St-Takla.org  >   books  >   fr-botros-elbaramosy  >   ebooks  >   pachomius-the-great
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب قراءة في حياة الأنبا باخوميوس - الراهب القمص بطرس البراموسي

4- تطبيقات عملية لبعض قوانين الرهبنة التي نظمها أنبا باخوم

 

1- معنى الرهبنة:

كان مفروضًا على طالب الرهبنه ان يعرف معنى الرهبنة:

الرهبنه هي: الصوم بمقدار، والصلاه بمداومة، وعفة الجسد وطهارة القلب وسكوت اللسان وحفظ النظر والتعب بقدر الإمكان، والزهد في كل شيىء.

وكان الأنبا باخوميوس يقول: جميع ابائنا القديسين، بجوع وعطش وحزن كثير، اكملوا سعيهم ونالوا المواعيد، ان كنت قد نذرت لله بكورية بمحبة وإشتياق فإطلبه من كل قلبك واسلك حسب وصاياه. وحينئذ يجعلك الله إبنًا له، ويباركك، ويصير بركتك نهرًا، ونهرك بحرًا، ويجعلك كبركة نازلًا، وسراجه يضيىء عليك، وتمتلىء نورًا من الإشراق الإلهي، ويعطيك الإله مجدًا مثل مجد القديسين، فتضع ثقلًا على اراكنه الظلمة، وترى قوة الله في يمينك، وتغرق فرعون وجنوده في بحر ملح وتخلص شعب من عبودية الغرباء، وتورثهم أرض الخيرات التي تفيض لبنًا وعسلًا، التي هي كمال سعيك وخروجك من هذا العالم بسلام امين.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2- النوم:

St-Takla.org Image: Saint Bakhmios the Great - ancient Coptic icon - 1609 m. (1894) صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس الأنبا باخوميوس الكبير - أيقونة قبطية أثرية من سنة 1609 للشهداء (1894 م.)

St-Takla.org Image: Saint Bakhmios the Great - ancient Coptic icon - 1609 m. (1894).

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس الأنبا باخوميوس الكبير - أيقونة قبطية أثرية من سنة 1609 للشهداء (1894 م.).

كان القديس باخوميوس يديم الصلاه بنسك زائد وسهر، واذا اراد ان يرقد، لم يكن يرقد ممتدًا، ولا على مصطبة بل كان يجلس مستندًا إلى الحائط. وكان اذا مضى إلى موضع خارج الدير مع الأخوة وإضطروا إلى المبيت كان يأمرهم (يفرض عليهم) ان يحفر كل واحد منهم لنفسه حفرة في الارض مثل مراقدهم في الدير قائلا لهم:

انه من الواجب على الإنسان الراهب ان يتعب نفسه في مرقده لكون روح الزنى يقفز على الرجل ليجربه بشده لاسيما اذا رقد منفرشًا ممتدًا براحة.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3- العمل اليدوي:

وهذا ما كان راهب أو رئيس رهبنه ليعفى منه. وعليه فلقد كان أنبا باخوميوس يشاطر رهبانه أعمالهم اليدوية. يخرج معهم إلى الحقول لمزاولة الزرع والحصاد ويحمل مؤونته بنفسه اسوة بهم.

وقيل انه مضى دفعة، وفي أمر مع الاخوة وكان ذلك الأمر يحتاج إلى ان يحمل كل واحد منهم كمية من الخبز. فقال له احد الشبان: حاشاك أن تحمل شيئًا ياأبانا. هوذا انا قد حملت كفافى وكفاك. فأجابه القديس: هذا لا يكون أبدًا. ان كان قد كتب من أجل الرب انه يليق به أن يتشبه بإخوته في كل شيىء، فكيف أميز نفسى انا الحقير عن إخوتى حتى لا احمل حملى مثلهم.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4- العقاب:

وإذا كان العقاب ضرورة لا بد منها في حياه الشركة كان يوبخ للهفوات البسيطة.

