السؤال الرابع
هل سماح الله بحدوث الشر يعني تركه للأشرار يواصلون فعل شرورهم بحرية، دون تدخل منه؟ وإن كان الله يتدخل أحيانًا لإيقاف شر الإنسان، ألا يعتبر ذلك سلبًا لحريته التي سبق، ومنحها الله له؟
الإجابة:
يحتوي هذا السؤال على بعض المصطلحات، التي يلزم تحديد معانيها أولًا. لذا فيما يلي نقوم بشرح بعض خصائص نعمة الحرية، التي منحها الخالق للإنسان بحسب المفهوم الكتابي، ثم سلطان الله في ممالك الناس، وضرورة ضبط الخالق للخليقة، ثم أخيرًا نجيب عن حكمة الله من وراء سماحه ببعض الأحداث المؤسفة، والتي تبدو للكثيرين شرًّا.
الحرية الموهوبة من الله للإنسان هي حرية الإرادة والفكر والاختيار، وهي أيضًا حرية السلوك في الطريق، الذي يريده الإنسان: سواء كان طريق الخير والصلاح، أو طريق الشر وعصيان الله. إن الدراسة المتأنية للكتاب المقدس تشهد لتلك الحرية، وفيما يلي نتناول ذلك بالتفصيل:
وضع الله وصاياه المحيية أمام الإنسان، وأرسل له الأنبياء ليعلنوا له عظمة وصاياه، وأهمية السلوك بها، وأسهب رجال الله في شرح بركة السلوك بالوصايا الإلهية، وخطورة مخالفتها، وسجلوا هذه الوصايا كتابة في الأسفار الإلهية. لقد شرح الرب يسوع للناس حقائق الإيمان كاملة مستخدمًا الأمثال البسيطة المأخوذة من الحياة اليومية، وأظهر الرب اهتمامه البالغ بأهمية الفهم، والاقتناع كأساس للاعتقاد. وفيما يلي نذكر بعض الشواهد الكتابية، التي تشهد لاحترام الله لحرية تفكير الإنسان، وضرورة الإقناع كأساس للاعتقاد:
1. "قَدْ أَقْنَعْتَنِي يَا رَبُّ فَاقْتَنَعْتُ، وَأَلْحَحْتَ عَلَيَّ فَغَلَبْت" (إر7:20).. وأيضًا:
2. "وَلكِنْ إِنِ انْقَلَبْتُمْ وَتَرَكْتُمْ فَرَائِضِي وَوَصَايَايَ الَّتِي جَعَلْتُهَا أَمَامَكُمْ، وَذَهَبْتُمْ وَعَبَدْتُمْ آلِهَةً أُخْرَى وَسَجَدْتُمْ لَهَا" (2أخ7: 19). إن الشاهد الكتابي الأول يُظهر كيف يتعامل الله مع البشر بالإقناع، والشاهد الثاني يظهر كيف يجعل الله وصاياه أمام شعبه: أي يعلنها لهم ليدركوا أهميتها ونفعها، لعلهم بإرادتهم الحرة يسلكون في طريق الحق والحياة.
الله هو الشاهد الأمين، الذي يضع أمامنا معالم الطريق المؤدي للحياة الأبدية (بكل تفاصيله) تاركًا أمام الإنسان حرية اختيار الحياة الأبدية، أو الطريق المؤدي إلى الهلاك الأبدي. إن ربنا يسوع المسيح الصادق، والأمين لم يُخفِ عن تابعيه صعوبة طريق الحياة الأبدية، بل قال لهم علانيةً: "اُدْخُلُوا مِنَ الْبَاب الضَّيِّقِ، لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ، وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ! مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ، وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ!" (مت7: 13- 14)..
أما إبليس فقد خدع أمنا حواء محدثًا إياها بكلام الغش والكذب، كي لا تتمكن من اختيار طريق الحياة الفضلى، وهكذا سقط أبوانا الأولان في العصيان. وفيما يلي بعض الآيات التي تشهد لنعمة حرية الاختيار، التي منحها الله للإنسان:
1. "أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ. الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ. فَاخْتَرِ الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ" (تث19:30).
2. "فَقَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: "أَنْتُمْ شُهُودٌ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ قَدِ اخْتَرْتُمْ لأَنْفُسِكُمُ الرَّبَّ لِتَعْبُدُوهُ". فَقَالُوا: "نَحْنُ شُهُودٌ" (يش22:24).
