محتويات:
(إظهار/إخفاء) ليس
القداس الإلهي هو وحده الذي نقضيه في
بيت الله، بل إن
جميع خدماتنا الدينية معظمها يأخذ بركته من داخل
بيت الله، الذي له قدسيته وله
ترتيب لدخوله ونظام للعبادة فيه. وإن كان أي مكان آخر ندخله نحس بوجوب احترامنا
له والتزامنا بمراسم التواجد فيه من أجل مقابلة رئيس أو عظيم، فالله جلت قدرته
أعظم وأجلّ من كل رئيس أو عظيم في هذا العالم، وبيته أقدس مكان كما يقول
داود
النبي "ببيتك تَليقُ القداسة يا رب" (مز93: 5). فلذلك ينبغي أن نعرف واجباتنا
نحو
بيت الله ونتعرف على آداب حضورنا فيه لكي نلتزم بها احترامًا لله وإكرامًا
لبيته وخوفًا من دينونة غضبه. وآداب العبادة في
الكنيسة لا تختلف من خدمة لأخرى، فكرامة
بيت الله وشروط تقديم العبادة فيه والاستعداد للمجئ إليه كلها هي هي في جميع
الخدمات إن كانت قداسات أو عشيات أو اجتماعات روحية أو خطوبات أو أكاليل أو
جنازات. ومن الشروط الواجبة لحضور هذه الخدمات:
1 ـ
حشمة الملبس ووقار المظهر بما يليق بكرامة
بيت الله
وذلك للرجال والنساء على حد سواء. فالنساء يوصيهن
معلمنا
بولس بقوله: "كل امرأة تُصلِّي أو
تَتنبأُ ورأسها غير مُغطَّى، فَتشينُ رأسها، لأنها والمحلُوقة شيء واحد بعينه،
إذ المرأة، إن كانت لا تتغطَّى، فليُقَصَّ شَعَرُها. وإن كان قبيحًا بالمرأة أن
تُقَصَّ أو تُحلَقُ فلتَتَغَطَّ... ينبغي للمرأة أن يكون لها سُلطانٌ على رأسها
من أجل
الملائكة... احكموا في أنفسكم هل يَليقُ بالمرأة أن تُصلِّي إلى الله
وهى غير مُغَطَّاة" (1كو11: 5-13). واضح من كلام
معلمنا
بولس وجوب تغطية المرأة لرأسها عندما
تصلي خجلًا من
الملائكة الذين يرفعون صلواتنا أمام الله ولكي تظهر بالصورة
اللائقة أمام الله. وإن كان رأس المرأة المغطى بالشعر يطلب الرسول أن يغطي عند
وقوفها أمام الله بطرحة أو بإيشارب. فكم بالحري بقية الأجزاء الظاهرة من الجسد! إنه لا يصح للمرأة أن تقف أمام الله في بيته عارية الذراعين أو الصدر أو
الظهر أو بفساتين سهرات وحفلات وموديلات حديثة تُعري الجسد ولا تصلح إطلاقًا
للدخول بها إلى
بيت الله كمكان للعبادة العامة؛ له هيبته وقدسيته في كل مرة
ندخله كما قال
المسيح له المجد "بيتي بيت
الصلاة يُدعى" (إش56: 7) إذًا هو بيت
صلاة وليس بيت استعراض للأجساد العارية أو الموديلات الحديثة. وإن كان الناس يرتدون زيًا كاملًا رسميًا عند مقابلتهم
لملوك ورؤساء العالم الأرضي أو أي شخصية هامة، فكم بالحري يكون هذا واجبًا عند
مقابلتهم لملك الملوك ورئيس رؤساء الأرض في بيته. إن الواجب يقتضي على كل فتاة وسيدة أن تأتي إلى
بيت الله
بأفخر الثياب التي عندها، ولكن التي هي أكثرها حشمة ووقارًا بما يليق
ببيت
الله، فلا تكون قصيرة ولا ضيقة ولا كاشفة للجسد. ولعل تعبير
بيت الله تغيب فيه لدى البعض حقيقة جوهرية
هي
الله ذاته صاحب البيت، والذي يملأُه بكل مجده بحضوره فيه وحلول روح قدسه غير
المنظور سواء على الأسرار أو على الشعب. لذلك يجب على كل امرأة أو فتاة تدخل
إلى
بيت الله أن تجعل الله في بؤرة شعورها وفكرها أكثر من المكان نفسه
والموجودين فيه، إن كانوا شعبًا أو إكليروسًا. ولتسأل نفسها إن كانت وهى في
بيتها تسرع لكي تحتشم قبل أن تقابل أي شخص داخل إليها. فكم بالحري يكون حرصها
على حشمتها في مقابلتها لله في بيته ووقوفها أمامه لعبادته؟ أما التزين بالذهب والحلي فيجب أن يكون معتدلًا خاليًا من
الرغبة في حب الظهور ومراعيًا لمشاعر الذين ليس عندهم. أما التزين بالمساحيق
فهو غير مرغوب اعتبارًا لقدسية جميع الخدمات. ولأن الله يريدنا في بيته بخلقتنا
وشكلنا الذي جبلنا عليه. وهو يريد زينة قلوبنا من الداخل أكثر من زينتنا
الخارجية كما يقول
معلمنا بطرس: "لا تَكُن زينَتُكُنَّ الزِّينة الخارجية، من
ضفر الشعر والتحلِّي بالذهب ولبس الثياب، بل إنسان القلب الخفيَّ في العديمة
الفساد، زينة الروح الوديع الهادئ، الذي هو قُدَّام الله كثير الثمن" (1بط3:
4،3). أما الحذاء فلا يصح أن يكون من النوع الذي يحدث صوتًا أثناء المشي، حتى
لا يُشغل المصلين عن عبادتهم. كذلك الرجال يجب أن يلبسوا أفخر ثيابهم وأفضل ما عندهم عند
مجيئهم إلى
الكنيسة، وأن تكون ملابسهم محتشمة أيضًا وغير ضيقة وساترة لأجسادهم.
