St-Takla.org  >   books  >   fr-botros-elbaramosy  >   ebooks  >   pastoral-work
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب مختصر تاريخ الآباء البطاركة الرعوي - الراهب القمص بطرس البراموسي

31- العمل الرعوي في حياة البابا كيرلس السادس 116

 

 البابا كيرلس السادس رقم 116

بدأ البابا كيرلس السادس رجل الصلاة والمعجزات بتطوير الكنيسة وإخراجها من العصور الوسطى بعدة إجراءات هادئة وأهمها

* 1.رسامة أساقفة أكفاء.

2. إهتم البابا كيرلس بإختيار كفاءات من الرهبان الجامعيين ليصبحوا اساقفة.

3.شجع الشباب المثقف الحاصلين على مؤهلات جامعيه أو أعلى منها ومن خدام مدارس الأحد وأولاده على الرهبنة في دير مار مينا، وقد أقام رهبانًا منهم في دير الأنبا صموئيل ولكن لظروف خاصة ذهب بعضهم إلى دير السريان والبعض الآخر إلي دير البراموس.

4. سجل بقلمه تأثير الجهل وعدم الثقافة على ضعف الرهبنة، وقد شعر بالفرح الشديد عندما أرشد الرب يسوع المتنيح البابا يؤنس الـ19 في إنشاء المدرسة اللاهوتية للرهبان بحلوان وقد أقام ميخائيل مينا رئيسًا لها
وعندما كان البابا كيرلس كاهنًا بإسم أبونا مينا المتوحد كتب رسالة إلى المجلس الملى يطالبهم بأن يعملوا لصالح الكنيسة بإرسال سبعة رهبان إلى البعثات اللاهوتية في اليونان بدلًا من أرسال راهب واحد

5.ولم يكن البابا كيرلس يشجع الجيل الجديد على الرهبنة والإنخراط في الخدمات الكنسية للشعب القبطى المختلفة وإنما كان يتابعهم كأولادًا صغارًا يحتاجون إلى الخبرة والروحانية وكان يكتب لهم الرسائل ويتابع مراسلاتهم بالرغم من بعده عنهم وكان من خلالها يدربهم ويعلمهم على حياة الرهبنة التي سلك كل دروبها وطرقها العديدة من قبل وكان يؤسس تعليمه على تعاليم الأباء الأولين القديسين وكان دائمًا موجود عندما يسألونه عن إختباراته الروحية ويرشدهم ويسجل كلماته لهم عبر الرسائل، وكان يشعر أنه مسئولًا عنهم، ويسعى لإعدادهم بصورة أصلية وعميقة وكان واسع الأفق حينما جهزهم لمستقبل خدمة الشعب القبطى.. فإختار من بينهم ليكونوا في سكرتاريته، كما أقام أساقفة منهم ليقودوا العمل الرعوى الذي تفتقر إليه كنيسة الرب ولما كان الإختيار لأكثر الكفاءات والأكثر روحانية فقد كانت الثمار هي الريادة والصحوة الكبرى.

* 6..بدأ البابا كيرلس السادس زياراته الرعوية بالأسكندرية في 25 مايو 1959 م - فقام بزيارة جميع الكنائس وكان يطمئن على احوالها والتعرف على إحتياجاتها، وقام ايضًا أثناء وجوده بالقاهرة بزياره كنائسها.. 
أما بالنسبة للإيبارشيات فقد زار: السويس الشرقية - الدقهلية - الغربية - المنوفية - الجيزة - القليوبية - بنى سويف - المنيا - أسيوط.. وأقام الصلوات والقداسات الإلهية في كنائس الإيبارشيات مع الأباء المطارنة والأساقفة وكانت أجراس الكنائس تدق بوصوله وكانت رناتها تعلن في كل كنيسة عن العهد الجديد.
وعندما كان يعلم الأقباط بزيارة باباه كانت الجموع تتدفق وتزدحم على محطات السكك الحديدية لإستقبال قداسته بالفرح والتهليل والتراتيل. 

