محتويات:
(إظهار/إخفاء)
بالإضافة إلى ما ذكرناه من وسائل
لمواجهة كل حيلة من
حيل إبليس في المجموعات الثلاث السابقة هناك عوامل تتفوَّق
عليها جميعًا وتعتبر أسلحة ماضية لهزيمة
إبليس والنُصرة عليه.
اهتمامنا بخلاصنا
تحقيق عضويتنا الكنسية
سعادتي ببيت الله
المحبة
وضع اعتبار لحتمية اللقاء الأسبوعي
الاستعداد الفعلي
لذلك وجب علينا أن ننتبه أكثر لأنه "كيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره؟ قد ابتدأ الرب بالتكلُّم به، ثم تَثبَّت لنا من الذين سمعوا، شاهدًا الله معهم بآيات وعجائب وقوات" (عب2: 4،3).
إن الذين ضلوا قديمًا عن الله في قلوبهم ولم يعرفوا سبله ولم يطيعوا. أقسم في غضبه لن يدخلوا راحته. لذلك يحذرنا معلمنا بولس بقوله: "فلنَخَف، أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته، يُرى أحد منكم أنه قد خاب منه! فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة، لئلا يسقُط أحد في عِبرَةِ العصيان هذه عينها" (عب4: 11،1). وقد سبق أن حذَّر المسيح أورشليم من هلاكها لأنها لم تعرف زمان خلاصها بقوله: "ويحيطُ بك أعداؤك.. ويهدمونك.. ولا يتركون فيكِ حجرًا على حجر، لأنكِ لم تعرفي زمان افتقادكِ" (لو19: 44،43).وإن كانت حياتنا الأبدية وخلودنا لا يتحققان لنا بعيدًا عن خلاصنا، وخلاصنا هو في كنيستنا فلا غنى لنا عنها.
وانتماء الفرد لأي جماعة وعضويته فيها هو تدعيم لكيانه وتأكيد لوجوده لأنه يعطيه فرصة للنمو باستثمار مواهبه واستغلال طاقاته، ويتيح له مجالًا لأن يكون محبًا ومحبوبًا ويسهل له سبل الحياة بأن يجد الكل في خدمته ومعاونته، كما أنه هو يضع نفسه في خدمة الكل ومعونتهم.
فالتفاعل قائم بين الفرد والجماعة لأن الفرد يقيم بناء الجماعة كحجر حي في البناء أو كغصن في الكرمة أو كعضو في الجسد. والجماعة من خلال حياة الشركة وتوظيف إمكانيات الفرد تثبته في كيانها وتجعله يثمر ويفرح هو والجماعة بهذا الثمر وتكمل سعادتهما معًا.
كذلك الانتماء لجماعة لها قانونيتها وشرعيتها وسلامة مسيرتها مثل الكنيسة يعطي الفرد من الناحية الروحية نوعًا من الطمأنينة أنه وسط قطيع بشري تحت رعاية وحماية روحية وأنه يسلك في نور ولم يضل الطريق.
أما بلوغ التلذذ ببيت الله فلا يأتي إلا بتثبيت عادة الذهاب إليه وإعطاء أُذن روحية صاغية لما يُتلى فيه من قراءات ولما يُنشد من ألحان وتسابيح، وتقديم قلب منسحق يشعر باحتياجه لمراحم الله ويترجى انسكاب نعمة الله وتعزياته فيه. ومن يفعل هذه سيختبر مدى ما يحصل عليه الإنسان من سعادة بوجوده في بيت الله وستكون هذه السعادة ذاتها عاملًا قويًا لملازمته لبيت الله.
أما موت المسيح فقد أنتج لنا عطايا سماوية لا حدود لها. فبموته عنا صالحنا مع الآب (كو1: 20)، وأباد عنا سلطان إبليس (عب2: 14) ورفع عنا حكم الموت (عب2: 15)، ورد لنا سلامنا (أف2: 17)، وأعطانا نعمة البنوة (يو1: 12)، وفتح لنا باب الملكوت (لو12: 32)، وأعطانا حياة أبدية (1يو5: 11). فكم هو غنى نعمة الله التي أجزلها لنا في المسيح بكل حكمة وفطنة (أف1: 8). وكم هو غناه في المجد (في4: 19). نعم إن غنى عطايا المسيح لا يستقصى (أف3: 8) أي لا يمكن فحصه. وعطايا المسيح لا تحرك قلوبنا لمحبته إلا إذا أدركنا قيمتها الحقيقية. ومن أحب المسيح يتبدد أمامه كل سبب يعوِّق انطلاقه نحو بيت الله.
ومن أجل ثبات هذا اللقاء وانتظامه أعطاهم الله وصية تقديس يوم الرب للاجتماع به في بيته، وأوصاهم كثيرًا بحفظ وصية السبت كما شدد العقاب على كل نفس تكسر وصية حفظ السبت. وحيث استبدل السبت بالأحد في كنيسة العهد الجديد نرى التلاميذ يواظبون على كسر الخبز كل يوم أحد (أع2: 42، 20: 7).
