12- ما هو المرض النفسي؟

- والحب فضيلة ولكن حب التملك والعطاء الزائد مقابل محاولة السيطرة على الناس رزيلة مشهورة.

- والرقة والحساسية مطلوبة ولكن إن شاهد الطبيب مريضًا ينزف من جرح فأغمى على الطبيب فهذه حساسية زائدة.. ومن تراه سيقوم بالعلاج.

وهكذا فإن زادت (أو نقصت) صفة معينة عن المطلوب رغم وجود جوانب أخرى سوية في الشخصية، تعرض الشخص للمرض أو الاضطراب.

التأقلم - الشعور بالسعادة النسبية

فالشخصية المضطربة غير متأقلمة تمامًا أو تلجأ لحيل دفاعية أو أدوار مفتعلة لتغطى نقصها أو ما كبته من مشاعر قوية. وهي شخصية لا تشعر بالسعادة فتحاول التعويض بنجاح زائد أو مدح زائد للذات أو بأسى وتشاؤم. أنها ضحية متاعب داخلية تنعكس على الواقع الخارجي إذًا فالشخص المضطرب أو المتطرف ليس خاطئًا يحتاج تقويم ولكنه ضعيفًا يحتاج مساندة وليس مريضًا نوسمه بعبارات وألقاب منفره ولكنه واقع تحت إلحاح داخلي وتوتر عصبي لو تخلص منه زاد تأقلمه وتحسنت علاقاته بنفسه وبالآخرين ولعل هذا الكتاب يهدف إلى الوصول لهذا الغرض النبيل.

وهناك بعض المرضى النفسين الذين يعانون من اضطرابات الشخصية.

فمنهم من لديه سلبية أو عدوانية أو كآبة ولكن هل كل كئيب مريض عقلي أو نفسي وهل كل مدرس يبالغ في ضرب التلاميذ مريض نفسي أو عقلي؟

الواقع أن الاضطراب السلوكي يظهر في المرضى وغير المرضى، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ونحن نقول أن هذا السلوك مضطرب أو سلوك عصبي (أو عصابي Neurot) ولكن ليس بالضرورة أن الشخص مريض نفسي أو عقلي فهناك شك زائد يعتبر شك مرضى ويقود إلى الوسواس وهناك بحث عن الكمال يقود إلى الحرفية. وهناك انفعالات زائدة تؤدى إلى العدوانية والإنفجارات أو الصدمات العاطفية ومع ذلك فأصحاب هذه الصفات المبالغ فيها ليسوا مرضى بالضرورة.