St-Takla.org  >   books  >   fr-bishoy-fayek  >   mary-zaytoun
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب قباب الزيتون المنيرة: أسباب ظهور العذراء مريم - القس بيشوي فايق

45- أم النور تنحني عند الصليب

 

St-Takla.org Image: The Crucifixion of Jesus Christ with Virgin Mary, Saint John the Beloved and Saint Mary Magdalene صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة يسوع المسيح المصلوب مع القديسة العذراء مريم، القديس يوحنا الحبيب، والقديسة مريم المجدلية

St-Takla.org Image: The Crucifixion of Jesus Christ with Virgin Mary, Saint John the Beloved and Saint Mary Magdalene.

صورة في موقع الأنبا تكلا: يسوع المسيح المصلوب مع القديسة العذراء مريم، القديس يوحنا الحبيب، والقديسة مريم المجدلية.

في 2 أبريل عام 1968م شوهدت العذراء أم النور وهي تتمشى على القبة الوسطى لكنيستها بالزيتون -وهي شديدة الاِنحدار- وتقف بجانب الصليب، وتنحني أمامه؛ فيتحول الصليب الخرساني إلى نور يشع في الظلام، وقد شهد بذلك المتنيح الحبر الجليل "الأنبا أثناسيوس أسقف بني سويف" الأسبق عندما شاهد كلية الطهر العذراء متجلية على قباب الكنيسة.[28]

إن انحناء العذراء القديسة أمام الصليب فيه تمجيد وفخر بالصليب، كقول معلمنا بولس الرسول: "وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ" (غل 6: 14).

لم تُغفل العذراء أعظم رسالة وهي تمجيد صليب ربنا يسوع المسيح، لأنه مكان لقاء الرب يسوع المسيح الحبيب بأحبائه من البشر.

إن كل من أراد أن يلتقي بالمسيح الرب سيلتقي به عند الصليب، لأن الصليب هو موقع بذل الرب لذاته، وكيف يوجد الحب بدون البذل؟ كقول الكتاب: "لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ" (يو15: 13).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

ولكن مَن يُدرك عظمة صليب المسيح، وما فيه من حب عظيم لا بد له أن يقدم هو أيضًا حبًا للمسيح المصلوب، كقول يوحنا الحبيب: "نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلًا" (1يو4: 19).

امتلأت العذراء حبًا لله، فتبعت الرب يسوع حاملة صليبها. لقد عانت وتألمت كباقي الأمهات... تألمت في هروبها إلى مصر، وهي تقطع مئات الكيلومترات سيرًا على الأقدام مع يوسف النجار في طرق وعرةٍ. عانت العذراء القديسة من العوزِ والفقرِ. وبعد رجوعها لأرض إسرائيل بدأت مرحلة أخرى من المعاناة، وهي ترى قوى الشر تضطهد، وتضمر العداء لابنها الحبيب... فقد وصفوه بالجنون، واتهموه بأن معه بعلزبول، وهكذا ظلوا يضطهدونه، ويتآمرون عليه إلى أن صلبوه.. فتم فيها قول سمعان الشيخ: "وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ، لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ" (لوقا 2: 35).

القارئ العزيز... كم احتملت هذه الأم العظيمة من آلامٍ حبًا في الله، وهي ترى ابنها يُجلد، ويُتفل عليه، ويُدق في يديه ورجليه المسامير دون رحمة؟! وهنا يأتي التساؤل كيف تنسى أم النور أن تقدم فخرًا واعتزازًا بالصليب الذي علق عليه ابن الله الحبيب يسوع المسيح لأجل كل أحد؟!

إني أتخيلها فوق قباب كنيسة الزيتون منحنية عند الصليب، وكأنها تقول لكل أحد: "إياك أن تنسى الصليب الذي صُلبَ عليه ابني لأجلك. إنه فخرك، ويا ليتك تحب ابني، ولا تتهاون في حبه، لأن حبه يستحق منك التضحية بالكثير".

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[28] المتنيح الأنبا أثناسيوس أسقف بني سويف السابق هو عضو اللجنة البابوية المكلفة بالإعلان عن تجلي العذراء بالزيتون عام 1968 وقد سجل شهادته السابقة في المؤتمر الصحفي الذي عقد بخصوص تجلي العذراء في المقر البابوي يوم 4 مايو 1968 وقد نقلت الصحف والاذاعات والمحطات التليفزيونية وقائع هذا المؤتمر في حينه.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/mary-zaytoun/cross.html

تقصير الرابط:
tak.la/7rytz3n