يشتهي الإنسان الضعيف، أن يقوده الله في الصعاب، وفي أوقات المحن. لقد طلبت عروس النشيد، ما هو أعظم من قيادة الله لها... فهي لم تكتفِ بقيادته لها، لكنها طلبت منه، أن يجذبها وراءه، لتسير في الطريق الذي يرسمه لها بسهولة ودون تردد.
وقد أكد الرب يسوع على عمل نعمته في اجتذاب البشر إليه، كقوله: "لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ" (يو 6: 44). وقوله أيضًا: "وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ" (يو 12: 32). ولكن هناك شروط لكي يجتذبك ويقودك الله على الدوام. فما هي؟
أمر الرب موسى النبي، أن يصنع حيّة نحاسية ويضعها على راية، ليشفى كل من نظر إليها، ممن لدغَته إحدى الحيَّات المُحرقَة، كقوله: فقال الرب لموسى: "... اصْنَعْ لَكَ حَيَّةً مُحْرِقَةً وَضَعْهَا عَلَى رَايَةٍ، فَكُلُّ مَنْ لُدِغَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا يَحْيَا" (عد 21: 8). وعلى هذا المثال عُلقَ المسيح عاليًا على الصليب، لكي يرفع الخطاة والمتعبون والضعفاء أعينهم نحوه فينجوا، أي: يتكلوا عليه ويتعلقون به. لأنه هو المخلص وحده، ولا يوجد سواه.
إن رفع العينين لله يعني أن يعلق الإنسان أمله ورجاءه على الله، ويتكل عليه بكل قلبه، وبالتالي يكون مستعدًا لطاعته، وتبعيته، حتى لو مات لأجله، كقول الرسول بولس: "لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ" (في 1: 21).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
القارئ العزيز... يضع الإنسان دائمًا نصب عينيه طموحه أو أعظم ما يتمناه، لأنه يتخذه كنزًا له، ولهذا فهو يوجه اهتماماته لهذا الكنز.
فهل تركز اهتمامك في كل وقت لمعرفة الرب، والعشرة معه، وحفظ وصاياه، والفوز برضاه؟ هل تعطي أولوية وقتك وجهدك، لطلب الأمور السماوية النافعة، التي تَسرُّ قلب الله؟ كقول معلمنا بولس الرسول: "فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ، اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ" (كو 3: 1، 2).
فإن طَلبتُ الرب من كل قلبك كعروس النشيد التي طلبته بأشواق قلبها، قائلة: "اُجْذُبْنِي وَرَاءَكَ فَنَجْرِيَ. أَدْخَلَنِي الْمَلِكُ إِلَى حِجَالِهِ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِكَ. نَذْكُرُ حُبَّكَ أَكْثَرَ مِنَ الْخَمْرِ. بِالْحَقِّ يُحِبُّونَكَ" (نش 1: 4). فأنا أثق أن الله سيجتذبك إليه ليخلصك مهما كان ضعفك، وسيجتذب معك وبواسطتك كثيرين من أحبائك، وسيصدق فيك قول الرب: "جذَبتُهُم إليَّ بِحبالِ الرَّحمةِ ورَوابِطِ المحبَّةِ، وكُنتُ لهُم كأبٍ يرفعُ طِفْلا على ذِراعِهِ ويَحنو علَيهِم ويُطعِمُهُم" (هو 11: 4 الترجمة المشتركة).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/beneficent/attract.html
تقصير الرابط:
tak.la/4b3qbgv