St-Takla.org  >   books  >   fr-botros-elbaramosy  >   ebooks  >   patriotic-copts
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الأقباط: وطنية وتسامح ديني عبر العصور - الراهب القمص بطرس البراموسي

14- الأقباط والصليبيين

 

St-Takla.org Image: A crusader - Great Men and Famous Women, Volume 1, edited by Charles Francis Horne, 1894. صورة في موقع الأنبا تكلا: أحد الصليبيين - من كتاب رجال عظماء ونساء مشاهير 1، تشارلز فرانسيس هورن، 1894.

St-Takla.org Image: A crusader - Great Men and Famous Women, Volume 1, edited by Charles Francis Horne, 1894.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أحد الصليبيين - من كتاب رجال عظماء ونساء مشاهير 1، تشارلز فرانسيس هورن، 1894.

(أ) الأقباط والصليبيين:

تستمر الوحدة الوطنية صلبة راسخة في كل الظروف والأوقات بين الأقباط والمسلمين. ففى مواجهة الصليبيين اتخذ الأقباط موقفًا حاسمًا. فقد كان الصليبيون صورة جديدة للإرتباط بين الدين والسياسة والإستعمار. وكانوا التجسيد المادى للنظره الغربية السائدة في عهدهم نحو الدين، وهي نظره تخالف تماما مفهوم الدين لدى أقباط مصر التي تفصل تمامًا بين السلطة الزمنية والسلطة الدينية.

- ولقد أعرض الأقباط عن النظر إلى الغزاة على أنهم مسيحيون يربطهم بهم إيمان واحد. حتى أنه بلغ من شدة غيظ الصليبيين لعدم مساعدة الأقباط لهم، أن أصدروا قانونًا يمنع أقباط مصر من زيارة القبر المقدس(35) بدعوى أنهم ملحدون. وإذا كان الأقباط قد وقفوا في البداية موقفًا سلبيًا من هذه الحروب، وذلك بعدم تقديم العون للصليبيين ما دامت حكوماتهم الوطنية لم تشترك فيها، فأنهم هبوا للدفاع عن بلادهم حينما أصبحت هذه الحروب خطرًا مباشرًا -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- وتمكنوا من صد الأجنبى الدخيل مع أخوانهم المسلمين. بل أن المستشرقة الإنجليزية مسز بوتشر تعترف في كتابها "قصة الكنيسة في مصر" بأن الأقباط فرحوا بإنهزام الصليبيين فرحا لا يوصف لأنهم وجدوا أن معاملة المسلمين لهم أفضل من معاملة أولئك" وأنه لما رأى الملك الكامل منهم ذلك ركن إليهم وقربهم مقامهم وعمل على ما فيه راحتهم. يدل على ذلك أن أحد الأمراء قبض على بعض الرهبان وسلبهم مبلغًا من المال بحجة أنهم تأخروا في دفع الجزية السنوية وكان هذا المبلغ هو كل ما يملكه الرهبان، فشكوه للملك الكامل، فنظر إلى دعواهم وأمر بإرجاع المال إليهم.

- وفى هذه الحروب التي كان ظاهرها الدين، وباطنها الدنيا والرغبة في السيطرة، لم يتحرك من أجلها الأقباط في مصر. وعمومًا لم نسمع بثورة للقبط في ذلك الوقت، ولا سمعنا أن الصليبيين تواطئوا معهم ضد الحكومة الإسلامية، كما تواطئوا مع ذيول الدولة الفاطمية في مصر في بداية الحكم الأيوبى. وإجتاز الأقباط ذلك الإختبار الصعب في مواجهة غزاة ينتمون إلى ذات دينهم ويرفعون الصليب مرددين شعارات حماية الأماكن المقدسة والدفاع عن الأقليات المسيحية في الشرق. اجتازوا ذلك الموقف الدقيق الذي وجدوا أنفسهم فيه معتصمين بوطنيتهم وارتباطهم بالأرض المصرية قبل كل شئ وفوق كل شئ(36).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(35) تاريخ الكنيسة القبطية – الشماس منسى يوحنا – ط 1 – سنة 1924 – صـ 542.

(36) الأقباط في الحياة السياسية المصرية – مرجع سابق صـ 20.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/patriotic-copts/crusaders.html

تقصير الرابط:
tak.la/3r8t63r