3. "اِمْضُوا وَاصْرُخُوا إِلَى الآلِهَةِ الَّتِي اخْتَرْتُمُوهَا، لِتُخَلِّصَكُمْ هِيَ فِي زَمَانِ ضِيقِكُمْ" (قض14:10).
منح الله البشر حرية ليحيوا بالأسلوب، الذي يشاءونه؛ فمن يخطئ لا يعاقبه الله في الحال، ولا يُنزل عليه مصيبة في الحال، لكي يمنعه من السلوك الرديء، ولو فعل الله هذا مع كل خاطئ لأهلك جميع البشر كقول المزمور: "إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ الآثَامَ يَا رَبُّ، يَا سَيِّدُ، فَمَنْ يَقِفُ؟ لأَنَّ عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ. لِكَيْ يُخَافَ مِنْكَ." (مز130: 3- 4) -مع أنه يجب ملاحظة أن كل إنسان يجني ثمرة عمله خيرًا كان أو شرًّا- إن خير دليل يؤكد أن الله منح الإنسان حرية السلوك في الطريق، الذي يشاءه هو قول الكتاب:
1. "الَّذِي فِي الأَجْيَالِ الْمَاضِيَةِ تَرَكَ جَمِيعَ الأُمَمِ يَسْلُكُونَ فِي طُرُقِهِمْ" (أع16:14). وأيضًا قوله:
2. "وَتَقُولُ لَهُمْ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: إِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لِي لِتَسْلُكُوا فِي شَرِيعَتِي الَّتِي جَعَلْتُهَا أَمَامَكُمْ" (إر4:26).
لابد أن يكون للخالق قصد، أو غرض من خلقه للمخلوقات، ولا بد من تدخله أو تدبيره أمور خليقته بحسب غرضه، وإلا تعرضت خليقته للهلاك، وإن كان الكتاب المقدس يشهد بسلطان الخزاف على صنعته قائلًا: "أَمْ لَيْسَ لِلْخَزَّافِ سُلْطَانٌ عَلَى الطِّينِ، أَنْ يَصْنَعَ مِنْ كُتْلَةٍ وَاحِدَةٍ إِنَاءً لِلْكَرَامَةِ وَآخَرَ لِلْهَوَانِ؟" (رو21:9). ألا يكون لله سلطان على أمور البشر؟ فيما يلي نشرح ذلك تفصيلًا:
كل صانع آلة ما، أو صنعة له قصد من صنعته، وهكذا الله خالق الكون العظيم، ومُبدعه لابد أن يكون له قصد وإرادة من وراء خلقه لكل المخلوقات سواء الجماد منها، أو المخلوقات الحية، وقد شهد الكتاب المقدس بهذه الحقيقة قائلًا: "اَلرَّبُّ صَنَعَ الْكُلَّ لِغَرَضِهِ، وَالشِّرِّيرَ أَيْضًا لِيَوْمِ الشَّرِّ" (أم4:16). وأكد أيضًا الرب يسوع (بشهادة يقينية) أن الآب له مشيئة مقدسة، ولهذا تجسد ابن الله، وتأنس (آخذًا جسدًا بشريًّا) ليتمم المشيئة الإلهية قائلًا: "لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ، لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي" (يو38:6).
إن كان الله له قصد، وغرض من خلقه للمخلوقات، فهو أيضًا له مشيئة صالحة في أمور حياتهم (خطة أو تدبير) يعمل بمقتضاها لتتميم غرضه من خلقه للكون، وبالطبع لا بُد أن تكون هذه المشيئة نافذة، مهما كانت شدة مقاومة الشيطان والأشرار لها، فهل يقف الله مكتوف اليدين إزاء شرور البشر، وعدم أمانتهم؟!! لقد صدق الكتاب في قوله: ”فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟ حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقًا وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِبًا" (رو3: 3 - 4). إن حتمية نفاذ إرادة الله الصالحة تستدعي تدخل الله ليقود الكون بحسب مشيئته الصالحة. لقد تغنى المرنم بتدخل الله وعمله، وعظم صنيعه في صون، ورعاية خليقته قائلًا: "الْمُجْرِي حُكْمًا لِلْمَظْلُومِينَ، الْمُعْطِي خُبْزًا لِلْجِيَاعِ. الرَّبُّ يُطْلِقُ الأَسْرَى. الرَّبُّ يَفْتَحُ أَعْيُنَ الْعُمْيِ. الرَّبُّ يُقَوِّمُ الْمُنْحَنِينَ. الرَّبُّ يُحِبُّ الصِّدِّيقِينَ. الرَّبُّ يَحْفَظُ الْغُرَبَاءَ. يَعْضُدُ الْيَتِيمَ وَالأَرْمَلَةَ، أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَيُعَوِّجُهُ. يَمْلِكُ الرَّبُّ إِلَى الأَبَدِ، إِلهُكِ يَا صِهْيَوْنُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. هَلِّلُويَا" (مز146: 7- 10).
