كثيرًا ما يعترض البعض كأننا نفسر الكتاب المقدس كما يحلو لنا، وبسبب اختلاف عقائد بعض الطوائف يرى البعض أن كل واحد يفسر حسب هواه، ويتمشى هذا مع بعض المتشككين إذ يقولون أن الحقيقة ضائعة تائهة بين أصحاب المذاهب والطوائف!
ولكن هذا الكلام يتغافل عن عدة حقائق ثابتة يجب الرجوع إليها:
أولًا:
في الخمسة قرون الأولى للمسيحيين، كان هناك شبه إجماع في كل العالم على العقائد المسيحية ولم يكن هناك أية طوائف، بمعنى أن العالم عاش قرابة 450 سنة لم يكن هناك أي اختلاف في التفسير للكتب المقدسة أو في المعنى الذي قصده الروح القدس من كل آية.
ثانيًا:
المعنى البسيط الواضح لأغلب الآيات هو المعنى المقبول عند الكنيسة الأرثوذكسية، وإذا كان هناك أي غموض في قليل من الآيات أو الأجزاء، فإنها تُفهم بالرجوع إلى أجزاء أخرى وشواهد ومواقف كتابية مشابهة رجوعًا إلى المبدأ، أنه لا تعارض في أي من معاني الكتاب أو مواقف الله تجاه البشر.
ثالثًا:
ما زال قانون الإيمان النيقاوي أو الأثناسيوسي الذي وضعه أثناسيوس الرسولي وأكمله كيرلس الكبير -آباء الإسكندرية الأوائل- هو المرجع العقيدي الثابت المقبول عند كل الطوائف المسيحية تقريبًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وهذا يمثل حجر أساس الإيمان المسيحي، وقاعدة لتفسير الكتب المقدسة.
رابعًا:
التفسير الأرثوذكسي للكتاب المقدس يعتمد تمامًا على فهم الآباء القديسين الأوائل المُعترف بهم، وذلك حتى لا تكون هناك فرصة للتحريف أو التأويل أو تغيير المعاني المقصودة، وأقوال الآباء موثقة وتملأ المتاحف والمكتبات العامة ولا يعسر على أحد أن يرجع إليها ليستقي منها التفسير السليم لكل سطر في الكتاب المقدس.
خامسًا:
تكمن مشكلة التفسير في محاولة البعض تأويل كلمات الكتاب المقدس محمولين على أفكارهم الخاصة، التي سبق اقتناعهم بها لأغراض خاصة أو بسبب تعاليم غريبة غير مُسلمَّة من الكنيسة والآباء.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-dawood-lamey/how/bible-interpretation.html
تقصير الرابط:
tak.la/xmcx7fz