ترنم داود الملك، وهو هارب، ومتغرب عن هيكل الله، قائلًا: "لِتَسْتَقِمْ صَلاَتِي كَالْبَخُورِ قُدَّامَكَ. لِيَكُنْ رَفْعُ يَدَيَّ كَذَبِيحَةٍ مَسَائِيَّةٍ" (مز 141: 2). لقد كانت صلاة داود بمثابة بخور، يصعد إلى السماء إلى الله. إن الكاهن في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يمزج صلواته وصلوات الشعب بالبخور، الذي يتصاعد إلى أعلى. وقد أكد سفر الرؤيا هذا المعنى، قائلًا: "وَجَاءَ مَلاَكٌ آخَرُ وَوَقَفَ عِنْدَ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَأُعْطِيَ بَخُورًا كَثِيرًا لِكَيْ يُقَدِّمَهُ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ جَمِيعِهِمْ عَلَى مَذْبَحِ الذَّهَبِ الَّذِي أَمَامَ الْعَرْشِ" (رؤ 8: 3). وأكدّ موسى النبي فاعلية البخور الممتزج بالتضرعات في منع الوباء، ذلك عندما أمر هارون الكاهن بإصعاد بخور مجمرته الممتزج بصلواته لله، كقوله: "ثُمَّ قَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: خُذِ الْمِجْمَرَةَ وَاجْعَلْ فِيهَا نَارًا مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَضَعْ بَخُورًا، وَاذْهَبْ بِهَا مُسْرِعًا إِلَى الْجَمَاعَةِ وَكَفِّرْ عَنْهُمْ، لأَنَّ السَّخَطَ قَدْ خَرَجَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. قَدِ ابْتَدَأَ الْوَبَأ" (عدد 16: 46).
لقد امتنع الوباء أيضًا حين أقام داود الملك مذبحًا في حقل أرونة اليبوسي، وقدم عليه ذبيحة، كقوله: "وَبَنَى دَاوُدُ هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ، وَاسْتَجَابَ الرَّبُّ مِنْ أَجْلِ الأَرْضِ، فَكَفَّتِ الضَّرْبَةُ عَنْ إِسْرَائِيلَ" (2صم 24: 25). إن سر فاعلية الذبيحة في إيقاف الوباء هو قدرة ذبيحة المسيح الفادي على غفران الخطايا.
أما رفع اليدين في الصلاة فهو يشير لقبولنا لحب الفادي، والاستعداد لطاعته، مهما كلفنا الأمر، كقول الرسول: "كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ" (رو 8: 36). فيا ليتنا نقف أمام الله، لنقدم له صلوات حارة تنطلق صاعدة بيد الملائكة القديسين إلى السماء، ولنرفع أيادينا، مؤكدين طاعتنا له، واثقين أنه سيرفع عنا كل غمة أو ضيقة، وسينعم لنا بسلامه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/beneficent/incense.html
تقصير الرابط:
tak.la/z78xsnz