St-Takla.org  >   books  >   fr-dawood-lamey  >   service
 
St-Takla.org  >   books  >   fr-dawood-lamey  >   service

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الخدمة هي الحل - القمص داود لمعي

8- الارتداد

 

لم يكن "حبيب" متدينًا أبدًا، تربى في بيت لا يعرف للكنيسة طريقًا، وانشغل مع الشباب بالسينما والمخدرات، وتخَّرج حبيب من كلية التجارة، وعمل في شركة، وارتبط عاطفيًا بزميلة، لكنها كانت غير مسيحية. لم يهتم والداه بالموضوع، وتصوروا أنها عاطفة مؤقتة، وحاول صديقه من الكلية "مينا" أن ينبهه، إلا أنه لم يكن يسمع له، بل كان يرى مينا "مِدَرْوِش"!

ووقع "حبيب" في الخطية، ومن خطية إلى خطية، وبدأ موضوعه مع زميلته يُعرف، وأصرَّت أن يتقدم لخطبتها، وبالتالي لا بُد أن يترك دينه! وخاف حبيب، وتردد، إلا أن الضغط عليه كان قويًا، ما بين تهديد وما بين دلع! وحدث المحظور، وباع حبيب المسيح! وتزوج خارج الكنيسة! وحزن والداه عليه! وأحسا بذنبيهما أنهما لم يغرساه في الكنيسة ولم ينتبها إلى بُعده عن الاعتراف والتناول. وانقطعت الصلة بينه وبين والديه وأخته، وسافر إلى بلاد عربية للعمل، ولكن الله بترتيبه لم يعطيه نسلًا.

St-Takla.org Image: Fallback, risks, heading backwards صورة في موقع الأنبا تكلا: ارتداد، مخاطر الرجوع إلى الوراء

St-Takla.org Image: Fallback, risks, heading backwards

صورة في موقع الأنبا تكلا: ارتداد، مخاطر الرجوع إلى الوراء

وتمرَّرَت حياة حبيب، وانتهت العاطفة وفاجأته الحقيقة! كان لا بُد له أن يتنازل عن كل شيء، عن عاداته وتربيته، ولغته، وأصدقاءه، وأهله، وطبعًا الكنيسة! واكتشف حبيب أنه خسر كل شيء، وتفاقمت المشاكل بين حبيب وزوجته وتركها، لكنه لم يستطع العودة إلى مصر، كان خائفًا، وكان حيرانًا.

وظل يعمل وحيدًا لا دين له، سنوات طويلة. ولكن الله الحنان لم يتركه، وأرسل له مينا، فقابله بعد سنوات في عمل مشترك ولم يتردد مينا من أن يسأله عن أخباره، وبكى حبيب بكل حرقة، واعترف بخسارته وكان سؤاله: "هل هناك حل؟".

وسارع مينا بتشجيعه، وأرسل لأبوه الروحي في مصر، الذي لم يكف عن ذكره في كل قداس، ليخبره بالأخبار المفرحة. ورجع حبيب إلى مصر بعد سنوات طويلة، وعاد إلى أبوه وأمه التي تعلمت أن تصلي بدموع لعلها تنقذ ابنها. وإرتمى حبيب في حضن أبونا الذي أكد له الغفران بالتوبة، وتجنب حبيب أن يراه أحد من المعارف القدامى، ولكن أبونا سمح له بالتناول بعد فترة، وظل حبيب وحيدًا نادمًا.

لم يعد حبيب صغيرًا. لم يكن محتاج لعمل فقد عمل كثيرًا وكسب كثيرًا. انتهت كل علاقته بالماضي المظلم، ولكن لم تكن هناك قيمة لحياته بعد، حتى سأل أبونا مرة: "هو أنا ممكن أخدم زيكم"؟ "طبعًا ممكن يا ابني، إنت خلاص رجعت وبتصلي وتصوم وتقرأ في الإنجيل وتتناول". "أنا فعلًا مش باعمل حاجه غير كده، بس نفسي أقدم حاجة لربنا كنوع من الاعتذار. أنا قدمت فلوس كثيرة لكنائس فقيرة لكن مش حاسس إن ده اللي نفسي أعمله".

"تعال يا ابني إنزل خدمة في القرى الفقيرة، بعيد عن أي معارف، الحصاد كثير والفعلة قليلون" (مت 9: 37)، (لو 10: 2) (اضغط على الرابط السابق هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لقراءة الأصحاح كاملًا). وانطلق حبيب لخدمة القرى الفقيرة، ودخل وسط الناس، وأحب الناس واشترى بيتًا وسط الفقراء وعاش وسطهم، يُعلم ويخدم ويواسي المحتاجين ويفتقد الكل، ولم يعرف أحد سره. وحاول أهل القرية أكثر من مرة أن يزكونه ليقبل الكهنوت، وكان يبتسم ابتسامة حزينة ويقول لهم:

"كويس قوي إن ربنا قبلني أخدمه،

ده كده عز قوي، بس صلوا لي نكملها على خير".


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-dawood-lamey/service/apostasy.html

تقصير الرابط:
tak.la/5avvknn