يتخذ الناس احتياطيات شديدة خوفًا من فيروس كورونا، الذي لا يرونه بعيونهم، لكنهم يتخيلونه مختبئ في كل مكان، ولا يمكن أن ينسى الناس من ذاكرتهم هذا العدو اللدود طوال النهار، لأنه يفتك بالكثيرين، ولكنني أتعجب ممن لا يخاف عدو آخر أشرس من كورونا، يمكنه أن يُهلِك الناس، ومع هذا لا يأخذ الكثيرون حذرهم منه! إنه الخطية التي قيل عنها: "... وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا" (يع 1: 15) إن الموت بكورونا لا يقاس في خطورته بموت الخطية، لأنه لا يؤدي إلى الهلاك الأبدي، كموت الخطية.
لقد عَلّمَ الله شعبه في القديم، أن يتعاملوا مع مرض البرص بحذرٍ شديد، فيعزلون الأبرص خارج مدينته، لئلا يمسه أحد، وقد اعتبر الكتاب البرص نجاسة، لأنه ثمرة للخطية، كقول الكتاب: "ثُمَّ يَرَاهُ الْكَاهِنُ... يَحْكُمُ الْكَاهِنُ بِنَجَاسَتِهِ. إِنَّهَا ضَرْبَةُ بَرَصٍ" (لا 13: 27).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
طالب الكتاب المقدس شعب الله بالحذر الشديد من الخطية، قائلًا: "امْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرّ" (1تس 5: 22). فهل تتعامل يا أخي مع الشر كما تتعامل مع خطر كورونا. أنا أثق أنه لو قيل لك: احذر الإنسان الذي أنت مقبل عليه الآن، لأنه مصاب بفيروس بكورونا، فإنك ستدير ظهرك له سريعًا، وتهرب بدون تردد. فهل تهرب من مجالس النميمة والإدانة؟ مكان الشر والرذيلة، ومجالس الدنس والنكات البذيئة و.. و؟! هل تطيع أمر الكتاب القائل لك: "أَمَّا الشَّهَوَاتُ الشَّبَابِيَّةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالسَّلاَمَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ الرَّبَّ مِنْ قَلْبٍ نَقِيٍّ" (2تي 2: 22).
إياك يا أخي.. أن تستهن بالخطية، التي قيل عنها: "لأَنَّهَا طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى، وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ" (أم 7: 26).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/beneficent/danger.html
تقصير الرابط:
tak.la/vt6x8pd