سطر الوحي الإلهي على صفحات الإصحاحات الأولى من سفر التكوين أحداث بداية الزمان. لقد تضمنت هذه الأحداث سجل قيم للكثير من معاملات الله الحنون مع الإنسان. إن أعمال الله ومعاملاته في هذا الجزء من السفر شهادات ثمينة تكشف عن هوية الله وصفاته... هي كنوز من معرفة الله، شاءت عظمته أن يدونها موسى النبي مسوقًا بروح الله القدوس. ومن المؤكد أن هذا السفر له أهمية خاصة، لأنه يقدم أساسًا إيمانيًا لا يمكن أن يغفله أي مؤمن، يشتاق لمعرفة الله. فيما يلي قليل مما قدمه هذا السفر:
 |
يتلامس الإنسان مع الله من خلال قراءة أحداث بداية الخليقة عن قرب شديد، فالله في هذا الجزء من الكتاب المقدس يقول، ويأمر، ويبارك ويغرس جنة فيها كل ما يحتاجه الإنسان، ويكلم الإنسان ويوصيه بما هو نافع له ثم يستجيب طلبة آدم، ويُحضر له زوجة. ونرى الله أيضًا هادئًا يطيل أناته على آدم وحواء بعدما أخطأوا فلا يهلكهم في الحال، ولكنه سألهم عن سبب عصيانهم لكي يعطيهم فرصة للدفاع عن أنفسهم، وعندما يعاقبهم فهو يقدم من خلال العقاب وسيلة للإصلاح، ويعطيهم رجاء بالخلاص من الموت، وهكذا نتعرف على الله من خلال أفعاله ومعاملاته مع البشر بصورة مباشرة واضحة. إن دراسة هذا السفر يمثل فرصة ثمينة لمعرفة الله، والتي تعتبر أساسًا للمعرفة الإيمانية المعلنة في باقي أسفار الكتاب المقدس.
إنه سفر البداية والنشأة الأولى، الذي أعلن فيه الله عن أساسيات ومفاهيم إيمانية كثيرة، ومن أمثلة ذلك الكشف عن روح الله القدوس، الذي يرف على وجه المياه، التي تغطي الأرض الخربة... حاجة الإنسان للبركة الإلهية... مفهوم السبت والراحة... ضرورة العمل... مفهوم الزواج كما أسسه الله وهكذا...
في الإصحاح الثاني من السفر وصف الوحي الإلهي جنة عدن، بما فيها من النهر الذي يشق أرضها، وشجرة الحياة، وشجرة معرفة الخير والشر التي في وسطها، ولكن ما هي الأسرار المخفية وراء هذا النهر، وما سر الشجرتين؟! ولماذا حدد الوحي مكان الشجرتين؟! إن دراسة أسرار جنة عدن لها قيمة عظمى، لأنها تمثل عناية الله وحبه للإنسان، وتكشف عن الغنى والفرح، الذي هيأه الله، لكي يتمتع به الإنسان.
يشرح الوحي الإلهي المأساة العظمى التي تعرضت لها البشرية، وكيف سقط أبوينا في الغواية، ولكن كيف سقطا بهذه البساطة؟! وما هي التغييرات الجديدة أو النتائج التي حدثت بسبب سقوطهما؟! وهل ما نطق الله به عليهما بعد السقوط يحسب نتائج تلقائية لسقوطهما، أم عقوبة الله لهما، أم الاثنين معًا؟ وهل حقًا ظل الله يحبهما؟ ولماذا لم يميتهما الله في الحال؟ وهل حُكم الله عليهما يعتبر علاج ودواء، اقتضاه وضعهما بعد السقوط؟! ولماذا لم يحكم الله على الحية التي تسببت للبشرية في آلام وأوجاع الموت بالهلاك الفوري؟
ستجد عزيزي القارئ إجابة مناسبة على كل هذه الأسئلة من خلال تصفحك لكتاب بداية الزمان.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/beginning-of-time/events.html
تقصير الرابط:
tak.la/52pm4tj
