- ولد وهيب عطا الله جرجس(10) من أسرة تقية تعرف الله، كان والده يعمل صرافًا بأدفو، وكان رجل روحاني يمارس الصوم والصلاة والعبادة بالمزامير، وكان له شفافيه روحية على درجة عالية، فكان يرى كثيرًا من الرؤى والأحلام وكانت تتحقق جميعها.
- كان عطا الله هو القدوة والمثل الطيب لأبنه وهيب وكان يحكى له عن السماء وحكايات من الكتاب المقدس بعهديه، وكان رجل روحانى، وكان الله يصنع على يديه معجزات شفاء وطرد أرواح شريرة، وكان هذا الشبل من ذاك الأسد، أما والدته تفيده فكانت سيدة فاضلة تحب الله، وتحب الكنيسة جدًا، وتداوم على حضور القداسات وبيدها أولادها، وكان له الفضل في غرس حب الكنيسة بكل ما فيها في قلب وهيب وهو صغير، فنشأ وهيب مرتبطًا بالكنيسة وليتورجياتها ومتعلمًا في فصول مدارس الأحد بها، يسمع ويناقش ويتحاور للفائدة والإفادة.
- كان ميلاد الطفل وهيب في 13/10/1919 وكانت أمه قد رأت رؤية بخصوص أن الرب قد اختاره بعد كبره.
- ترعرع الفتى عطا الله داخل أحضان الكنيسة وكان متفوقًا دراسيًا وبعد حصوله على البكالوريا سنة 1926 م ذهب لدخول الكلية الإكليريكية رغم انتقادات أقاربه لأمه لأنه كان متفوقًا وكانوا يريدون دخوله كلية الطب، ولكنه فضل الإكليريكية عن ذلك في عام 1936.
- ارتبط الإكليريكى وهيب عطا الله بكنيسة مارجرجس بجزيرة بدان، حيث أخذ القمص جرجس بطرس أبًا روحيًا ومرشدًا للاعتراف ولكن خدم في مدارس الأحد بكنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا.
- بدأ الخدمة في كنيسة أنبا أنطونيوس بشبرا في أطفال ما بين الثامنة والثانية عشر سنة وقد ارتبط بهذا الفل لمدة سبع سنوات متصلة، وفى خدمته لهذا الفصل تطور الاجتماع واحتاجوا ليوم آخر، فصار لهم اجتماع ثان يوم الأثنين لشرح عقائد الإيمان السليم وكان يبعث برسائل تشجيع وتقوية لأولاده كما كان يفعل القديس بولس الرسول.
- دعى للكهنوت كثيرًا بعد تخرجه من الكلية الإكليريكية لكنه رفض جميعها لإشتياقه للرهبنة.
- عمل بعد ذلك كمدرس للدين المسيحى وكان بالاتفاق مع القمص جرجس بطرس وكذلك خدم في مدارس جمعية الإيمان القبطية بشبرا.
- بعد حصول الأستاذ وهيب عطا الله على الليسانس قسم الفلسفة من كلية الآداب لبى دعوة الأرشيدياكون حبيب جرجس ليكون ضمن هيئة التدريس بالكلية الإكليريكية عام 1944 م.
- عمل معيدًا بالكلية الإكليريكية واندفع يضيف مواد جديدة ويسكب عصارة علمه وحياته وخبراته الروحية لهذه الكلية لطلبتها.
- في عام 1945 تم على يديه افتتاح القسم المسائي الجامعي، وفى سنه 1951 اختاره الأرشيدياكون حبيب جرجس ليكون وكيلًا للكلية الأكليريكية.
- سافر الأستاذ وهيب عطا الله إلى انجلترا في 16 مايو 1952 للدراسة والحصول على الدكتوراه بعد أن أرسل الأستاذ الدكتور عزيز سوريال عطية مذكرة تعزيز للمجلس الملى العام بشأن بعثته هذه.
- حصل الأستاذ الدكتور وهيب عطا الله جرجس على الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى في 7 يوليو 1955 وعاد من لندن بها.
- تأصلت أواصر المحبة بين وهيب عطا الله، ونظير جيد وطلب الأول من الأرشيدياكون حبيب جرجس تعيين نظير جيد في الإكليريكية.
- لقد أعلن لأسرته وهو في سن الرابعة عشر أنه سيذهب في دير المحرق ولم يكن قد زار أى ديرًا في ذلك الوقت ولكن تعبيرًا عن اشتياقاته الداخلية وعمق روحياته. وبعد أن سيم أرشيدياكون أرسله قداسة البابا كيرلس السادس إلى الدير المحرق.
- عاش في الدير بعد أن ترهب باسم الراهب باخوم المحرقي في محبة كاملة بينه وبين الجميع وذلك في سبتمبر 1962.
- كانت الأحداث سريعة ومتلاحقة في ذلك الوقت، ففى الوقت الذى ترهب فيه الراهب باخوم المحرقي في 16/9/1962 تمت سيامة القس أنطونيوس السرياني أسقفًا على الكلية الإكليريكية والمعاهد الدينية في 30/9/1962 باسم الأنبا شنودة.
- سعى جاهدًا صاحب النيافة الأنبا شنوده أسقف الكلية الإكليريكية والمعاهد الدينية (البابا شنوده) بمحاولات وطرق كثيرة حتى عاد الراهب باخوم المحرقي إلى الكلية الإكليريكية للتدريس فيها من جديد، بعد أن أحدث نهضة فكرية رهبانية بالدير وحث كثير من الآباء على القراءة والدراسة والإضطلاع، وكان ذلك في 25/10/1962م.
- في نوفمبر 1962 اختاره البابا كيرلس السادس أن يكون سكرتيرًا له هو والراهب بولس شحاته المحرقى وقد قوبل القرار بالفرح والترحاب.
- بعد فترة قليلة تمت ترقية الراهبين إلى درجة القسيسية ثم بعدها بقليل انتقلا من القسيسية إلى القمصية.
- في 27 ديسمبر 1963 أصدر الأنبا شنوده أسقف الإكليريكية قرارًا بتعينه وكيلا عن الإكليريكية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.
- بعد أن تمت تزكيته من عدة ايبارشيات (ديروط – المنوفية – منفلوط – قنا) وقع اختيار البابا كيرلس السادس على أن تتم رسامته أسقفًا للبحث العلمى والدراسات اللاهوتية وكان ذلك في 10 مايو 1967 م باسم الأنبا غريغوريوس بيد صاحب القداسة البابا كيرلس السادس.
- ومنذ هذا الوقت أصبح الأنبا غريغوريوس علامة فارقة في التاريخ والبحث والعلم وقد ترك لنا كثيرا من الكتب في كافة لمجالات ومئات العظات التى سيرجع إليها الكثيرين المهتمين بالشأن الكنسى... فكان هذا الشاب من خريجى مدارس الأحد الذى خدم بها ثم ذهب للدير فأحدث نهضة فكرية بين أخوته ثم عاد إلى الإكليريكية مرة أخرى ليستكمل مسيرة عطائه التى كللت بسيامته أسقفًا على البحث العلمى والمعاهد اللاهوتية حتى يوم نياحته.
_____
(10) السيرة الذاتية للمتنيح الأنبا غريغوريوس – الإكليريكى منير عطية شحاته – جمعية الأنبا غريغوريوس – رمسيس سنه 2011 (مقتطفات من كل الكُتاب).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/shrrnc6