69- ورشة عمل حول الشخصيات الخاملة والانطوائية والمنسحبة

 عاش كاتبوا المزامير من الوحدة والرغبة في الموت والتساؤل المرّ عن سبب عذاب الأبرار، ونرى ذلك بوضوح في هذه المزامير:

(22،42، 55، 69، 74، 77، 88، 102)

وفيها نرى الله وكأنه فقد الرغبة في الاهتمام بالإنسان أو تأخر عن افتقاده ومعونته أو حتى أصبح في عداوة معه فحين نقرأ (مزمور 88) نجد أن المرنم كان من الممكن أن يقبل الظلم والألم لو لم يأتيه من الله بل من أي مصدر آخر ومع ذلك فهو يصرخ إلى الله (آية 13) ويطلب منه ألا يحجب وجهه عنه. هو يبدو كإنسان على وشك الموت وقد فارقه أحبائه بل ورذلوه (آية 8).

إنه يشعر أنه محبوس في آلامه أو مغلق عليه بغضب الله وهو يذكرنا بآلام الخامل اليائس.

 وفي الواقع أنه قد يصعب أن نعطى مجدًا لله الآب خالق الإنسان إذا نظرنا إلى ألام الصديقين. فلو كان هذا كل ما نعرفه عن الله كما كان أنبياء العهد القديم يعرفون فهذا غير كافي لنفهم العناية الإلهية.

 إن إعلان الله عن نفسه في ابنه يؤكد لنا حقيقة الحب الإلهي والمسيح في فدائه وآلامه الخلاصية عاد للنفس الوحيدة المنطوية رجاء الفرح والخلاص برغم ألام الوحدة والهجر المظلم والذي يقرأ مزمور 22 الذي اقتبس منه المسيح على الصليب يجد أن ألام البشرية قد وضعت على كتف ابن الله الذي لم يتركنا نتألم وحدنا. فمهما بدا الآب متعاليًا فإن إرساله ابنه إلى العالم وإلى أعماق الهاوية والموت والوحدة والعزلة التي تؤرق الواقع البشري هذه الإرسالية تعيد لنا الرجاء في العدالة والعناية الإلهية الفائقة.