لم تظهر الهرطقات مرات عدة فقط، لكنها علامة من علامات المجيء الثاني، ورغم أن العقل المفسد بلا سلام وعدم إيمان، يقسم ويشوش، إلا أن الرب يسمح بوجود هذه الأمور، ويظل الاختيار بإرادة الإنسان الحرة، لكي يختبر تمييز الحق قلوبنا وعقولنا، فيشرع الإيمان الصحيح لهؤلاء الذين عرفوا الحق بنور معلن، والروح القدس يحذرنا ويخبرنا على فم معلمنا بولس الرسول قائلًا (لابد أن يكون بينكم بدع ليكون المزكون ظاهرين بينكم) {1 كو 11:19}.
هكذا يزكى المؤمن وهكذا يُكتشف الخائن والمنشق، وبالجملة تكون نفوس الأبرار ونفوس الأشرار مميزة فعلاَ عن بعضها البعض والقش مفصل عن الحنطة، والجداء عن الخراف..
أما المنشقون فقد قطعوا أنفسهم بأنفسهم، وخرجوا منا، تاركين أمنا البيعة المقدسة، مفتتين الوحدة، لا يُعلمون ألا الغرباء تعاليمهم، يتخذون لأنفسهم اسم أب رغم أن الكنيسة تتبرأ من أبوتهم لأنهم لم يتخذوا منها أمًا لهم، هؤلاء الذين اتبعوا تعاليم غريبة غربية خادعين بلسان الحية، وبارعين في إفساد الحق، مقيئين سموم مميتة من ألسنتهم المهلكة، مشككين في طقوس الكنيسة وعقائدها وميراثها الرسولي والآبائي.
هذه الشرور المؤذية وباء ضلال مسموم يستفحل ويستشرى من جديد، يزرعه مبتدعون مستترون ليضلوا الناس عن الحق وتصير لهم (آذان مستحكة) (رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 4: 3) وهو ما أكدته الديداكية عن باروسيا الرب.. (ففي الأيام الأخيرة يكثر الأنبياء الكذبة والمفسدون وتتحول النعاج إلى ذئاب، والمحبة إلى كراهية)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ويقول العلامة ترتليان (يلزمنا ألا نندهش من وجود الهرطقات لأن الرب قد سبق وأنبأنا بقيامها إذ هي تفسد إيمان البعض لكنها تقدم تجربة إيمان فتهب فرصة للتزكية) {1 كو 11:19).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/teaching/sign.html
تقصير الرابط:
tak.la/tb87ymy