الفصل الثالث والعشرون: 1 | 2 | 3 | 4
ضرورة الموت علانية لأجل عقيدة القيامة.
1- وحتى لو كان قد أسلم جسده سرًا، ومن تلقاء ذاته بدون مرض ولا ألم، “في زاوية(70)” أو في بيداء أو منزل أو في أي مكان، وبعد ذلك ظهر بغتة وقال أنه قام من الأموات، لخيل للجميع أن كلامه كالهذيان(71)، ولما صدقوا كلمة واحدة مما قاله عن القيامة، لأنه لم يكن هنالك من يشهد عن موته. والآن يجب أن يسبق الموت القيامة، لأنه لا يمكن أن تكون قيامة ما لم يسبقها الموت. ولو كان موت جسده قد تم سرًا في أي مكان، ولم يكن ظاهرًا ولم يتم أمام شهود، لكانت قيمته أيضًا قد اختفت ولم يقم لها دليل.
2- ولماذا يسمح أن يكون موته سرًا إن كان بعد أن قام أعلن قيامته للملأ؟ وإن كان قد طرد الأرواح الشريرة أمام الجميع، وفتح عيني الأعمى منذ ولادته، وحول الماء خمرًا، حتى يؤمن الجميع بهذه الوسائط بأنه هو كلمة الله، فلماذا لا يعلن أمام الجميع عدم فساد جسده ليؤمنوا بأنه هو الحياة؟
3- وكيف كان ممكنًا أن يجسر تلاميذه على التحدث عن القيامة إن لم يستطيعوا القول أنه مات أولًا؟ وكيف كان ممكنًا أن يصدق كلامهم بأن الموت تم أولًا ثم القيامة أن لم يوجد بين من يكلمونهم بجرأة من يشهد بموته؟ فرغمًا عن أن الموت والقيامة قد حدثا أمام الجميع فإن الفريسيين في ذلك الوقت لم يؤمنوا بل أكرهوا حتى الذين شهدوا القيامة على إنكارها. ولو أن هذه الأمور تمت سرًا، فما أكثر الحجج التي كانوا يخترعونها دفاعًا عن عدم إيمانهم.
4- وكيف كان ممكنًا إقامة الدليل على تحقيق غاية الموت وغلبته، ما لم يكن قد تحداه أمام أعين الجميع، وأظهر بأنه ميت، وبأن شوكته في المستقبل قد أبطلت، وذلك بعدم فساد جسده؟
_____
(70) (أعمال 26: 26).
(71) (لوقا 24: 11).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/incarnation-of-the-word/publicly-dying.html
تقصير الرابط:
tak.la/52tpjs4