًا عن أعين الأهل وبغير معرفتهم، أو قد تكون للأهل معرفة ولكنهم تركوا الأمور تجري كما هي، غير مقدرين نتائج هذه العلاقة حتى تكون قد تطورت إلى صداقة وإعجاب بين الطرفين، زادا إلى حد التعلُّق، الذي يكون قد نما وتصاعد، حتى وصل إلى رغبة شديدة للارتباط بالزواج.
وإذ تتطور العلاقة إلى هذا الحد من الرغبة يصبح تغييرها من الصعوبة بمكان، حتى أن المرء الذي يتدخل لإقناع الشخص الراغب في هذا الزواج بالعدول عن رأيه يعاني كثيرًا من الجهد لتجمد الموقف، بسبب احتواء الاندفاع العاطفي غير المتروي لذلك الشخص، الذي قد يقتنع عقلًا بخطأ موقفه ولكنه يجد نفسه عاجزًا عن التراجع عن ذلك الموقف، لأنه يكون قد سقط تحت سيطرة وعبودية العاطفة لدرجة أفقدته المقدرة على إطاعة العقل، وكأنه دخل مصيدة لا خروج منها.
وبعض الذين يسقطون في هذه الهاوية يصبح تحت ضغط الظروف مقتنعًا بسلامة تصرفه بصفة شخصية، مستبعدًا رأي الكنيسة والدين، رافضًا أن يضع أي اعتبار لهما في هذا الموضوع في تلك الظروف بالذات.
وهذا البعض إن بقيت لهم ذرة من عدم الاندفاع أو قليل من المقدرة للسيطرة على العقل لإخضاعه لقبول كلمة محبة أو كلمة نصح من أي من أولئك الأشخاص المحبين لهم الذين أفعمت قلوبهم بالأسى والغيرة عليهم وامتلأ فمهم بالمرارة حزنًا على مصيرهم... لهيأ هذا البعض لأنفسهم فرصة لا تعوض لاستدراك خطأهم ومنعوا أرجلهم من الزلل في هاوية إنكار المسيح بسبب زواج مرفوض ومضاد لإرادته.
من أجل هذا أصبح من الواجب أن يوضع أمام أبنائنا ما يمكن أن ينبههم في وقت مبكر وقبل السقوط إلى رأي الكنيسة المباركة والكتاب المقدس في هذا الموضوع لكي لا يندفع أحدهم عن جهل في تصرفات قد لا يدرك خطورتها إلا بعد فوات الأوان، وحتى يحتاط في علاقاته مع الغير حفظًا لإيمانه ولميراثه الأبدي الذي أعده الله لمختاريه من قبل تأسيس العالم (مت25: 34).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/marriage-faith/introduction.html
تقصير الرابط:
tak.la/nb8xsra