غضب الرب على شعب إسرائيل بسبب خطاياهم، وارتفاع قلب داود ملكهم، فقرر الله معاقبتهم، وطلب من داود أن يختار عقوبة واحدة من ثلاثة، لكن داود فضل أن تصاب مملكته بوباء، ولم يفضل المجاعة أو السقوط في يد الأعداء، قائلًا: "... قَدْ ضَاقَ بِيَ الأَمْرُ جِدًّا. فَلْنَسْقُطْ فِي يَدِ الرَّبِّ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ كَثِيرَةٌ وَلاَ أَسْقُطْ فِي يَدِ إِنْسَانٍ" (2صم 24: 14). لقد أدرك الملك أن الوباء سيجلب عليه مراحم الله، ولكن لماذا؟!
إن المجاعة تستدعي التخطيط والتدبير، للتصدي لها بإجراءات اقتصادية كثيرة... وصد الأعداء أيضًا يلزمه حشد الجيش، وتدريب الجنود، ورسم الخطط العسكرية. وكل من هذان الاختياران يلزمه مجهودات كثيرة، تعتمد على البشر، ولكن داود فضل ضربة الوباء، لأنها تحتاج الاعتماد والاتكال على مراحم الله القوي الحنون، كقوله: "الاحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى إِنْسَانٍ. الاحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى الرُّؤَسَاءِ" (مز 118: 8، 9).
لقد آمن داود بأن مراحم الله كثيرة جدًا، وأن الشعب عندما يرى الوباء وسرعته في الانتشار، سيصرخ لله طالبًا المراحم، وبالتالي يتحنن ويرأف الله بهم، كقول الكتاب: "فَإِنَّهُ وَلَوْ أَحْزَنَ يَرْحَمُ حَسَبَ كَثْرَةِ مَرَاحِمِهِ. لأَنَّهُ لاَ يُذِلُّ مِنْ قَلْبِهِ، وَلاَ يُحْزِنُ بَنِي الإِنْسَانِ" (مرا 3: 32، 33).
لَم يِرْ داود في الله إله قدوس يغضب على الشر فقط، لكنه آمن أيضًا به كإله حنون، يرأف، ويتحنن على طالبيه، ويرحم، كقوله: "إِذْ قُلْتُ: قَدْ زَلَّتْ قَدَمِي، فَرَحْمَتُكَ يَا رَبُّ تَعْضُدُنِي" (مز 94: 18). فياليتنا يا إخوتي نتوب عن خطايانا، ونتضع أمام الله، واثقين من تحننه وكثرة رأفته، واستجابته لطالبيه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/beneficent/pandemic.html
تقصير الرابط:
tak.la/b5393as