الفصل الثامن والأربعون: 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9
حقائق أخرى. عِفَّة العَذَارَى المسيحيات والرهبان والشهداء. قوة الصليب ضد الشياطين والسحر. المسيح أظهَر بقوته أنه أعظم من البشر ومن الأرواح، وأعظم من السحرة، لأن هذه كلها خاضعة له كل الخضوع. إذن فهو كلمة الله.
1- على أن هذه البراهين التي قدمناها لا تستند إلى مجرد حجج كلامية، ولكن هناك اختبارًات عملية تشهد لصحتها.
2- فليذهب من أراد ويعاين دليل العفة في عذارى المسيح، والشبان الذين يعيشون حياة العفة المقدسة، أو دليل الثقة في الخلود في ذلك العدد الجم من شهدائه.
3- وليأت من أراد أن يختبر عمليًا أقوالنا السابقة. وليستعمل -وسط خداع الشياطين وخزعبلات العرافين وأعاجيب السحر- علامة الصليب المستهزأ به بينهم، فيرى كيف تهرب الشياطين بواسطته وتبطل العرافة، ويُباد السحر والتنجيم.
4- فمن هو المسيح هذا وما أعظمه، الذي -باسمه وبحضوره- يطرح كل الأشياء في الظلام ويبيدها، والذي يقوى وحده على الكل، والذي ملأ كل العالم بتعليمه؟ ليخبرنا اليونانيون الذين يسرون بالاستهزاء ولا يخجلون.
5- لأنه لو كان إنسانًا فكيف أتيح لإنسان واحد أن يتفوق على قوة كل من ادعوا في أنفسهم بأنهم آلهة، وأن يفضحهم بقوته ويظهر بأنهم لا شيء؟ وإن دعوه ساحرًا فكيف يمكن أن يُباد كل سحر على يد ساحر واحد بدلًا من توطيد دعائمه؟ لأنه لو كان قد قهر سحرة معينين، أو غلب مجرد ساحر واحد فقط، لجاز لهم أن يدعوا بأنه فاق الباقين بمجرد الحكمة الفائقة.
6- أما إن كان صليبه قد حاز الانتصار على كل سحر على وجه الإطلاق، وعلى اسم السحر نفسه، فيتضح من ذلك أن المُخَلِّص ليس ساحرًا، إذ أن الشياطين نفسها - التي يستدعيها باقي السحرة تولي هاربة منه كسيدها.
7- من هو إذن؟ فليخبرنا اليونانيون الذين حصروا كل همهم في الاستهزاء. لعلهم يقولون أنه هو أيضًا كان شيطانًا ومن هنا كانت قوته. ولكن ليقولوا ما شاءوا. فإن استهزاءهم يرتد عليهم، إذ من الممكن تخجيلهم مرة أخرى ببراهيننا السابقة لأنه كيف يمكن أن يكون شيطانًا من يطرد الشياطين؟
8- ولو كان قد اكتفى بأن يطرد شياطين معينة، لجاز القول أنه برئيس الشياطين غلب الشياطين الأضعف، كما قال له اليهود عندما أرادوا إهانته. أما إن كان بمجرد تسمية اسمه قد استؤصل كل جنون الشياطين وطردت بعيدًا، فقد اتضح هنا أيضًا أنهم على ضلال مبين، وأن ربنا ومخلصنا المسيح ليس قوة شيطانية كما يتوهمون.
9- وإن كان المُخَلِّص ليس مجرد إنسان، ولا ساحرًا، ولا شيطانًا، ولكنه بلاهوته أباد وطرح في الظلمات تعاليم الشعراء، وضلالات الشياطين، وحكمة الأمم(149)، فإنه يتضح جليًا ويجب أن يعترف الجميع، أن هذا هو ابن الله الحقيقي، كلمة الآب، وحكمته وقوته - منذ البدء. وهذا هو السبب أيضًا في أن أعماله ليست أعمال إنسان، ولكنها تسمو فوق أعمال الإنسان، وأنها بالحقيقة أعمال الله سواء كان من جهة الوقائع نفسها أم من مقارنتها بأعمال سائر البشر.
← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
_____
(149) اليونانيين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/incarnation-of-the-word/chastity-of-christians.html
تقصير الرابط:
tak.la/rhk3gf5