* إن الفكر اللاهوتي في الفترة ما قبل نيقية كان مركزًا في تعاليم الآباء بأن السيد المسيح هو الإله المتجسد وهو أيضًا الفادي للعالم الذي آتى ليقدم الخلاص للكل..
* وأصبح هذا التعليم هو الأساس الآبائي واللاهوتي لكل العقائد التي تتعلق بالتجديد بالمعمودية..
· فهو كان بمثابة دستور العبادة في الكنيسة الأولى.
· فهو لم يكن مجرد تأكيد للآباء على لاهوت المسيح في مواجهة الهراطقة والمبتدعين بل كان هذا الإيمان يعلن في طقوس العبادة اليومية وفي احتفال المؤمنين بالعماد والعشاء الرباني (سر الافخارستيا) وفي الأعياد السنوية التي يحتفلون بها ولا سيما أهم مناسبة وهي عيد القيامة..
* وقد اخذ هذا الإيمان مكانته العظمى في الصلوات والتسابيح التي تصلى في هذه المناسبات..
* فقد كان الآباء يؤكدون على لاهوت السيد المسيح مما أدى لأن بعض المؤمنين دفعوا حياتهم ثمنًا لشهادتهم العلنية أمام الهراطقة بأن المسيح هو ابن الله.. لأنهم كانوا يرون ويؤمنون إيمانًا أكيدًا وراسخًا بأن السيد المسيح سابق الوجود (أزلي) فهو فكر الله أو عقله الناطق (اللوغوس).
* وقد قدم الآباء الرسوليين (تلاميذ الرسل) وخلفاؤهم الذين كتبوا في الفترة ما بين 70-100 م. عقيدتهم وإيمانهم في شخص السيد المسيح من جهة لاهوته وناسوته أيضًا انه الإله المتجسد بنفس أسلوب وبساطة الآباء الرسل الذين تعلموا منهم وتتلمذوا على أيديهم وشرحوا لنا إيمانهم بوضوح كما سوف نقدمه الآن:
1) لقد سجل الآباء لنا في كتابهم المعروف بالدياديكية أي "كتاب تعاليم الآباء الرسل الاثني عشر" (وهذا الكتاب كُتب حوالي سنة 100م) أن المسيح هو ابن الله الوحيد وهو الرب الذي سوف يأتي على السحاب في مجد أبيه مع ملائكته القديسين (17:6).. وكانوا يعمدون الأشخاص الذين ينضمون إلى الإيمان المسيحي على اسم الثالوث القدوس فقد ذكر في كتاب الدياديكية [وبعد أن تعلموا كل ما سبق عمدوا كما يأتي باسم الآب والابن والروح القدس بماء جار] (1:7).
2) جاء في رسالة برنابا التي كُتبت حوالي سنة (90 – 100م تقريبًا) قوله [يا إخوتي إذا كان السيد قد احتمل أن يتألم من اجل نفوسنا وهو رب المسكونة وله قال الرب لنصنعن الإنسان على صورتنا ومثالنا فكيف قبل ان يتألم على ايدى الناس، فتعلموا أن الأنبياء بالنعمة التي أعطوها من عنده تنبأوا عنه.. ولكي يبطل الموت ويبرهن القيامة من الأموات ظهر بالجسد واحتمل الآلام] (4:5-6). ويكتمل الكلام بقوله [لو لم يأت بالجسد لما استطاع البشر أن ينظروا خلاصهم. إذا كانوا لا يستطيعون أن ينظروا إلى الشمس التي هي من أعمال يديه فهل يمكنهم أن يحدقوا إليه لو كان قد جاءهم بغير الجسد. إذ كان ابن الله قد أتى بالجسد فلأنه أراد أن يضع حدًا لخطيئة أولئك الذين اضطهدوا أنبياؤه] (4:10-11).
