يصرّ الكتاب المقدس على تسمية الله بالصخرة، فقد لقبه إشعياء النبي بصخر الدهور، كقوله: "تَوَكَّلُوا عَلَى الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّ فِي يَاهَ الرَّبِّ صَخْرَ الدُّهُورِ" (إش26: 4). وهذا يعني أنه ثابت لا يتغير على مدى الأجيال والدهور. وقد لقبه موسى النبي بالصخر الكامل، قائلًا: "هُوَ الصَّخْرُ الْكَامِلُ صَنِيعُهُ. إِنَّ جَمِيعَ سُبُلِهِ عَدْلٌ. إِلهُ أَمَانَةٍ لاَ جَوْرَ فِيهِ. صِدِّيقٌ وَعَادِلٌ هُوَ" (تث32: 4). وقد تكرر هذا الوصف كثيرًا في سفر المزامير. لكن ماذا يعني الوحي الإلهي بهذا الوصف؟
إن الله ثابتٌ في طبيعته، كقوله: "يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ" (عب13: 8). فهو سيظل محبًا وصادقًا في وعوده ولن يتغير أبدًا، وهو المُخَلّص الأمين الذي يخَلّص من الشدة ولا يترك طالبيه، كقوله: "لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ فَأَنْتُمْ يَا بَنِي يَعْقُوبَ لَمْ تَفْنُوا" (مل 3: 6). إن كلام الله أساس متين للحياة الأبدية ويجب العمل به، لأنه هو الأمين، كوصف سفر الرؤيا له: "... هذَا يَقُولُهُ الآمِينُ، الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ، بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ" (رؤ3: 14).
إن الرب يسوع هو هو ولن يتغير، وملكه لن يزول، ولن يفنى إلى الأبد، وهكذا رآه نبوخذنصر في حلمه، كقول دانيال النبي: "كُنْتَ تَنْظُرُ إِلَى أَنْ قُطِعَ حَجَرٌ بِغَيْرِ يَدَيْنِ، فَضَرَبَ التِّمْثَالَ عَلَى قَدَمَيْهِ اللَّتَيْنِ مِنْ حَدِيدٍ وَخَزَفٍ فَسَحَقَهُمَا" (دا 2: 34).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
هو صخر الدهور، لأنه ثابت، وقد تأُسست كنيسته على هذا الإيمان، كقوله لبطرس: "وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا" (مت16: 18). هو ثابت في وعوده، التي لا بد أن تتحقق، كقوله: "فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ" (مت5: 18). وهو صادق لأنه الحَقُّ ذاته، وهو الطريق للحياة الأبدية.
القارئ العزيز... إن الإيمان بإن الرب يسوع المسيح هو صخر الدهور أمر ضروري لخلاصك، ولنصرتك في تجاربك، لأن الإنسان لا يمكنه أن يبني حياته على شيء متغير، فإيمانك بدوام صدق الله وأمانته وعدم تغيره يُمَكَّنكَ أن تأتي لله باطمئنان وقت الضيق، فاتبع يا أخي الرب في كل ما يقوله لك، وارفض كل ما ينهيك عنه، لأن ما زاد على ذلك فهو من المُضِلِّ الشرير، الكذاب وأبو الكذاب، كقوله: "بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ" (مت 5: 37).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/beneficent/rock.html
تقصير الرابط:
tak.la/k85sc2m