* 7. لأول مرة في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يتم إنشاء أسقفيات على فكرة عامة مثل التعليم والخدمات وبهذا كان التغيير الذي نشهده الآن ونذكر من هؤلاء الأساقفة الأجلاء:-
المتنيح الأنبا باسيليوس مطران القدس، المتنيح الأنبا اثناسيوس مطران بنى سويف، وسيم الأنبا شنودة أسقف التعليم في 30 سبتمبر 1962م (أصبح قداسة البابا شنودة الثالث فيما بعد)، وسيم المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة (تنيح في حادث المنصة عند إغتيال السادات وقد أغتاله اعضاء العصابة الإسلامية الجهاد في حادث المنصة الشهير)، الأنبا دوماديوس مطران الجيزة. المتنيح العلامة الأنبا أغريغوريوس أسقف البحث العلمى والدراسات العليا في 15 مايو 1967 م، المتنيح الأنبا أندراوس أسقف دمياط ودير القديسة دميانة، المتنيح الأنبا اغابيوس أسقف ديروط وصنبو وقسقام.
وفي عهده قامت أسقفية الخدمات والأنبا صموئيل بالخروج إلى العالم وبأنشطة داخلية لم يحدث لها مثيل من قبل ورتبت خدمات القرى، وانشأت منشآت المعاهد في منطقة مصر القديمة وعزبة النخل لتعليم الصغار الحِرف وغيرها من المهن اليدوية للعائلات الفقيرة.
وقال البابا شنودة عن الفكر التقدمى للبابا كيرلس السادس: ".. كان البابا كيرلس السادس يعمل حسابًا قبل أي قرارًا يتخذه للمطارنة والأساقفة الذين يرفضون التجديد - ولكن في سبتمبر 1962 م تغير هذا الموقف من جانب الأنبا كيرلس الذي لم يكن يرسم أساقفة من أبنائة (يقصد تلاميذه في الرهبنة) بعد.. فأقدم على رسامة ثلاثة أحدهم على إيبارشية بنى سويف، والثانى للخدمات العامة، وكنت الثالث للتعليم، وكانت هذه المرة الأولى التي يرسم فيها أساقفة بلا إيبارشيات، وكانت رسامة أساقفة عموميين متفرغين للخدمات والتعليم أمراُ جديدًا وهم بمثابة سكرتارية للبابا بدرجة أسقف، ولا شك أن رسامة أساقفة عموميين مبدأ ناجح وكذلك تقسيم الإيبارشيات مبدأ ناجح أيضًا.
ولم يقتصر البابا كيرلس السادس على إنشاء أسقفيات مبنية على أفكار أو تقسيم إيبارشيات ذات مساحات كبيرة قد تضم محافظتين مثل إيبارشيتى الجيزة والقليوبية وإيبارشية الدقهلية ودمياط إلا أنه أنشأ ايضًا إيبارشية جديدة في حلوان، كما قام البابا كيرلس السادس بسيامة بعض الكهنة الذين أعطوا دفعات كبيرة في الخدمة مثل سيامة المتنيح القمص بيشوى كامل على كنيسة مار جرجس باسبورتنج، ومعه القمص قسطنطين نجيب على كنيسة مار جرجس بباكوس يوم 2 ديسمبر 1959م وذلك بيد المتنيح الأنبا بنيامين مطران المنوفية.

St-Takla.org Image: Pope Cyril VI in Ethiopia, with some Ethiopians. صورة في موقع الأنبا تكلا: قداسة البابا كيرلس السادس في إثيوبيا مع بعض الأحباش.

St-Takla.org Image: Pope Cyril VI in Ethiopia, with some Ethiopians.

صورة في موقع الأنبا تكلا: قداسة البابا كيرلس السادس في إثيوبيا مع بعض الأحباش.

وبعد اربعة أيام أي في يوم 6 ديسمبر 1959م كانت سيامة القمص ميخائيل داود على كنيسة العذراء بروض الفرج – شبرا.

← انظر أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: قسم تاريخ البطاركة.

* 8.خدمات للصلاة في الكفور والنجوع،إهتم البابا كيرلس السادس بالمناطق البعيدة عن أماكن الكنائس والتى تحتاج إلى رعاية متميزة ومتواصلة وفي مقدمتها خدمة "المذابح المتنقلة" وبهذه الخدمة إستطاع الألوف من الاقباط من سكان المناطق البعيدة والنائية أن يحضروا القداسات والصلوات والتناول من الأسرار المقدس.

* 9.البابا كيرلس أنشأ مكتبًا للخدمات الإجتماعية وعهد برئاسته إلى القمص ميخائيل الإبن البكر للقمص داود مرقس صديقه الوفى، وفي صيف سنة 1962 م ذهب القمص ميخائيل مندوبًا عن الكنيسة القبطية إلى مدينة " بوسى ليحضر مؤتمرًا للخدمة الإجتماعية حيث تناقش المجتمعون: في أن الخدمة يجب أن تشمل الجميع بلا تفرقة بين جنس ودين ولون، وحال إنتهائه، وبعد الإنتهاء من هذا المؤتمر ذهب إلى باريس ليحضر مؤتمر " التعاون بين الرجل والمرأة " وتداول المجتمعون الحديث عن الأسرة المثالية والتشريعات الأسرية المعمول بها في مختلف الدول.. وهل تتفق وكيان الأسرة وموقف الكنيسة من تحديد النسل، وقد خرجوا بقرار هو أن الرب يستهدف الخصوبة الروحية للأسرة في المقام الأول.
وقامت أسقفية الخدمات في عهده بخدمة الدياكونية في القرى المحرومة والفئات المهمشة الذين لم يكن لهم احد ليذكرهم، وقامت لاحقًا هذه الأسقفية بإضافة خدمات للأحياء الشعبية الفقيرة وقدمت برامج التنمية المختلفة وركزت هذه البرامج على رفع عدد العاملين بهذه الأسر ومن هذه الأنشطة: مراكز تنمية الفتاة - محو الأمية - فتح مستوصفات طبية - التدريب المهنى - الحضانات..

