(1)"إفرحوا في الرب كل حين وأقول أيضا إفرحوا" (في 4:4). إني في شوق لأن أبدأ رسالتي من هذه النقطة، وهذا ملائم للمناسبة المبهجة التي نعلن عنها. فكيف يمكن أن يوجد إستهلال ملائم أكثر من الشىء الوحيد الذي وجدته عندما يكون هدفي الإعلان بإبتهاج عن أعمال المخلص؟ لذلك فإن رسالتي سوف تبدأ مباشرة من هذه النقطة، وسوف أتجنب تماما أي أمور أخرى تشغل الإنتباه عن هدفي الحقيقي وذلك بترك إستطرادات عشوائية بدون التحدث في قصد الرسالة بأن تقدم في الوقت المناسب ما يصلح لمساعدة السامعين لفهمها، فالوحى الإلهي يعلن أن "هناك وقت لكل شيء" (جا 3:1). [فالأمور الخلاصية التي دبرها الله كانت تسير في خطة زمنية حسب فكر الله وإعداده لخلاص البشرية منذ طرد رأس الجنس البشري وهما أبوينا الأولين أدم وحواء لذلك أيقن الآباء هذا الترتيب وقال سليمان بحكمته في سفر الجامعة أن لكل شيئ تحت السماء وقت محدد في علم الله وحدة الصانع بتدبيرة وحكمتة الفائقة مالا يدركة العقل البشري]، فاللحظة الحاضرة هي الأفضل بالنسبة لكل المناسبات لممارسة الوعظ. فالآن يكمل عيدنا الإحتفالى دورته السنوية ويكون على أعتاب أبوابنا، ولم يعبر أعتابنا ولكنه يصنع منزلًا في نفوسنا كلنا. لذلك كما يبدو لى أنه كان غريبًا جدا أن اليهود المتفاخرين بالشريعة كظل وكشكل خارجي، يعلنون إحتفالاتهم بالنفخ بالبوق، ولكن نحن الذين نكرم الإحتفال بالعيد بطرق أفضل منهم وإتفقنا بإجماع صحيح ودقيق بضرورة الإنتقال للحقيقة تاركين الرموز والظلال، فإننا سنحتفل بهذه المناسبة بغيرة شديدة أكثر منهم عندما يقول الواحد منا للآخر بأن يظل هادئًا ويجلس في صمت تام ليحتفل بالعيد بدون ضجيج، رغم أن الله يقول: "إنفخوا بالبوق في رأس الشهر في اليوم المجيد لعيدنا" (مز 4:81)، لتأتى الرسالة في وسطنا لتعلن عن اليوم المجيد للعيد. لذلك فإذا ظللنا صامتين عن كل الإمتيازات التي أتت للجنس البشرى من خلال محبة المخلص لنا، فإن "الحجارة سوف تصرخ" (لو 40:19) كما يقول المخلص بنفسه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/cyril-paschal-messages/second-1.html
تقصير الرابط:
tak.la/cxj5rc2