99- المنافسون

لا بُد للمنافسين من أن يتجاوزوك ويتخطوك محولين أبسط المباريات إلى مجال للصراع والمزاحمة، ويقوم بعض الزملاء المتجرئين بدفع المنافسة إلى ما وراء الهدف المقصود. فهم لا يكتفون بالمكسب كما في المبيعات، بل إنهم يحاولون أيضًا تغيير مسار معظم الأعمال إلى مصادمات لمجرد إحراز "الجائزة" على أنهم في المقدمة. إن بوسعك أن تقدم فكرة رائعة كحل، وكل فرد يعرض الاحتمالات، ولكن المنافس يأخذ هذه الأمور على أنها رفض شخصي إذا لم يتم قبول فكرته. وإذا ما حرم المنافس من انتزاع الإعجاب والتشجيع الذي ينشده فعندئذ تصير عدوًا له.

 إنك لم تدرك أنك في مسابقة، بينما يشعر المنافسون بأنهم مرغمون على إحراز النصر بأي ثمن. ومن الناحية الظاهرية، يبدو عليهم الخوف من عدم التفوق، ولذا فهم يشعرون بأنهم هم الأعلى منزلة. إنهم مثقلون بأعباء لا ضرورة لها فهم يخشون الإخفاق في التفوق.

St-Takla.org Image: Egypt, details, digital illustration, 2012?, used with permission - by Mina Anton صورة في موقع الأنبا تكلا: مصر، وجوه من مصر، فئات الشعب، تفاصيل، 2012؟، موضوعة بإذن - رسم الفنان مينا أنطون

 إن المنافسين يعتقدون أنهم على قمة العالم عندما يحرزون النصر، أما إذا أخفقوا فيا لهُ من غم وهم قد لحق بهم. وسوف ينعكس ذلك عليك بتوتر موقفك.

علينا أن نسهم بأفكارنا لتحقيق إجراءات أسرع. الأفضل أن أمارس بعض السخرية مع نجلاء لأنها تجعلني أبرر حجتي ولو بأسلوب مشوب واقع الأمر، فإنني أتعجب كيف وصل بعد زملائي إلى المكانة التي وصلوا إليها. فهم لا يستحقونها، غير أنني ابتسم في وجوههم وأكون ودودًا معهم. فهذه هي الطريقة الفطنة في التعامل معهم.

من أجل تخفيف الضيق الذي تشعر به، فإنك تخلق من حولك جوًا تسوده المودة: ويتطلب ذلك الاحترام والتقدير المتبادل. توقف عند الدخول في لعبة "لا أستطيع أن أفعل أي شيء أفضل منك".

(1) خاطب من يدعى أنه أفضل منك بنبرة خفيفة ودودة. عليك بأن تكون رقيقًا معم حتى وإن لم يكونوا هم كذلك وذلك بأن تقاطعهم برفق عند تعظميهم لأنفسهم. إما إن وجدت نفسك تريد أن ترد عليهم بالمثل، فاعتذر لهم مبتسمًا وابتعد عنهم.

(2) امنحهم التقدير الذي يستحقونه. عليك أن تكتشف الجوانب التي يبرعون فيها حقًا. وسوف تكسب صداقتهم وتعاونهم بأطرائهم بمجاملات مخلصة صادقة.

(مبتسمًا دون سخرية) سيدي، خذ كوب الماء هذا، لا بُد أن حلقك قد جف، فلقد كنت تتحدث دون توقف على مدار الدقائق العشر الماضية.

 انظر يا سيدي، لا يستطيع أحد أن يتفوق عليك عندما يتعلق الأمر بتنظيم موظيفك. لقد هزمتنا جميعًا بقدرتك على التنسيق. ولكن، هناك موضوعًا آخر يجب أن نأخذه في الاعتبار في هذا العدد. ما الذي تقترح القيام به فيما يخص القيود الزمنية؟

امنح مَنْ يدعون أنهم أفضل منك أكثر شيء يريدونه ألا وهو انتباهك، وعندها فلن يكونوا في حاجة ملحة لأن يظهروا لك إنجازاتهم فهم يعتقدون بأن لديهم مبررًا لأن يكونوا متغطرسين وذلك لأنهم يظنون أنك قد قللت بصورة ما من جهودهم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فلتنظر إلى غرورهم المعلن على أنه استجداء للحصول على مجاملات منك.