St-Takla.org  >   books  >   fr-salaib-hakim  >   church-connection
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب كيف أرتبط بالكنيسة - القمص صليب حكيم

5- الفصل الثاني: عوامل النصرة على حيل إبليس

محتويات: (إظهار/إخفاء)

اهتمامنا بخلاصنا
تحقيق عضويتنا الكنسية
سعادتي ببيت الله
المحبة
وضع اعتبار لحتمية اللقاء الأسبوعي
الاستعداد الفعلي

بالإضافة إلى ما ذكرناه من وسائل لمواجهة كل حيلة من حيل إبليس في المجموعات الثلاث السابقة هناك عوامل تتفوَّق عليها جميعًا وتعتبر أسلحة ماضية لهزيمة إبليس والنُصرة عليه.

وأول هذه العوامل: اهتمامنا بخلاصنا:

يجب أن نعي أنه ليس هناك شيء أغلى على نفوسنا من الخلاص الذي صنعه الله بالمسيح لأجلنا. وإن كانت الكنيسة هي التي تقدم لنا وسائط هذا الخلاص فليس لنا رجاء في أفضل منها به نقترب إلى الله لنوال خلاصنا. هذا الرجاء "الذي هو لنا كمِرساةٍ للنفس مؤتمنة وثابتة، تدخل إلى ما داخل الحجاب، حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا، صائرًا على رتبة ملكي صادق، رئيس كهنة إلى الأبد" (عب6: 19). وأصبحت هي المكان الذي نمسك فيه بقرون المذبح (1مل1: 50) حيث نحصل على الخلاص الذي لا نجده بعيدًا عنها. وفيها نتممه بكل ورع ورهبة كما يوصينا معلمنا بولس "تـمِّمُوا خلاصَكم بخوف ورعدة" (في2: 12).

لذلك وجب علينا أن ننتبه أكثر لأنه "كيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره؟ قد ابتدأ الرب بالتكلُّم به، ثم تَثبَّت لنا من الذين سمعوا، شاهدًا الله معهم بآيات وعجائب وقوات" (عب2: 4،3).

إن الذين ضلوا قديمًا عن الله في قلوبهم ولم يعرفوا سبله ولم يطيعوا. أقسم في غضبه لن يدخلوا راحته. لذلك يحذرنا معلمنا بولس بقوله: "فلنَخَف، أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته، يُرى أحد منكم أنه قد خاب منه! فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة، لئلا يسقُط أحد في عِبرَةِ العصيان هذه عينها" (عب4: 11،1). وقد سبق أن حذَّر المسيح أورشليم من هلاكها لأنها لم تعرف زمان خلاصها بقوله: "ويحيطُ بك أعداؤك.. ويهدمونك.. ولا يتركون فيكِ حجرًا على حجر، لأنكِ لم تعرفي زمان افتقادكِ" (لو19: 44،43).

وإن كانت حياتنا الأبدية وخلودنا لا يتحققان لنا بعيدًا عن خلاصنا، وخلاصنا هو في كنيستنا فلا غنى لنا عنها.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

العامل الثاني: تحقيق عضويتنا الكنسية:

من الضروري أن أكون عضوًا في الكنيسة. فأنا كفرد ينبغي أن أنتمي إلى جماعة لأن الفرد لا يقوم إلا بالجماعة؛ إما قائمًا بها أو محركًا لها، وإما مخدومًا منها أو خادمًا لها.

