St-Takla.org  >   books  >   fr-botros-elbaramosy  >   ebooks  >   isaiah-hermit
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب قراءة في فكر الأنبا إشعياء الإسقيطي - الراهب القمص بطرس البراموسي

5- العالم والهروب منه

 

ما هو العالم:

وسُئل كذلك: ما هو العالم؟

فأجاب: العالم هو فعل الخطية والانجذاب إليها؛ العالم هو تكميل أعمال مخالفة الطبيعة؛ العالم هو تكميل مشيئات الجسد؛ العالم هو الظن بأنك ستدوم في هذا الدهر؛ العالم هو الاهتمام بالجسد أكثر من النفس؛ العالم هو التفاخر بما ستتركه وتنصرف عنه.

وما أقوله ليس من عندي؛ بل هو قول يوحنا الرسول: "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم؛ إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب؛ لأن كل ما في العالم شهوة الجسد؛ وشهوة العيون؛ وتعظم المعيشة؛ وهذه ليست من الآب بل من العالم؛ والعالم يمضي وشهوته؛ أما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد ".

St-Takla.org Image: Saint Isaiah El Eskity (Asheiah AlEskity), modern Coptic icon صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس الأنبا إشعياء الإسقيطي، أيقونة قبطية حديثة

St-Takla.org Image: Saint Isaiah El Eskity (Asheiah AlEskity), modern Coptic icon

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس الأنبا إشعياء الإسقيطي، أيقونة قبطية حديثة

" أيها الأولاد لا يضلكم أحد من يفعل البر فهو بار كما أن ذاك بار؛ من يفعل الخطية فهو من إبليس لأن إبليس من البدء يخطئ " ( 1يو 3: 7، 8 ). " لأن محبة العالم عداوة لله " ( يع 4:4 ).

والرسول بطرس لكي يجعل أولاده متغربين عن عالم الخطية قال أيضًا: "أيها الأحباء أطلب إليكم كغرباء ونزلاء؛ أن تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس " ( 1 بط 2: 11 ).

وربنا المحبوب يسوع عالمًا أنه التزام على الإنسان أن يهجر عالم الخطية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. لكي يشدد خواصه قائلًا: "رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ شيء" ( يو 14: 30 )؛ وأيضًا: "العالم كله قد وضع تحت سلطان الشرير" ( 1يو 5: 19 )؛ كما قال عن خواصه: "أنا اخترتكم من العالم "؛ فمن أي عالم أختارهم؛ سوى من كل حركة وانجذاب للخطية.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الهروب من العالم لأتباع يسوع:

فمن يروم أن يصير تلميذًا ليسوع عليه أن يهرب من الأوجاع؛ لأنه إذا لم يقطعها لا يستطيع أن يكون مسكنًا لله؛ ولن يعاين عذوبة لاهوته؛ ما لم يتحول عنها.

لأن يسوع نفسه يقول: "سراج جسدك هو العين؛ فمتى كانت عينك بسيطة؛ فجسدك كله يكون في النور؛ أما إذا كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون في الظلمة".

فهو يعتبر أنه ما لم يشفى الروح من الشر؛ لا تقدر أن تعرف نور اللاهوت؛ لأن الشر يصنع حاجزًا معتمًا للروح ويجعل النفس مقفرة؛ كما هو مكتوب في الإنجيل:" ليس أحد يوقد سراجًا ويضعه تحت مكيال؛ بل يضعه على منارة؛ لكي ينظر الداخلون النور" (لو 8: 16).

فنقول أن المكيال هو طغيان هذا العالم؛ فما دامت الروح تعيش في مخافة الطبيعة؛ فمصباح اللاهوت لا يستطيع أن يضئ بداخلها؛ وحينئذ تعرف الذين في المنزل فتطرد من ينبغي طردهم؛ وتحتفظ بمن ينبغي أن يعيشوا معها في سلام.

لهذا يُعلم يسوع ذوي الأرواح المستنيرة بوصايا لاهوته قائلًا: "أقول لكم أيها السامعون: أحبوا أعدائكم؛ أحسنوا إلى مبغضيكم؛ باركوا لاعنيكم؛ صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدونكم؛ من ضربك على خدك فاعرض له الآخر أيضًا؛ ومن أخذ ردائك فلا تمنعه ثوبك أيضًا؛ وكل من سألك فأعطه؛ ومن أخذ الذي لك؛ فلا تطالبه ".

وقال هذا لمن تركوا العالم لأنَهم تجردوا من كل ما يخص هذا الدهر وصاروا متأهبين أن يتبعوا مخلصهم.

أولئك هم الذين أحبهم يسوع محبة كاملة وقال لهم: "قوموا ننطلق من ها هنا " ( يو 14: 31 )؛ فإلى أين يأخذهم لما قال لهم قوموا ننطلق من ها هنا؟ أليس أنه سيقودهم لكي يعتزلوا عن أعمال هذا الدهر؟ ويعطيهم الراحة في ملكوته؟

لذا يقول لهم مشددًا إياهم: "أنا الكرمة وأنتم الأغصان؛ أثبتوا فيَّ كما أنا فيكم؛ كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة؛ كذلك أنتم أيضًا إن لم تثبتوا فيَّ.

لقد قال هذه الأقوال للذين هجروا العالم؛ لأن الروح فيهم يسكن قلوبَهم؛ لذلك يقول: "لا أترككم يتامى إني آتي إليكم ".


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/isaiah-hermit/world.html

تقصير الرابط:
tak.la/yfnszk2