/ شخصيته (فكرة مختصرة وسنتعرض لها بإسهاب بعد عرض لحياة معلمنا بولس)
علي الرغم من أن القديس بولس الرسول لم يكن من الرسل والتلاميذ الاثني عشر، الذين دعاهم المسيح له المجد... فانه قد صار للمسيح رسولا وتلميذا له، بعد صعوده له المجد إلي السماء ظهر له بذاته في نور عظيم أبهي من لمعان الشمس... بهذا صار القديس بولس بحق رسولًا للمسيح صار يلقب بـ(ثالث عشر رسل المسيح) لهذا آثرت أن ابدأ بعرض مبسط لهذه الشخصية الفريدة:-
اتساع قلبه بالحب - شعوره بالسلطان الرسولي - اتساع فكره - رجل الآلام (فهمه للألم من منظور مسيحي)
■ في الطريق إذ كان شاول منطلقا نحو دمشق يضطهد المسيح في أتباعه التقي به السيد وناداه باسمه لعلن له محبته علي مستوي أبدي. هذا الإحساس الذي سجله بعبارات كثيرة منها قوله" ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا..... ونحن أعداء قد صولحنا بموت ابنه" (رو10،8:5).
■ ولد فيه طاقة حب نحو الله يترجمها باتساع قلبه بالحب نحو البشرية فنراه الكارز الملتهب محبة يجد نفسه في بيته أينما وجد، فان التقي باليهود أعلن: "أقول الصدق في المسيح، لا اكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس إن لي حزنا عظيما ووجعا في قلبي لا ينقطع، فاني كنت أود لو أكون أنا نفسي محرومًا من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد" (رو 1:9-3).
■ وان التقي بالأمم يشعرانه رسولهم، إذ يقول "فاني أقول لكم أيها الأمم بما إني أنا رسول الأمم أمجد خدمتي..." (رو12:11).
■ لم يتسع قلبه لحب العالم "الأممى واليهودي" ككلا وإنما كسيدة اهتم بالأشخاص على مستوى العلاقات الشخصية.
■ كانت مشاعره ملتهبة للغاية ورقيقة، فمع خدمته علي المستوى المسكونى نجدة حين يكتب إلى أهل رومية يسجل في الخاتمة مشاعره بقوة فيدعو أكيلا وبريسكلا العاملين معه في المسيح الرب الذين وضعا عنقيهما من اجل حياته (رو3:16)
■ إذ امتثل القديس يوحنا ذهبي الفم بالرسول بولس في اتساع قلبه قال عنه "ليس شيء أكثر اتساعًا من قلب بولس الرسول الذي أحب كل المؤمنين بكل شدة... كان حبه غير منقسم لذا كان لا يضعف، مقدما حبه بالكمال لكل أحد!
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
· مع محبته الفائقة للكل كان يشعر بالسلطان الذي وهبة الله إياه أقمه علي الدعوة الإلهية للكرازة، فكان يعمل بقوة وغيرة متقدة برجاء لا ينقطع وثقة في الله أن ينجح طريقه، وقد ظهر هذا الإحساس بقوة خاصة في رسالتيه إلي كولوسي وغلاطية.
· فالسلطان بالنسبة له ليس استعراضا للسلطة وإنما عملا قويا للبنيان بروح الاتضاع، فحينما هوجم في رسوليته كان يدافع عنها وحسب نفسه كمن هو مختل العقل، إذ يقول"فاني وان افتخرت شيئا أكثر بسلطاننا الذي أعطانا إياه الرب لبنيانكم لا ليهدمكم لا اخجل.. فاقبلوني ولو كغبي لا أفخر أنا أيضًا قليلا" (2كو8:10؛ 6:11).
· شعوره بالدعوة الإلهية والتزامه بالعمل علي مستوي مسكوني مع الغيرة المتقدة نحو خلاص كل نفس ولد فيه اتساعًا للفكر وحكمه روحيه فصار يعرف كيف يكسب المنشقين، يسند الضعفاء وينمي مواهب الأقوياء في الرب، إذ يقول "إذ كنت حرا من الجميع استعبدت نفسي للجميع لربح الكثيرين، فصرت لليهودي كيهودي، وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس.." (1كو19:9-22).
· سجل لنا القديس بولس قائمه مختصرة بآلامه في رسالته الثانية إلي أهل كورنثوس، فقد احتمل السجون والضربات والرجم، متاعب في الكنيسة من المبتدعين، وجوع وعطش وفي أصوام مرارا كثيرا.. هذا بخلاف الشوكة في الجسد (2كو7:12) والتي يحتمل أن تكون في عينيه.
· حسب الألم هو المناخ اللائق أو الدائرة التي في داخلها يلتقي المؤمن بمسيحه المتألم، إذ يقول "لأعرفه وقوة قيامة وشركه آلامه متشبها بموته" (في10:3).
· الآلام هبه خاصة يقدمها لمحبيه "لأنه قد وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضًا أن تتألموا لأجله" (في29:1) فالآلام نعمه من اجل المسيح، هي عطية النعمة، عطية مجانية فهي أعجب من قوة القيامة من الأموات أو صنع المعجزات.
· حسب الآلام قوه لتحقيق رسالة الإنجيل وليست عائقا إذ يقول: "أموري قد آلت أكثر إلي تقدم الإنجيل حتى أن وثقي صارت ظاهره في المسيح في كل دار الولاية وفي باقي الأماكن أجمع" (في13،12:1).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-maximos-samuel/st-paul/section2-character.html
تقصير الرابط:
tak.la/k4dz8b8