ومن اللفتات التعليمية لقداسة البابا كيرلس السادس أنه كان يخبط على ذراع كل
شاب ورجل يلاحظ أنه يلبس قميصًا بنصف كُم في
الكنيسة.
2 ـ
نظافة الجسد والقلب: كذلك أجسادنا يجب أن تكون نظيفة
من كل وسخ أو دنس. وذلك بأن نأخذ حمامًا كاملًا خصوصًا إذا كان واجبًا للطهارة.
وإذا لم تكن هناك ضرورة للطهارة فعلى الأقل نغسل أيدينا ووجوهنا وأرجلنا، وأن
تكون ملابسنا نظيفة أيضًا وأظافرنا مُقلَّمة وذقوننا محلوقة بالنسبة للرجال،
ويجب أن يكون معنا منديل يد لاستخدامه عند الضرورة. وإن كانت نظافة الجسد والملبس ضرورية إلا أن نظافة القلب
والفكر أكثر ضرورة وذلك: أولًا:
بخلو القلب من الحقد أو الكراهية أو الرغبة في
الانتقام، كما
ذكرنا أيضًا هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وإذا
كانت هذه مخزونة في القلب فأجاهد مع نفسي لكي أصفح وأسامح لكي أكون متصالحًا مع
الناس. وإذا لم أتمكن من تحقيق ذلك، فيكون أول غرض لي في ذهابي إلى
الكنيسة هو
انسحاقي أمام الله
بالصلاة والدعاء ليمنحني نعمة الصفح والمغفرة مستعينًا
بالإنصات إلى كلمة الله وكلمة الوعظ ومتشفعًا
بالقديسين ومتمسكًا بالإيمان بقوة
الذبيحة من أجل استجابة الله لي. ويحسن أن أمنع نفسي من نوال الأسرار إلى أن
يبرد قلبي من جهة المسيئين إليَّ. ثانيًا: بخلو الذهن من أفكار الخطية وخلو القلب من
الشهوات الردية. أو على الأقل الرغبة في
التوبة غير راعٍ لإثمٍ في قلبي لكي
يقبل الله صلاتي كما يقول المزمور: "إن راعيتُ إثمًا في قلبي لا يستَمِعُ لي
الرب" (مز66: 18). ثالثًا: أن تكون يدي خالية من الظلم والمال الحرام.
لأنه كيف يقبل الله صلاتي وأنا لم أرد الحق لصاحبه إن كان مالًا أو ذهبًا أو
عقارًا أو أطيانًا أو أي حق آخر.
3 ـ
التبكير في الحضور: كذلك يجب أن أحضر إلى
الكنيسة
مبكرًا مع بدء
الصلاة: أ ـ احترامًا واعتبارًا لكرامة الله التي تقتضي
أن أكون واقفًا ومستعدًا لقبول حلوله في وسط شعبه حسب وعده "حيثما اجتمع اثنان
أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسَطِهم" (مت18: 20). ب ـ
أن آخذ بركة
الصلاة من بدايتها فأستمتع بكل عطاياها
اللازمة لخلاص نفسي ولحياتي الأبدية. حـ ـ أن أشبع من الوجبة الروحية بكاملها من
بيت الله،
وأن أسعد بعِشرة الله في بيته بأكبر قدر ممكن.
4 ـ
بروتوكول الدخول:
عندما أصل إلى
الكنيسة وأنظر
بوابتها الخارجية أردد الآية "هذا هو باب الرب والصديقون يدخلون فيه" (مز118:
20). وعندما أدخل
الكنيسة إذا كان وقت قراءة الإنجيل أقف في مدخل
الكنيسة حتى
تنتهي قراءة الإنجيل، ثم أتوجَّه نحو الهيكل مرددًا "بكثرة رحمتك أدخل بيتك.
وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك" (مز5: 7). ثم أسجد قدام الهيكل قائلًا: "أسجد لك
أيها
المسيح مع أبيك الصالح والروح القدس لأنك أتيت وخلصتنا. أعطني يا رب بركة
وجودي في بيتك" ثم أتوجَّه إلى مكاني الذي اعتدت الوقوف فيه مرددًا "ببيتك تليق
القداسة يا رب إلى طول الأيام" (مز93: 5). وعندما أقف في مكاني أردد: "أعطني أن
أحس بوجودك يا رب مؤمنًا أنك عمانوئيل إلهنا في وسطنا الآن بمجد أبيك والروح
القدس. وأعطني أن أصلي لك بالروح وبالذهن أيضًا". ــ
أراعى عدم إحداث صوت في المشي أثناء توجهي إلى مكاني
بالكنيسة.
حشمة الملبس ووقار المظهر
نظافة الجسد والقلب
التبكير في الحضور
بروتوكول الدخول
ـ إذا لم يتوفر لي مكان في المقعد الذي اعتدت عليه، فلا يصح أن أزاحم
الجالسين عليه بل أبحث عن مكان آخر في هدوء.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/church-connection/ethics-attendance.html
تقصير الرابط:
tak.la/5km7kjf