[إن المسلمين والأقباط شعب واحد مرتبط بالوطن والعادات والأخلاق وأسباب المعاش ولا يمكن التفريق بينهما] (مصطفى كامل سنة 1897 م) (17).
- يقول دكتور وحيد رأفت وكيل حزب الوفد في تقديم كتاب الأقباط وطنية وتاريخ [لم يكن الإختلاف في الدين يومًا حائلًا دون تلاحم عنصري الأمة وتعايشهما في حب وسلام، ومن دلائل ذلك أن هناك كنائس بناها مسلمون ومساجد بناها مسيحيون عبر التاريخ، وأن كثيرين من حكام المسلمين كانوا يرصدون الهبات والأوقاف على كنائس الأقباط وأديرتهم، ويعنون عناية خاصة ببنائها وترميمها.
- وأقباط مصر حسب تقارير علماء الأجناس - هم السلالة المتبقية لأجدادنا الفراعنة -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- وإذا كان هناك شعب حافظ على أصوله فإنما هو الشعب القبطي سليل أولئك الفراعنة، وهم ليسوا دخلاء على هذا الوطن الذي نعيش فيه بل هم حُراسه وحُماته الأول وأجداده وآباؤه وأبناؤه وأحفاده إلى يومنا هذا، فليس اظلم من التفرقة على أساس الدين من بين المصري المسلم والمصري المسيحي، فالكل من أديم هذا الوطن، والكل يؤمن بالتوحيد ويعبد نفس الرب ضابط الكون وخالق السماء والأرض وما بينهما، رب موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
- ويستكمل كلامه عن تاريخ وطنية الأقباط وحمايتهم لبلدهم مصر وصدهم لكل الأعداء وعدم انحيازهم لأي مستعمر أجنبى حاول أن يأخذهم درعًا يحتمى به تحت مسمى مسيحي عربي فيقول [لقد حاول الإحتلال البريطانى في أواخر القرن الماضى (18) وأوائل القرن الحالى (19) بذر بذور الفرقة بين عنصرى الأمة بطريق الدس الرخيص لاسيما في عهدى اللورد كرومر وخلفه السير حورست، عملًا بالمبدأ الشهير [فرق تسد] وشبت بين الطائفتين معارك كلامية حادة على صفحات الصحف الإسلامية والمسيحية في الفترة ما بين 1908، 1911م، وعمت الجو سحابة قاتمة السواد وأسهم في إشعال نار هذه الفتنة بشكل ملحوظ المرحوم عبد العزيز جاويش بدءًا بمقاله الشهير (الإسلام غريب في بلاده). مما دفع بعض الأخوة الأقباط إلى عقد المؤتمر القبطي في عام 1911م بمناسبة اغتيال رئيس النظار بطرس غالى باشا، وقابل ذلك عقد المؤتمر الإسلامي في نفس السنة، وأنقذت البلاد من هذه الفتنة الطائفية اندلاع ثورة 1919 الوطنية، فالتحمت الطائفتان، و أصبح المصريون جميعًا رجلًا واحدًا، و قلبًا واحدًا، وإئتلف القرآن مع الإنجيل، وتعانق الشيخ والقسيس في سبيل الكفاح الوطنى ضد الإحتلال الأجنبى، وشاهدت البلاد لأول مرة منذ تاريخ الثورة العرابية، رجال الدين المسيحي أمثال القمص سرجيوس والقمص بولس غبريال يعتلون منابر الجامع الأزهر وجامع ابن طولون ويخطبون ضد المحتل البريطانى وكذلك المشايخ المسلمين من أمثال الشيخ مصطفى القاياتى والشيخ الزنكلونى والشيخ عبد اللطيف دراز والشيخ محمد أبو العيون يخطبون في كنيسة مارجرجس وحارة الروم، وكان المتظاهرون في ثورة 19 من مسلمين ومسيحيين يرفعون الأعلام الوطنية وقد رسم عليها الهلال يعانق الصليب مؤكدين بذلك أن مصر لا تعرف مسلمًا وقبطيًا وإنما الكل (عندها سواء) من أبنائها المخلصين] (18).
- ويستكمل الكاتب حديثه الشيق والأمين والمحايد دون الإنحياز لطرف دون الأخر بقوله: [وتجلت هذه الصورة المشرقة أثناء الوزارات الوفدية التي حرصت دائمًا على أن تضمن تشكيلاتها اثنين من الشخصيات القبطية البارزة ولكل من الزعيم سعد زغلول باشا وخليفته مصطفى النحاس باشا أقوال مأثورة في هذا الصدد من منطلق [أن رصاص الإنجليز لم يفرق في سنوات الكفاح من أجل الحرية والإستقلال بين مصري مسلم ومصري قبطي، فلا مجال للتمييز بينهما في سنوات الحكم وجنى الثمار].. ولقد كانت مقالات المجاهد الوطنى الكبير سينوت حنا تتميز بالعنوان الشهير [الوطنية ديننا والإستقلال حياتنا]. وقد عرض سينوت حنا حياته للخطر إنقاذًا لحياة زعيمه وصديقة مصطفى النحاس وبقيت قصته رمزًا حيًا على الشجاعة والمروءة والوطنية والتلاحم بين أبناء مصر الذين اتخذوا شعارهم [الدين لله والوطن للجميع] (19).
- واستكمالًا لسرد تاريخ الأقباط الوطنى من العصور الأولى حتى العصر الحديث المعاصر يقول: [ولعله من أروع ما سجله التاريخ المصري المعاصر من مشاهد الوطنية بعد أحداث الثورة العرابية في عام 1881 م والثورة الوطنية في عام 1919م وإنصهار المصريين جميعًا إنصهارًا كاملًا في بوتقتهما ذلك البيان التاريخى المشترك للأمام الأكبر الشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر وغبطة البابا كيرلس السادس إلى العالم اجمع إحتجاجًا على ما ارتكبته إسرائيل في حرب الأيام الستة وبعدها مباشرة من عدوان على البلاد العربية وعلى القدس خاصة وفيها مقدسات المسلمين والمسيحيين.
- ثم شهد جيش مصر الباسل وهو يقتحم الموانع والمواقع في حرب أكتوبر/رمضان المجيدة عام 1973 م. فيسقط شهداؤه ومنهم المسلم والمسيحي ممن امتزجت دماؤهم فدية للوطن الواحد] (20).
_____
(17)) الأقباط وطنية وتاريخ – القمص بولس باسيلى –القاهرة – طبعة أولى – صـ 6.
(18) الأقباط وطنية وتاريخ – مرجع سابق صـ 6.
(19) الأقباط وطنية وتاريخ – مرجع سابق صـ 8.
(20) الأقباط وطنية وتاريخ – مرجع سابق صـ 11.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/patriotic-copts/history.html
تقصير الرابط:
tak.la/qzzc768