إن الله يستطيع أن يُنجح أعمال الناس (يوفقهم بالمفهوم العامي للناس) أو لا ينجحها كما يشاء، وبالطبع هو لا يعسر عليه خلاص أولاده بالرغم من الشر المحيط بهم -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- كقول الكتاب: "اَللهُ لَنَا إِلهُ خَلاَصٍ، وَعِنْدَ الرَّبِّ السَّيِّدِ لِلْمَوْتِ مَخَارِجُ" (مز20:68). فالبشر قد يخططون، ويدبرون وعندما يتهيأون للعمل قد تتغير الظروف والأحوال، أو ببساطة لا يضمن الشرير أن يمتد أجله، حتى يتم ما قد نواه من أعمال.
لقد أكد يعقوب الرسول هذه الحقيقة قائلًا: "أَنْتُمُ الَّذِينَ لاَ تَعْرِفُونَ أَمْرَ الْغَدِ! لأَنَّهُ مَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلًا ثُمَّ يَضْمَحِلُّ. عِوَضَ أَنْ تَقُولُوا:"إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ هذَا أَوْ ذَاكَ" (يع4: 14- 15).
أما الله فهو على العكس من ذلك تمامًا، لأن مشيئته وإرادته لابد أن تتم في كل الظروف، وهو قادر أن يستخدم جميع الأمور للخير. لقد حفظ الله موسى النبي من حكم الموت الصادر عليه من فرعون، بل تربى موسى، وتسلم الإيمان على يدي أمه في قصر فرعون. فمن يستطيع إذًا أن ينكر قوة الله العظيمة على إتمام مشيئته الصالحة في أوانها. أما حينما تحدث بعض الضيقات فهذا بسماح منه، وهو يحولها لخير أولاده، وذلك وفق حكمته، التي قد لا يمكننا إدراكها.
مما سبق نخلص بأنه يليق بالإله العظيم خالق الكون أن يحفظ خليقته ويصونها، ولا يتركها ليعبث بها الشيطان، أو الأشرار. لقد شهد الكتاب المقدس عن سلطان الله المطلق، وتدخله فيما يحدث في مملكة الناس قائلًا: "...لِكَي تَعْلَمَ الأَحْيَاءُ أَنَّ الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ النَّاسِ، فَيُعْطِيهَا مَنْ يَشَاءُ، وَيُنَصِّبَ عَلَيْهَا أَدْنَى النَّاسِ" (دا4: 17).
إن تتميم الناس نواياهم، وأعمالهم خصوصًا الشريرة منها قد يسبب أذى، وضررًا لغيرهم. فهل يتركهم الله يتممون شرورهم دون تدخل منه؟! وهل يليق هذا بخالق الكون الحكيم والعظيم؟! بالطبع لا، إن الواقع العملي يؤكد أن الله لا يسلب البشر حريتهم، التي سبق ووهبها لهم، فمثلًا الله لا يتدخل ليمنع القتلة من التفكير، أو التخطيط لجرائمهم، ولا يهديهم إلى طريق الخير بالإجبار. والله أيضًا لا يلاحق كل مجرم، كلما نوى على تنفيذ جريمة ما بمصيبة تُعجزه عن إتمام شره. لقد شهد الوحي الإلهي بذلك في سفر الرؤيا قائلًا: "مَنْ يَظْلِمْ فَلْيَظْلِمْ بَعْدُ. وَمَنْ هُوَ نَجِسٌ فَلْيَتَنَجَّسْ بَعْدُ. وَمَنْ هُوَ بَارٌّ فَلْيَتَبَرَّرْ بَعْدُ. وَمَنْ هُوَ مُقَدَّسٌ فَلْيَتَقَدَّسْ بَعْدُ" (رؤ11:22).
إن افتراض تدخل الله بالإجبار لمنع البشر من فعل الشر هو سلب للحرية، التي سبق الله ووهبها لهم، وحاشا لله أن ينكث بعهوده أو بوعوده.
