مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب إيمان الكنيسة حول آية: أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيَّ - القس باخوميوس القمص مرقص جبرة

10- شرح القديسين يعقوب السروجي وجيروم للآية

 

القديس يعقوب السروجي

مار يعقوب السروجي القديس اللاهوتي والشاعر الرقيق يرى في هذه الآية -مثله مثل العلامة أوريجانوس- تهديد يدفع للتوبة فقط وليس للانتقام، وذلك لأن بني إسرائيل كانوا يعاندون الله كثيرًا في طريق خروجهم من أرض مصر، لذلك كلمهم الله بما يفهمونه، فكلام الكتاب المقدس عن الغضب والتهديد والإبادة ما هو إلا تشجيع لترك الشرور والاحتماء في ضابط الكل، ولذلك لا ييأس الخاطئ عند قراءته هذا الكلام، بل يتقدم واثق من مراحم الله. فيقول مار يعقوب السروجي:

[يقول الله: “بعد أربعين يومًا تُقلب نينوى”. وهذا التهديد يدعو إلى التوبة وليس قصاصًا ليستأصل المدينة. هدَّدَ ناثانُ داود لما مُسك في الخطيئة مع عائلة اوريا. تدخلت التوبة وأبطلت التهديد وتبدلت العبارة لتقول: "إن الرب أيضًا أجاز ذنبك". ويقول أيضًا: "أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ" ليُبَطّل العبرانيون من أجل "مراحم البنين" عن عمل الشرور. وبما أنهم لم يريدوا أن تكثر الخصومات، عَكَسَ عبارته وقال: "نفس الآب هي ملكي ونفس الابن هي ملكي ولتمت نفس الخاطئ"[68] لأن العدالة تريد هكذا... أراد الله أن يعلم البشر أنهم متى سمعوا أنه غاضب ومُهدِد ومغتاظ ويتوعد بالهدم والابادة لا يحسبونه قاسيًا أو لا يمكن التوسل إليه حتى يتململوا ويكفّوا بسبب ألفاظ التهديد وينصرفوا عن التوبة، لكن ليتركوا شرهم ويجعلوا أعمالهم حسنة وهم واثقون من أن المراحم موجودة في دينونتهم، ويستطيع التضرع أن يحل ويغير كلمات التهديد. وعندما يسمعون أنه يعد الخيرات لا يحتقرون محبته ويحسبونه راخيًا (فاترًا أو باردًا) بلا غيرة ويسمحوا لأنفسهم فعل الشرور.][69]

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org Image: Virgin Mary appears to St. Jerome, painting by Francesco Fontebasso, 18th century, oil on canvas, height: 29.5 cm (11.6 ″); width: 22.5 cm (8.8 ″), Room 724 - The Louvre Museum (Musée du Louvre), Paris, France - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 11-12, 2014 صورة في موقع الأنبا تكلا: العذراء مريم تظهر للقديس جيروم، لوحة من رسم الفنان فرانشيسكو فونتيباسو، القرن الثامن عشر، زيت على قماش بمقاس 29,5×22,5 سم.، حجرة 724 - صور متحف اللوفر (اللوڤر)، باريس، فرنسا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 11-12 أكتوبر 2014

القديس جيروم

القديس جيروم بعث بخطاب للشماس سابينيانوس الذي كان قد سقط في بعض الخطايا، مشجعًا وداعيًا إياه للتوبة. وقد رأى القديس جيروم في هذه الآية -مثله مثل معظم المفسرين- أن الله يوصِف صبره ولطفه وطول أناته بأنه يمتد لأجيال ولا يُعاقِب على الخطية فورًا، بل يصبر عليها كثيرًا، وإلا لرفض الله توبة الكثيرين من القديسين، الذين لم يصبحوا بارين إلا من خلال التوبة وبسبب طول أناة الله ولطفه.

 

ترجمة نص القديس جيروم:

{ولكنه يقول: "إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ، بَلْ بِأَنْ يَرْجعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا."[70] وأيضًا "لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ، بَلِ الْمَرْضَى"[71]. حتى بعد خطيته، أمد يدي للخاطئ المنبطح وأشجعه، وهو مازال مُلوَث بدمه[72]، لكي يغسل لطخاته بدموع التوبة. ولكن لو بعد كل ذلك أظهر نفسه غير راغب في التوبة؛ وحتى بعد أن عانى من تحطم سفينته، ويرفض التشبث باللوح الخشبي الوحيد القادر على إنقاذه، فإني مدفوع (مُجبَر) أن أقول أخيرًا: "هكذا قال الرب، من أجل ذنوبه الثلاثة والأربعة ألا أبتعد عنه؟"[73] لأن الرب يعتبر هذا الابتعاد عقابًا، بقدر ما يُترَك الخاطئ لمكائده. وهكذا فإنه يفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع، فهو لا يُعاقب هؤلاء الخاطئين فورًا، ولكن يعطي العُذر في بداية إساءاتهم ويَحكُم على الأخيرة منها. فإنه لو كان غير ذلك؛ لو كان الله متأهبًا كمنتقم في لحظة الخطية، لخسرت الكنيسة العديد من قديسيها؛ وبالتأكيد كانت ستُحرَم من الرسول بولس.} [74]

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[68] (حز 18: 4).

[69] رسائل مار يعقوب السروجي الملفان، رسالة الرها “مدينة مباركة” حظيت بموعد المسيح. دائرة المعارف السريانية.

[70] (حز 33: 11).

[71] (لو 5: 31).

[72] راجع (حز 16: 6).

[73] راجع (عاموس 1).

[74] Jerome, The principle Works, NPNF 206, Letter CXLVII.

شرح القديس أغسطينوس للآية

أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء كتب القس باخوميوس القمص مرقص جبرة

شرح القديسين يوحنا ذهبي الفم وأمبروسيوس للآية

---