(أ‌) توبيخه أحد الرهبان عن كلام باطل.

قيل أنه في احد الأيام سمع الأب باخوميوس احد الأخوة يخاطب صبيًا قائلًا: الآن هو أوان العنب.. فإنتهره الأب قائلًا: هوذا أجساد الأنبياء الكذبة قد ماتت ولكن الأرواح التي كانت تتحارهم تطوف بين الناس تلتمس مسكنًا فيهم. وأنت الآن لماذا اعطيت للشيطان موضعًا كى يتكلم من فيك. اما سمعت الرسول قائلًا: كلمة رديئة لا يجب ان تخرج من افواهكم بل لتخرج كل كلمة صالحة لبناء الجماعة لكي تعطى السامع نعمة، الا تعلم ان الكلمة التي ظنها لا تبنى رفيقك بل تهدمه، ولماذا نطقت بها؟ الم يكتب ((نفس بنفس)) الا تعلم ان نفسك تؤخذ عوضًا عن نفسه. فإنى الآن اشهد لكم ان كل كلمة بطاله أو إستهزاء أو لعب أو مزاح أو جهل هذه كلها زنى للنفس. ولكي ابين لكم مقدار غضب الله الذي يكون على ذلك الإنسان الذي يتكلم بالكلام البطال وبكلام الإستهزاء اقول لكم المثل الآتى:

دعا رجل غنى اناسًا إلى وليمة لكي يأكلوا يوشربوا ويفرحوا وفي اثناء الوليمة قام بعض المتكئين يمزحون فكسروا الأوانى الموجودة في بيت ذلك الغنى.ترى ماذا عمل الغنى؟ إنه غضب عليهم ووبخهم قائلًا: ياعديمى الشكر، لقد دعوتكم لكي تأكلوا وتشربوا فكيف تمزحون وتكسرون الأوانى؟ هكذا يغضب الرب على اولئك الذين دعاهم لدعوته قائلًا لهم: دعوتكم لكي تتوبوا من خطاياكم وتخلصوا ولكنكم هدمتم نفوسكم ونفوس الذين جمعتهم لى ليخلصوا، بالضحك والكلام الباطل.

 

(ب‌) توبيخه لتلميذه تادرس لإستسلامه للراحة الجسدية وشكواه من ألم:

حدث بينما كان الأخوة يقومون بالحصاد وتادرس يعمل معهم وهو صائم ان شعر بإرتفاع حرارة رأسه، ومن بعد إنتهاء العمل جلس يستظل، فمر به الأب باخوميوس وقال له بوجع قلب: اتستظل ياتادرس؟! فقام تادرس بسرعة، ولما كان المساء تقدم تادرس إليه وقال: يا أبى انى أشعر بألم في رأسى بسبب ضربة الشمس. فقال له الأب: يا تادرس، ان رجلًا راهبًا يسلك طريق الكمال اذا مكث يعانى مرضًا في جسده عشرين عامًا، وهو متألم يجب الا يشكو لأحد من الناس إلا من تلك الأمراض التي لا يمكنه ان يخفيها، وهذه الأخرى أيضًا عليه أن يحتملها على قدر قوته والا يعطى نفسه راحة إلا في أمر يفوق طاقته، لأنه مكتوب ان الروح مستعدة والجسد ضعيف. هل تظن ان تقطيع الأعضاء والحريق وحده شهادة؟ لا! بل أيضًا تعب النسك والضربات التي من الشياطين والأمراض، فمن يحتمل كل ذلك بشكر فذلك هو الشهيد وإلا فما الحاجة لأن يكتب بولس الرسول: ((انى أموت كل يوم)) فإنه لم يكن يموت في الظاهر كل يوم بل كان يصبر ويحتمل ما يأتى عليه وكذلك رجال الله اليوم اذا كانوا في امراض ويخفونها عن الناس فإنهم يعتبرون شهداء أيضًا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/pachomius-the-great/laws.html

تقصير الرابط:
tak.la/6rdkkw2