St-Takla.org  >   books  >   fr-bishoy-abdel-massih-z  >   corner-pillars
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أعمدة الزوايا - القمص بيشوي عبد المسيح

3- أمانة الله القديسة ثاؤبستي

 

St-Takla.org Image: A woman in contemplation, awe - by Ashraf Sokkar صورة في موقع الأنبا تكلا: امرأة في حالة خشوع وتأمل، رسم أشرف سكر

St-Takla.org Image: A woman in contemplation, awe - by Ashraf Sokkar

صورة في موقع الأنبا تكلا: امرأة في حالة خشوع وتأمل، رسم أشرف سكر

أمانة الله ثاؤبستي (تذكار نياحتها: 20 توت)

 

في عقد القديس الأنبا مقاريوس أسقف نقيوس(1)، وفي أيام واليها الوثني يوفانيوس، حضرت ذات يوم إلى دار الأسقفية فتاة جميلة في ريعان الصبا ومعها طفلها الصغير البالغ من العمر اثنتى عشرة سنة وطلبت لقاء الأسقف. وكانت الفتاة للأسف أرملة فقدت زوجها في هذه السن المبكرة بعد أن رزقت منه هذا الولد الوحيد.

وأمام القديس الأنبا مقاريوس، سجدت السيدة الصغيرة وطلبت منه أن يباركها ويصلي عليها. وبينما الأسقف يمد يده بالبركة، إذ بها ترجوه أن يلبسها ثوب الرهبنة، وامتنع القديس وطلب منها أن تتريث وتراجع نفسها في هذا الأمر. ففي وسعها أن تتزوج مرة أخرى، وأمامها طفل صغير يحتاج لرعايتها. غير أن السيدة الشابة ألحت في ذلك. وكان يبدو من جسدها النحيل ومظهرها البسيط أنها منذ مات بعلها وهي تحيا حياة النسك وتمارس الصلوات والأصوام وقمع الجسد وإماتة الشهوات وتكثر من المطانيات. ولما تأكد الأسقف من صدق رغبتها نصحها أن تختبر نفسها في النسك والعبادة لمدة سنة. ووعدها أن يلبسها الإسكيم الرهباني في نهاية هذه المدة.

وعادت ثاؤبستي -وهذا هو اسمها-(2) عادت إلى بيتها وحبست نفسها في حجرة صغيرة أحكمت إغلاق بابها إلا من طاقة صغيرة كان ولدها الصغير يقدم لها من خلالها ما تحتاج إليه من مطالب. وطفقت تمارس نسكيات صعبة وشاقة وتثابر على العبادة والصوم حتى انقضى العام. وكان الأسقف قد نسى وعده لها من أنه سيلبسها ثوب الرهبنة.

وذات ليلة، رأى الأسقف في منامه هذه القديسة بهيئة نورانية باهرة الضياء وهي تقول له "كيف نسيتني يا أبي حتى الآن وأنا سأتنيح في هذه الليلة؟" وفيما هو نائم رأى كأنه قام من فراشه وذهب إليها وصلى عليها وألبسها ثوب الرهبنة ثم خلع قلنسوته من على رأسه ووضعها عليها ثم وشحها بالإسكيم المقدس. أما هو فقد طلب من تلميذه قلنسوة أخرى ولبسها. وعندئذ سلمته ثاؤبستي صليبًا من فضة كان معها. ولما استيقظ الأسقف من نومه، إذ به يجد صليب الفضة في يده فتعجب مما رأى. وكان أن بكر في الصباح ومضى ومعه تلميذه إلى بيت تلك المرأة. وهناك إلتقاه طفلها الصغير وهو يبكي وينتحب بدموع غزيرة. ولما استفسر منه عن سبب بكائه، أجابه بأن أمه القديسة استدعته في منتصف الليل(3) وأخبرته أنها ستتنيح في تلك الليلة. وصلت عليه وأوصته أن يحفظ وصايا الله ويطيع الأسقف في كل ما يطلبه منه.

فأتى الأسقف وقرع باب قلاية القديسة، فلم تجبه بشيء. وعندئذ علم بنياحتها. فلما فتحوا غرفتها وجدوا أن القديسة كانت قد أسلمت الروح وهي متوشحة بالاسكيم الرهباني وعلى رأسها القلنسوة التي كانت على رأس الأسقف. فأدمعت عينا القديس مقاريوس ومجد الله في قديسيه. وكفنها كعادة الرهبان وحملها الآباء الكهنة بإكرام جزيل إلى الكنيسة وصلوا عليها.

وحدث أثناء الصلاة والترتيل أن سمع بذلك رجل وثني مقعد به أرواح نجسة. فاقترب من الجسد المقدس وشُفي لوقته وخرج منه الشيطان. وأتى كل من بهم عاهة أو مرض وبمجرد أن لمسوا الجسد نالوا الشفاء للحال. وآمن الجميع ومعهم والي المدينة الوثني وغالبية السكان بالسيد المسيح وتعمدوا بيد الأسقف باسم الثالوث المقدس، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. بركة شفاعة هذه القديسة تكون معنا، آمين.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) التي هي زاوية رزين بالمنوفية، مصر الآن.

(2) يعني أمانة الله.

(3) ليلة 20 توت.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-bishoy-abdel-massih-z/corner-pillars/theopesti.html

تقصير الرابط:
tak.la/cryw3by