St-Takla.org Image: Saint Mary with Her parents: Saint Joachim and Saint Anne - 2016, painting, Coptic icon, used with permission - by Michael Magdy Badee صورة في موقع الأنبا تكلا: الطفلة القديسة مريم مع والديها: القديس يواقيم، القديسة حنة -2016، أيقونة قبطية، موضوعة بإذن - رسم الفنان مايكل مجدي بديع

St-Takla.org Image: Saint Mary with Her parents: Saint Joachim and Saint Anne - 2016, painting, Coptic icon, used with permission - by Michael Magdy Badee

صورة في موقع الأنبا تكلا: الطفلة القديسة مريم مع والديها: القديس يواقيم، القديسة حنة -2016، أيقونة قبطية، موضوعة بإذن - رسم الفنان مايكل مجدي بديع

وانتماء الفرد لأي جماعة وعضويته فيها هو تدعيم لكيانه وتأكيد لوجوده لأنه يعطيه فرصة للنمو باستثمار مواهبه واستغلال طاقاته، ويتيح له مجالًا لأن يكون محبًا ومحبوبًا ويسهل له سبل الحياة بأن يجد الكل في خدمته ومعاونته، كما أنه هو يضع نفسه في خدمة الكل ومعونتهم.

فالتفاعل قائم بين الفرد والجماعة لأن الفرد يقيم بناء الجماعة كحجر حي في البناء أو كغصن في الكرمة أو كعضو في الجسد. والجماعة من خلال حياة الشركة وتوظيف إمكانيات الفرد تثبته في كيانها وتجعله يثمر ويفرح هو والجماعة بهذا الثمر وتكمل سعادتهما معًا.

كذلك الانتماء لجماعة لها قانونيتها وشرعيتها وسلامة مسيرتها مثل الكنيسة يعطي الفرد من الناحية الروحية نوعًا من الطمأنينة أنه وسط قطيع بشري تحت رعاية وحماية روحية وأنه يسلك في نور ولم يضل الطريق.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

العامل الثالث: سعادتي ببيت الله:

إن اهتمامي بخلاص نفسي وبعضويتي الكنسية عامل قوي لدوام ارتباطي بالكنيسة وانتظامي فيها. والذي ينتظم في مكان ويتنعَّم بخيراته ويتلذذ بحلاوة التواجد فيه يشتاق إليه دائمًا ويتغنى بسعادته فيه. وهكذا كل من يذوق حلاوة بيت الله لا يسعه إلا أن يهتف مع داود النبي بحلاوته قائلًا: "ما أحلى مساكنك يا رب الجنود" (مز84: 1). ويشدو بمحبته للسكنى فيه "يا رب، أحببت مَحَلَّ بيتك وموضِعَ مسكن مجدك" (مز26: 8). ويعلن اشتياقه إليه "تشتاقُ بل تتوقُ نفسي إلى ديار الرب" (مز84: 1). ويتهلل بفرحه بالمجيء إليه "فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب" (مز122: 1). وقد يلتمس مجرد الوقوف على عتبة بابه "اخترتُ الوقوف على العتبة في بيت إلهي على السكن في خيام الأشرار" (مز84: 10). ومن تغمره هذه المشاعر لا يقف أمامه عائق لمواظبته على بيت الله.

أما بلوغ التلذذ ببيت الله فلا يأتي إلا بتثبيت عادة الذهاب إليه وإعطاء أُذن روحية صاغية لما يُتلى فيه من قراءات ولما يُنشد من ألحان وتسابيح، وتقديم قلب منسحق يشعر باحتياجه لمراحم الله ويترجى انسكاب نعمة الله وتعزياته فيه. ومن يفعل هذه سيختبر مدى ما يحصل عليه الإنسان من سعادة بوجوده في بيت الله وستكون هذه السعادة ذاتها عاملًا قويًا لملازمته لبيت الله.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

العامل الرابع: المحبة:

إن المحبة سلاح ماض يحُطِّم كل الحواجز والعوائق لأنها "قوية كالموت.. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة، والسيول لا تغمرها" (نش8: 7،6). ومحبتنا للكنيسة تنسكب في قلوبنا من محبتنا للمسيح ثمرة محبته لنا "لأنه هو أحبنا أولًا" (1يو4: 19). ومحبته يجب أن تملأ كياننا لأن به قد صار وجودنا حيث "كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو1: 3). وبه صارت لنا حياة لأن "فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس" (يو1: 4). به صار خلاصنا لأن "الآب قد أرسل الابن مُخلِّصًا للعالم" (1يو4: 14). وخلاصه لنا هو من خطايانا كما قال الملاك للعذراء: "وتسمينه يسوع. لأنه يُخلِّص شعبه من خطاياهم" (مت1: 21). وتخليصنا من خطايانا كان بمغفرتها التي لا تتم "بدون سفك دم" (عب9: 22). لأن أُجْرَة الخطية موت (رو6: 23). وحيث أننا نحن لا نستطيع أن نموت عن أنفسنا لكي نخلصها لأننا نحن أصلًا خطاة، لذلك مات المسيح لأجلنا (رو5: 8). وموته عنا كان قمة محبته لنا لأنه "ليس لأحد حبٌّ أعظم من هذا أن يَضَع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو15: 13).

أما موت المسيح فقد أنتج لنا عطايا سماوية لا حدود لها. فبموته عنا صالحنا مع الآب (كو1: 20)، وأباد عنا سلطان إبليس (عب2: 14) ورفع عنا حكم الموت (عب2: 15)، ورد لنا سلامنا (أف2: 17)، وأعطانا نعمة البنوة (يو1: 12)، وفتح لنا باب الملكوت (لو12: 32)، وأعطانا حياة أبدية (1يو5: 11). فكم هو غنى نعمة الله التي أجزلها لنا في المسيح بكل حكمة وفطنة (أف1: 8). وكم هو غناه في المجد (في4: 19). نعم إن غنى عطايا المسيح لا يستقصى (أف3: 8) أي لا يمكن فحصه. وعطايا المسيح لا تحرك قلوبنا لمحبته إلا إذا أدركنا قيمتها الحقيقية. ومن أحب المسيح يتبدد أمامه كل سبب يعوِّق انطلاقه نحو بيت الله.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

العامل الخامس: وضع اعتبار لحتمية اللقاء الأسبوعي:

حدَّد الله لقاءه مع شعبه مرة كل أسبوع في بيته خيمة الاجتماع. وكان يتراءى لهم بصورة محسوسة على الخيمة، وكان جميع الشعب يسجدون عند ظهور علامات مجد حلوله على الخيمة. أما اجتماعهم إلى الخيمة فكان أولًا: لاستماع الشريعة أقوال الله ووصاياه وأحكامه. وثانيًا: تقديم الذبائح التي كانت تشير إلى ذبيحة صليبه. وثالثًا: تقديم صلوات التسبيح والتمجيد والشكر على عظيم آياته وأعماله معهم بإنقاذهم من أيدي أعدائهم.

ومن أجل ثبات هذا اللقاء وانتظامه أعطاهم الله وصية تقديس يوم الرب للاجتماع به في بيته، وأوصاهم كثيرًا بحفظ وصية السبت كما شدد العقاب على كل نفس تكسر وصية حفظ السبت. وحيث استبدل السبت بالأحد في كنيسة العهد الجديد نرى التلاميذ يواظبون على كسر الخبز كل يوم أحد (أع2: 42، 20: 7).

ولا عذر لأحد في عدم انتظامه في حضوره لبيت الله، لأن نظام العمل في كل أمم العالم يمنح أجازة أسبوعية للراحة النفسية والجسدية وتقديم واجبات العبادة لله في بيته. لذلك لا عذر للذين يتأخرون عن بيت الله بحجة العمل. والذين يقدِّسون يوم الرب بتأدية العبادة في بيته يدركون كم هي بركة ذهابهم إلى بيت الرب ماديًا وجسديًا وروحيًا ونفسيًا، كما يستشعرون أيضًا أن تقديس يوم الرب بتأدية عبادتهم له في بيته وامتناعهم عن أي عمل عالمي هو:

أولًا: طاعة منهم لوصية الله التي أمرنا فيها بتقديس يوم الرب. ومن يطيع وصايا الله ينال خيرًا من الرب وينجو من غضبه على الذين لا يطيعونه.

