وصلت إلي الموضوع الشائك الذي يخشي الجميع الكلام عنه وفيه..
أعني الجنس.
فالسؤال المُلِح:
هل للمسنون (رجال ونساء) رغبة جنسية؟ أم فترت لديهم هذه الرغبة؟
أم تلاشت؟
وأما عن الرجال فالسؤال:
هل لديهم قدرة جنسية؟ أم ضعفت؟
والسؤال الأخير فيه خلاصة الموضوع:
هل يمارس المسنون العلاقات الزوجية كما كانوا يفعلون في شبابهم؟
وكيف تسير الحالة الجنسية لديهم؟
وما مدي تأثرها ببقية التغيرات الحاصلة في الشيخوخة؟
تقول بعض الدراسات إن المسنون لا يفقدون رغبتهم الجنسية.
فبالرغم مما يتعرض له الجهاز التناسلي عند الرجل والمرأة من تغيرات وظيفية مع تقدم العمر وخاصة عند المرأة التي تفقد قدرتها على الإخصاب والحمل مع حلول سن اليأس، إلا إن ذلك لا يعني توقف الرغبة والوظيفة الجنسية عند الرجل والمرأة.
وقد حكت لي بعض العاملات بدار المسنين إن هناك من الرجال مَنْ ينظر لهن بنظرة فيها شيء من الإعجاب، وقد يبدي احدهم إعجابه بإحداهن ومنهم من يتجرأ أكثر فيمتدح محاسنهن.
إن الرغبة الجنسية في الإنسان غير مرتبطة بجنسه من حيث هو ذكر أم أنثي إلا أن المجتمع والتربية والعادات تمنع النساء من إبداء أو إظهار هذه الرغبة, في حين أنه -أي المجتمع- لا يمنع الرجال من التعبير عن رغباتهم الجنسية.
ولما كان الجنس في الإنسان يتأثر بحالته النفسية والمزاجية فان الرغبة الجنسية كذلك تتأثر, فان كان المسن حزينًا أو قلقًا من أمر ما فان رغبته لا تظهر أو تضعف غير أنها موجودة وكامنة ولم تتلاشي أو تنعدم.
أيضًا الأدوية تحبط الاهتمام بالجنس.
كذلك يرتبط فقدان الرغبة الجنسية بعوامل فسيولوجية وذهنية عديدة, فكما سبق واشرنا -هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت- في تعريفنا لمرحلة الشيخوخة بأنها مرحلة العمر التي تبدأ فيها الوظائف الجسدية والعقلية في التدهور بصورة أكثر وضوحًا مما كانت عليه في الفترات السابقة من العمر.
فالرغبة الجنسية من بين العمليات التي تضعف مع تقدم العمر.
نأتي بعد ذلك إلي القدرة الجنسية عند الرجال.
فلا يمكننا أن نتصور إن المسن يظل محتفظا بقدرته الجنسية كما كان حاله في مرحلة الشباب, فهي أيضًا من الوظائف التي تضعف.
ولكن دعونا أولا نعرف ما المقصود بالضعف الجنسي؟
يقصد بالضعف الجنسي قلة عدد المرات التي يستطيع فيها الشخص أداء جماع كامل, كما يعني أن تطول الفترة الزمنية بين كل جماع وآخر بمدة قد تصل إلى عدة أشهر.
والضعف الجنسي غير العنة (العجز الجنسي والبرود الجنسي).
فالعنة تعني:
عدم استجابة الشخص -سواء الزوج أو الزوجة- للإثارة الجنسية عند الجماع بدرجة كافية، وقلة الرغبة في أداء العملية الجنسية أو النفور منها كلية.
أيضًا نقصد بالعنة عدم القدرة على الانتصاب، أو عدم القدرة على الاحتفاظ بالانتصاب فترة كافية لعمل لقاء جنسي ناجح.
وبناءا علي هذا التعريف للعنة فان الرجال المسنين يعانون بدرجة ما منها إذ أن لديهم أيضًا تدهور في القدرة الجنسية التي تقل هي أيضًا وان كانت لا تنعدم إلا في بعض الأحيان.
وقد دلت احدي الدراسات:
إن الاختلال الوظيفي المتعلق بالانتصاب يتزايد من 31% عند الرجال في الأعمار64 -75 إلي 40% لدي الأكبر سنًا.
هل كل ما سبق يؤكد إن المسنين ليست لديهم الرغبة ولا القدرة علي إقامة علاقة زوجية ناجحة؟
يؤكد بعض الباحثين:
إن كثيرا من المسنين يظلون يمارسون الوظيفة الجنسية فيما بينهم حتى مراحل متأخرة من العمر, ويكون الجنس عندهم أكثر تطورًا وخبرة واستمتاعًا وأكثر تهذيبًا وهدوءًا واتزانًا.
فالرغبة الجنسية تقل والقدرة الجنسية كذلك ولكن المسن يستطيع أن يمارس العلاقة الزوجية بنجاح علي فترات متباعدة ولمدد زمنية قصيرة.
وفي حالة فشل المسنين في إقامة علاقة زوجية ناجحة فان ذلك يؤدي بهم إلي القلق والإحباط ولاسيما الرجال منهم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-raphael-nasr/elders/sexual-life.html
تقصير الرابط:
tak.la/np996yk