* ويستكمل الكلام في نفس الرسالة في شرحه للتجسد بأكثر دقة وتفصيل فيقول: [للمرة الثانية يظهر يسوع لا كابن للبشر بل كابن لله ظهر بشكل جسدي وبما أنه سَيُقال أن السيد المسيح هو ابن داود فإن داود يسرع ويتنبأ قائلًا " قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى اجعل أعدائك موطئًا لقدميك " خوفًا من أن يسيء الخطاة فهم بنو المسيح.. فهل رأيتم كيف يعطيه داود اسم الرب لا اسم الابن] (12:10-11).
* وهنا نذكر ما قاله القديس اكليمنضس الروماني [الذي كان أسقفًا لروما من سنة 92 – سنة 100 م] وهو احد مساعدي القديس بولس الرسول والذي قال عنه (بولس الرسول) إكليمنضس انه جاهد معه في نشر الإنجيل (فى3:4)، كما تعرف على كثيرين من رسل المسيح واستمع إليهم،..
· ويقول أيضًا عنه القديس جيروم وأحد تلاميذ الآباء الرسوليين وحلقة الوصل بينهم وبين ما جاء بعده من آباء الكنيسة انه [رأى الرسل الطوباويين وتحدث معهم وكانت كرازتهم لا تزال تدوي في أذنيه وتقليدهم ماثل أمامه] في رسالته إلى كورنثوس حوالي سنة 96م عن لاهوت المسيح بنفس أسلوب وطريقة القديس بولس.
* نجده يتكلم عن المسيح الذي أخفى عظمته الإلهية وجاء متواضعًا فيقول [انه صولجان جلال الله، الرب يسوع المسيح لم يأت متسربلًا بجلال عظمته " كما كان في استطاعته " بل جاء متواضعًا كما تنبأ عنه الروح القدس].
* وأيضًا يكتب بنفس أسلوب وطريقة ومعنى ما كتبه القديس بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين فيقول [الذي هو بهاء مجده، صار أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث أفضل منهم. فقد كتب الصانع ملائكته أرواحًا وخدامة لهيب نار. ويقول الرب عن ابنه "أنت ابني أنا اليوم ولدتك" ويقول له أيضًا اجلس عن يميني حتى أضع أعدائك تحت قدميك] (ف36).
* وقد أشار القديس جيروم أيضًا إلى عقيدة الثالوث [الآب والابن والروح القدس] بنفس أسلوب وكتابة الآباء الرسل، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. مما يثبت ويؤكد أن عقيدة الثالوث ليست من نتاج مجمع نيقية كما يدعى البعض وان القديس أثناسيوس بالاتفاق مع الملك قسطنطين هما اللذان نادا بعقيدة الثالوث من أول مجمع نيقية ولم تكن من قبل، فيقول [أليس لنا إله واحد. ومسيح واحد. وروح نعمه واحد سكيب علينا] (ف46).
إله واحد -------------- الآب.
مسيح واحد -------------- الابن.
روح نعمة واحد -------------- الروح القدس.
* وأيضًا يقول [حي هو الله، حي هو يسوع المسيح ربنا، وحى هو الروح القدس] (ف58).
* وأيضًا يصف السيد المسيح بابن الله الوحيد والحبيب فيقول [ابنه الحبيب يسوع المسيح.. يسوع المسيح ابنك الوحيد.. انك أنت هو الله ويسوع المسيح هو ابنك] (ف59).
* ويختم رسالته بنفس أسلوب الآباء الرسل فيقول [نعمة ربنا يسوع المسيح تكون معكم ومع جميع الذين دعاهم لله في كل موضع بالمسيح الذي له ومعه المجد والكرامة والسلطان والعظمة والعرش الأبدي من جيل إلى جيل آمين].
_____
(1) هذا المقال تم نشره في كتاب "الكنيسة ما قبل مجمع نيقية - الجزء الأول"، من أعمال المؤتمر الرابع عشر للحياة الكنسية (29 يوليو - 2 أغسطس 2009 م.)، ببيت مارمرقس بأبو تلات، إصدار مجموعة الحياة الكنسية بأسقفية الشباب.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/nicea-church/pre-nicene-christ-1.html
تقصير الرابط:
tak.la/t4c8awt