كلمة سماح في اللغة العربية قد تعني الرضا، ولكنها لا تنطبق نهائيًّا على سماح الله بحدوث بعض الضيقات والشدائد، والمظالم الصادرة من الأشرار، ولكننا قد نوافق على استعمالها بمعنى الإذن بحدوث ضيقة أو شدة ما. أما موقف الله تجاه الشر، والأشرار فهو معلن بوضوح في الكتاب المقدس وفيما يلي نلخص ذلك:
يعلن الله على الدوام غضبه، وعدم رضاه بشرور الناس. وفيما يلي بعض هذه الشواهد الخاصة التي تثبت ذلك:
1. "لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ" (رو 1: 18).
2. "وَأُقِيمُ دَعْوَايَ عَلَى كُلِّ شَرِّهِمْ، لأَنَّهُمْ تَرَكُونِي وَبَخَّرُوا لآلِهَةٍ أُخْرَى، وَسَجَدُوا لأَعْمَالِ أَيْدِيهِمْ" (إر16:1).
3. "وَقَالَ الرَّبُّ:"إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ، وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدًّا" (تك20:18). وقد أظهر الله شدة غضبه بحرقه مدينتي سدوم، وعمورة بسبب كثرة شرهما.
يتأنى الله على الأشرار، ويدعوهم للتوبة بطرق كثيرة، لكنه أيضًا يحذرهم من التمادي في الشر ولابد أن يعاقبهم حتمًا، إن لم يتوبوا، ولكن أحيانًا يستخدمهم الله كعصا تأديب للخطاة أمثالهم، كما حدث عندما سبى نبوخذ نصر شعب الله، إن الله قد يتهمل على الأشرار قليلًا، ثم يتمجد بإظهار عدله فيهم، ثم أخيرًا بعدما يتمهل الله عليهم ويمتلئ كأس غضبه من نحوهم؛ ينهي الله حياتهم فيموتون في خطيتهم في انتظار هلاكهم الأبدي (هذا ما حدث مع فرعون مصر) كقول الكتاب: "أَفَتَظُنُّ هذَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تَدِينُ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ، وَأَنْتَ تَفْعَلُهَا، أَنَّكَ تَنْجُو مِنْ دَيْنُونَةِ اللهِ؟ أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟ وَلكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ، تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ" (رو2: 3 - 5). وأيضًا قوله: "شِدَّةٌ وَضِيقٌ، عَلَى كُلِّ نَفْسِ إِنْسَانٍ يَفْعَلُ الشَّرَّ: الْيَهُودِيِّ أَوَّلًا ثُمَّ الْيُونَانِيِّ. وَمَجْدٌ وَكَرَامَةٌ وَسَلاَمٌ لِكُلِّ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاَحَ" (رو2: 9-10).. وأيضًا قوله: "هَلْ أَتَزَكَّى مَعَ مَوَازِينِ الشَّرِّ وَمَعَ كِيسِ مَعَايِيرِ الْغِشِّ؟" (مي11:6).
خلق الله الإنسان على صورته ومثاله في الحرية، لأن مسرة الله ليست في إجبار البشر على طاعته، لكن الله يترك البشر يتمتعون بنعمة الحرية، ومع ذلك هو كأب حنون لا يترك الأشرار يحترقون بسبب شرورهم، لكنه يهتم بتوبتهم، ورجوعهم عن شرورهم، لكي لا يهلكوا. ومع أن الله يتأنى على الأشرار، لكنه لا يترك الأشرار يظلمون الأبرار كيفما شاءوا، ووقتما شاءوا، لأنه يتدخل ليضبط العالم بحسب مشيئته الصالحة، وتدبيره، وحكمته الغير المحدودة، ولكن لابد من نهاية للشر كقول الكتاب: "هَا زَوْبَعَةُ الرَّبِّ. غَيْظٌ يَخْرُجُ، وَنَوْءٌ هَائِجٌ. عَلَى رُؤُوسِ الأَشْرَارِ يَثُورُ. لاَ يَرْتَدُّ غَضَبُ الرَّبِّ حَتَّى يُجْرِيَ وَيُقِيمَ مَقَاصِدَ قَلْبِهِ. فِي آخِرِ الأَيَّامِ تَفْهَمُونَ فَهْمًا" (إر23: 19- 20).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/question-4/04.html
تقصير الرابط:
tak.la/j4t6mw3