* 10. ولأول مرة في تاريخ الكنيسة يؤسس البابا كيرلس السادس أسقفيات على فكرة وليست على أيبروشية لها شعب، وقد باغت القبط بهذه المفاجأة أذهلتهم وأفرحتهم، ففى عصر السبت 29 سبتمبر 1962م وقف أمامه الراهبان مكارى وانطونيوس (من دير السيدة العذراء - السريان) بناء على طلبه، وكانت المفاجأة إذ فوجئ كلاهما والحاضرين بوضع يد البابا الوقور يده على رأس كل منهما بالتتالى وبترديد الصلوات الخاصة بإلباسهما الأسكيم المقدس تمهيدًا لرسامتهما أساقفة تبعًا للتقليد الكنسى القبطى، وفي صباح اليوم التالى في حفل الرسامة كانت المفاجأة الثانية وهى رسامتها أساقفة في حقل الخدمة، فرسم القمص مكارى أسقفًا للعلاقات العامة والخدمات الإجتماعية بإسم " الأنبا صموئيل " ورسم القمص أنطونيوس أسقفًا للإكليريكية والتربية الكنسية بإسم " الأنبا شنودة".

وإستكمالًا للتقليد الكنسى أقيم صباح الجمعة 5 أكتوبر بتقليد الأسقفين الجديدين مهام كرامتهما في مقر عملهما، وقد أناب قداسة البابا أنبا يؤنس مطران الخرطوم لتلاوة تقليد الأنبا صموئيل، وأنبا يؤنس مطران الجيزة لتلاوة تقليد الأنبا شنودة، وسار الأسقفان الجديان بصحبة المطرانيين في موكب كنسى من الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية إلى أرض الأنبا رويس، حيث أقيم في المعهد العالى للدراسات القبطية حفل الإستقبال وألقى أنبا يؤنس مطران الجيزة كلمة قال فيها: " أنه يعتبر هذا اليوم من الأيام السعيدة في كنيستنا الحبيبة، ثم عن الرسالة العليا الموضوعة على كل منهما متمنيًا للأسقفين الجديدين الإرشاد والتوفيق من الروح القدس

* 11. كان البابا كيرلس يحب المواهب ويضع حاملها في مكانه الصحيح فرأينا كيف إختار الآباء الرهبان البابا شنودة للتعليم والأنبا صموئيل للخدمات والأنبا غريغوريوس لمعهد الدراسات العليا القبطية، ويقول الأنبا غريغوريوس عن إحتضانه لهذه المواهب: " لقد شاء البابا أن يتنازل عن الوعظ لغيره من أخوته الأساقفة وأبنائه الكهنة، وكأنه بذلك يعطيهم فرصة للخدمة معه كشركائه في الخدمة الرسولية، وإعلانًا منه بأنه كأب وكراع وكرأس لن يستغنى عنهم وعن خدماتهم وجهودهم معه لبنيان الكنيسة المقدسة
أما القس يوسف أسعد صاحب الصوت الذهبى راعى كنيسة السيدة العذراء بالعمرانية (بالجيزة) فيقول عن محبة البابا كيرلس لجمع أصحاب المواهب حوله: " لو وجد إنسانًا يصلى بطريقة يحبها الناس يفرح للغاية ويقول: " هاتوه يصلى معايا، ولو وجد من يجيد الوعظ يقول: هاتوه يوعظ عندنا ويجلس ليستمع إلى العظة بإهتمام بالغ "
وأراد أن يفرح بناته بالخدمة..فكون لجنة منهن لتنظيف الهيكل وغسل الستائر والملابس الكهنوتية والإبروسفيرين واللفائف.. وعهد للبعض منهن بإفتقاد العائلات.. وبخاصة من يتغيبون عن الحضور إلى الكنيسة 

* 12. تشجيعه لأنشطة الشمامسة والأفراد الإجتماعية والدينية
تكونت جماعة شماسية بآخر مصر العتيقة تابعة لكنيسة السيدة العذراء (المعلقة) من أهدافها رعاية المغتربين من الشباب، وأرادوا أن يقيموا لهم دارًا ليجعلوهم تحت الرعاية الكنسية مباشرة، وساندتهم النعمة الإلهية فإشتروا قطعة ارض في حى الملاك القبلى، وأرادوا تشييد منزل على هذه الأرض بإسم "دار أبناء مدارس الحد بمصر القديمة " وأخذوا موعدًا من البابا وطلبوا منه التفضل بإرساء حجر الأساس، فلبى طلبهم.. فأقاموا حفلة عائلية لهذه المناسبة بعد ظهر الحد 4 برمهات سنة 1686 ش 30/3/1960م وبدأ قداسة البابا بالصلاة ثم ارسى حجر الأساس بعد أن كان وضع صندوقًا به الكتاب المقدس وعقد ملكية الأرض، ثم صلى على أبريق من الماء رش به الموضع كما رش الحاضرين فإرتفع هتافهم بمحبته لهم وللكنيسة.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/pastoral-work/popes-of-alexandria-116.html

تقصير الرابط:
tak.la/4qsq4az