ثانيًا: هو علامة على اهتمامهم بالله وملكوته "اطلبوا أولًا ملكوت الله وبرِّهُ وهذه كلها تزاد لكم" (مت6: 33). فالله يريدنا أن نقدس الأحد أول أيام الأسبوع لكي يُبارك لنا في كل أعمالنا وحياتنا المعيشية بقية أيام الأسبوع.

ثالثًا: إن كان وجودنا في بيت الله هو صورة وعربون لتواجدنا في السماء لحياة أبدية، لذلك يكون كل يوم أحد نقضيه في بيت الله كأننا نعيشه في الأبدية. وما نتمتع به في بيت الله هنا على الأرض هو رمز وظل لما سنتمتع به هناك في السماء، كما يقول المرنم(1) في مقادس العليَّ نصرف يوم الأحد إنه سبت كريم رمز راحة الأبد.

رابعًا: إن تقديس يوم الرب هو شحنة روحية غذائية سماوية نعيش بها طيلة الأسبوع وتسندنا في جهادنا الروحي ضد تيارات الشر الموجودة في العالم.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

العامل السادس: الاستعداد الفعلي:

إن العوامل السابقة دوافع قوية لمواظبتنا على الكنيسة، ولتـفعيلها يجب توفر النية والإرادة للذهاب إلى الكنيسة وذلك بالاستعداد الفعلي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فطالما عَقد الإنسان النية على الذهاب إلى بيت الله، وإذ أدرك حيل إبليس المتنوعة لتعطيله عن الحضور فإنه لكي يكون واقعيًا في تحقيق هذه النية فمن الحكمة أن يُعدّ ويرتب كل ما يلزمه من مَلْبس من عشية القداس بحيث لا يضيع وقت الصباح في البحث عما يناسبه لحضور الكنيسة، وإلا تكون النتيجة التأخير عن الكنيسة أو عـدم الذهاب كلية. ثم ضبط المنبه على الساعة المناسبة للاستيقاظ بوقت يكفي للاغتسال وارتداء المـلابس وإلـباس الأطفال، كذلك تأجيل جميع المشاغل والمأموريات والزيارات والنزهات إلى ما بعد انتهاء القداس الإلهي. وإن كانت هناك عطايا ستقدم إلى بيت الله فيجب أيضًا إعدادها من العشية.

أما الاستعداد الروحي فيتضمن الاستحمام من العشية، والامتناع عن الممارسات الجسدية، والصوم عن الطعام قبل منتصف الليل أو قبل التناول بتسع ساعات أيهما أكثر، والاستعداد للاعتراف، ويا حبذا لو تم الاعتراف في رفع بخور عشية إذا أمكن. كذلك تحضير جميع الطلبات والاحتياجات التي ستعرض على الله في القداس الإلهي لأنه أنسب الفرص للطلب من الله. نعم إذا صدقت النية وتم الاستعداد الفعلي فسيسهل الله للإنسان طريقه نحو بيته ويتيح له فرصة التمتع بنعمه وخيراته.

هذه هي عوامل النصرة؛ اهتمامي بخلاصي الذي يحتم عليَّ الذهاب إلى بيت الله، وتحقيق انتمائي للكنيسة وعضويتي فيها التي تجعلني لا أستغني عنها، وسعادتي ببيت الله التي تشوقني دائمًا للتبكير إليه، ومحبتي لله التي تجذبني إلى بيته، وتحذيري الرادع من كسر وصية حفظ اليوم السابع الذي يدفعني لعدم التهاون في الذهاب لبيت الله، وأخيرًا نيتي وإرادتي التي تساعدني على عدم التكاسل في الذهاب إلى بيت الله. وهكذا تتعاون هذه العوامل كلها في التغلب على كل ما يُعيقني به إبليس من حيل لعدم الذهاب إلى بيت الله.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/church-connection/winning-over-devil.html

تقصير الرابط:
tak.la/cjkps48