ولا عذر لأحد في عدم انتظامه في حضوره لبيت الله، لأن نظام العمل في كل أمم العالم يمنح أجازة أسبوعية للراحة النفسية والجسدية وتقديم واجبات العبادة لله في بيته. لذلك لا عذر للذين يتأخرون عن بيت الله بحجة العمل. والذين يقدِّسون يوم الرب بتأدية العبادة في بيته يدركون كم هي بركة ذهابهم إلى بيت الرب ماديًا وجسديًا وروحيًا ونفسيًا، كما يستشعرون أيضًا أن تقديس يوم الرب بتأدية عبادتهم له في بيته وامتناعهم عن أي عمل عالمي هو:
أولًا: طاعة منهم لوصية الله التي أمرنا فيها بتقديس يوم الرب. ومن يطيع وصايا الله ينال خيرًا من الرب وينجو من غضبه على الذين لا يطيعونه.
ثانيًا: هو علامة على اهتمامهم بالله وملكوته "اطلبوا أولًا ملكوت الله وبرِّهُ وهذه كلها تزاد لكم" (مت6: 33). فالله يريدنا أن نقدس الأحد أول أيام الأسبوع لكي يُبارك لنا في كل أعمالنا وحياتنا المعيشية بقية أيام الأسبوع.
ثالثًا: إن كان وجودنا في بيت الله هو صورة وعربون لتواجدنا في السماء لحياة أبدية، لذلك يكون كل يوم أحد نقضيه في بيت الله كأننا نعيشه في الأبدية. وما نتمتع به في بيت الله هنا على الأرض هو رمز وظل لما سنتمتع به هناك في السماء، كما يقول المرنم(1) في مقادس العليَّ نصرف يوم الأحد إنه سبت كريم رمز راحة الأبد.
رابعًا: إن تقديس يوم الرب هو شحنة روحية غذائية سماوية نعيش بها طيلة الأسبوع وتسندنا في جهادنا الروحي ضد تيارات الشر الموجودة في العالم.
إن العوامل السابقة دوافع قوية لمواظبتنا على الكنيسة، ولتـفعيلها يجب توفر النية والإرادة للذهاب إلى الكنيسة وذلك بالاستعداد الفعلي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فطالما عَقد الإنسان النية على الذهاب إلى بيت الله، وإذ أدرك حيل إبليس المتنوعة لتعطيله عن الحضور فإنه لكي يكون واقعيًا في تحقيق هذه النية فمن الحكمة أن يُعدّ ويرتب كل ما يلزمه من مَلْبس من عشية القداس بحيث لا يضيع وقت الصباح في البحث عما يناسبه لحضور الكنيسة، وإلا تكون النتيجة التأخير عن الكنيسة أو عـدم الذهاب كلية. ثم ضبط المنبه على الساعة المناسبة للاستيقاظ بوقت يكفي للاغتسال وارتداء المـلابس وإلـباس الأطفال، كذلك تأجيل جميع المشاغل والمأموريات والزيارات والنزهات إلى ما بعد انتهاء القداس الإلهي. وإن كانت هناك عطايا ستقدم إلى بيت الله فيجب أيضًا إعدادها من العشية.
أما الاستعداد الروحي فيتضمن الاستحمام من العشية، والامتناع عن الممارسات الجسدية، والصوم عن الطعام قبل منتصف الليل أو قبل التناول بتسع ساعات أيهما أكثر، والاستعداد للاعتراف، ويا حبذا لو تم الاعتراف في رفع بخور عشية إذا أمكن. كذلك تحضير جميع الطلبات والاحتياجات التي ستعرض على الله في القداس الإلهي لأنه أنسب الفرص للطلب من الله. نعم إذا صدقت النية وتم الاستعداد الفعلي فسيسهل الله للإنسان طريقه نحو بيته ويتيح له فرصة التمتع بنعمه وخيراته.
هذه هي عوامل النصرة؛ اهتمامي بخلاصي الذي يحتم عليَّ الذهاب إلى بيت الله، وتحقيق انتمائي للكنيسة وعضويتي فيها التي تجعلني لا أستغني عنها، وسعادتي ببيت الله التي تشوقني دائمًا للتبكير إليه، ومحبتي لله التي تجذبني إلى بيته، وتحذيري الرادع من كسر وصية حفظ اليوم السابع الذي يدفعني لعدم التهاون في الذهاب لبيت الله، وأخيرًا نيتي وإرادتي التي تساعدني على عدم التكاسل في الذهاب إلى بيت الله. وهكذا تتعاون هذه العوامل كلها في التغلب على كل ما يُعيقني به إبليس من حيل لعدم الذهاب إلى بيت الله.الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/church-connection/winning-over-devil.html
تقصير الرابط:
tak.la/cjkps48